مختارات من قصص الأمريكي أو. هنري - إعداد الدكتور عبد القادر شريف بموسى

2.3K 4 1
                                    

مختارات من قصص الأمريكي أو. هنري

إعداد الدكتور عبد القادر شريف بموسى

إعداد النسخة للهاتف

الدكتور عبد القادر شريف بموسى

أرغفة العرافة

للكاتب الأمريكي: أو- هنري

ذاك المخبز الكائن في أعلى المنعطف أتدرون لمن هو؟ ان مالكته هي الآنسة (مارثا ميكام) وهو ذاك بعينه!... أجل هو المخبز الذي تصعد له بدرجات ثلاث ثم... تدغدغ مسامعك دقات الجرس ساعة تفتح بابه.

والآنسة (مارثا) في الأربعين من عمرها... وتملك رصيدا مصرفيا يبلغ ألفي دولارا ولها سنان اصطناعيان وقلب رحيم على أن هناك الكثير ممن تزوجوا وهم أقل حظا ومالا منها.

وكان يتردد على مخبزها رجل يفد مرتين أو ثلاثا كل أسبوع فبدأت تميل اليه. كان في منتصف العمر وله نظارات... ولحية داكنة شذبت بعناية أما انجليزيته فتعتريها لكنة ألمانية واضحة ورغم رثاثة ملابسه فقد كان يبدو أنيقا دائما مظهرا وخبرا.

لقد اعتاد أن يأتي فيبتاع رغيفين فقط ولا شئ أكثر وكان رغيف الخبز الطازج بخمسة سنتات أما البائت فاثنان بخمسة وذات يوم لاحظت الآنسة (مارثا) بعض البقع الملونة على أصابعه فأيقنت بأنه كان فنانا... وفقيرا معدما لا ريب وأنه يقطن في غرفة متواضعة فيظل المسكين يرسم ويرسم ويقرض خبزا بائتا ويظل يحلم بطيبات مخبز الآنسة (مارثا) - فكرت -.

وعندما كانت هي تجلس الى افطارها الدسم تعبر جسر الآهات والتنهدات وهي تحلم بفنان مهذب يشاركها اياه بدلا من قضمه كسرات يابسات بغرفبه ال********************************ة... لقد كان للآنسة (مارثا) كما - نما الى علمك-قلب رحيم رقيق.

وأرادت يوما أن تتأكد من صحة نظريتها التي استنبطتها لدى مرأى يده وقد بقعتها الألوان والتي تتلخص في أنه لابد من طائفة الفنانين فأحضرت من غرفتها يوما صورة ابتاعتها بثمن بخس ووضعتها على أحد الأرفف خلف منضدة الأرغفة... وكانت تحوي منظرا ساحرا لقصر رائع تحيط به المياه من كل جانب وقد توسطت زرقتها قوارب "الجندول" الفينيسية وامتدت من احداها يد لسيدة تشق عباب الماء. وحوت الصورة كذلك مشاهد تأخذ بمجامع القلوب لزرقة السماء وندف الغيوم تصطبغ بأرجوان الشفق... ولاألق يضئ جوانب الغلس حتى ليكاد المشهد أن ينطق بحسن ما فيه ولم يكن من الصعوبة بمكان لفنان - كائنا من كان- أن يلحظ تلك الصورة.

بعد يومين جاء الزبون مجددا.

- رغيفين من الخبز البائت من فضلك! - قال- ثم تابع:

- انها صورة فاتنة سيدتي وكانت تلف له الرغيفين لما تزل فسألته في مكر: حقا؟ انني أقدر الفن و- كاد زمام الأمور يفلت من يدها فتقول

- والفنانين- على أنها تداركت نفسها فقالت: "واللوحات الفنية" اذ انها تذكرت بأن الوقت لايزال مبكرا لمكاشفته بذلك. وسألته في دهاء النساء:

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 01, 2010 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مختارات من قصص الأمريكي أو. هنري  - إعداد الدكتور عبد القادر شريف بموسىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن