~ وعد بالانتقام ~

~ البارت الأول ~

- اخذ يعمل في أكثر من وظيفة بالوقت ذاته لمدة ثلاثة أشهر حتى جمع مبلغاً لا بأس به وبعدها سحب كل المال الموجود في حسابه المصرفي ثم قرر السفر إلى اميركا لان فرص العمل هناك كانت كثيرة ، ولكن كان لديه مشكلة صغيرة وهي امه واخته الكبرى اللتان كانتا كل عائلته حيث وجد صعوبة في تركهما والسفر ، فحاول جاهداً أن يقنعهما بالذهاب معه ولكن امه لم تقبل بأن تترك منزلها وبالرغم من ان بعده عنها كان صعباً الا انها تركته يذهب لعله ينسى ما فعلته به صفاء دون ان تعلم ان ابنها اتخذ قرار السفر فقط لكي ينتقم من حبيبته التي هجرته.

اما صفاء فلم تكن سعيدة بزواجها من ذلك الرجل الغني كما ادعت... بل منذ ان وافقت على ذلك الزواج أصبحت حياتها بلا معنى كما لو انها الجحيم بعينها لأن زوجها عاصم كان يكبرها بستة عشر عاماً وكان خشن المعاملة وقاسي القلب لا يهمه سوى معاشرتها سواء كان الامر بالتراضي ام بالقوة والغصب ؛ خلاصة القول لم تكن تهمه مشاعرها وهمه الوحيد كان الحصول عليها ، على جسدها وقد نجح بفعل ذلك وحصل عليها بالفعل ولكن هل يستطيع ان يحصل على حبها ؟

ذلك ما كان يزعجه كثيراً فهو يعلم انها تحب شخصاً آخر وقد هددها بأنه سيقوم بتدمير حياة حبيبها ان لم توافق على الزواج منه كما انه سيضع والدها في السجن لانه لم يستطع ارجاع المال الذي استدانه منه فما كان منها سوى قهر حبيبها حتى تحميه وتحمي والدها من بطش زوجها ؛ لذا وافقت على الزواج بقلب محروق وخاطر مكسور وهي تعلم ان نزار كرهها جداً بعد الذي فعلته به وانه شعر بالخيانة العظمى ومن المؤكّد ان كرامته قد جرحت لأنها فضلت المال عليه وهو الذي احبها بكل جوارحه كما لو كانت الوحيدة في العالم كله ولكنها كانت مجبرة على جرحه بتلك الطريقة لأنه لو علم حقيقة الموضوع لما تخلى عنها ابداً حتى لو كان الثمن حياته .

وما زاد تعاستها قسوة عاصم عليها حيث كان يضربها ان لم تستجب له ويعاملها معاملة سيئة جداً كما لو كانت عبدة عنده وليست زوجته واحياناً كان يتعمق في استعمال العنف ضدها ويضربها بأشياء قاسية مثل حزام الخصر لدرجة ان اطرافها كانت تتورم من شدة القسوة والضرب ؛ فما كان منها سوى التحمل والصبر واخفاء الامر عن اهلها حتى لا تجعل والدها يشعر بالذنب تجاهها وعندما كانوا يسألونها عن حياتها الزوجية كانت تكذب وتخبرهم ان زوجها شخص لطيف للغاية ويعاملها بمنتهى الرقة واللطف ليطمئن قلب أمها التي لم تكن موافقة على ذلك الزواج منذ البداية.

ولكن كما يقول المثل " كل شيء اذا زاد عن حده انقلب الى ضده " فلم تستطيع صفاء تحمل قسوة زوجها المتوحش اكثر من ذلك... الا يكفي انها عاشت معه ثلاث سنوات اشبه بالجحيم تخلو من السعادة وكان يضربها كلما سنحت له الفرصة ؟