الخاتمة: اَلخُلودْ

ابدأ من البداية
                                    

لم يكونوا الا بشراً عاديين, اطفال ابرياء, صغار يلعبون تحت كبد السماء ينعمون بضياء الشمس ونور الخير. لكن الشر حاول جاهداً ان يفسد قلوبهم حينما كبروا وسلبتهم معتركات الحياة برائة الطفولة وذكريات الصبىَ.

منهم من كابد وكافح وانتصر على الشر المتواجد في قلبه واختار لواء النور والخير, ومنهم من هو مستمر بالنضال والصمود لكنه لم يطئ بقدمه منحازاً للشر, فهو ايضا في سلام وامان.

واما الذين تشوهت ذكرياتهم وتغلغل الظلام في قلوبهم, وخسروا انفسهم تحت قسوة الحياة وصعوبة الايام, واختاروا حماقة سعادة الشر الوهمية التي ما يلبث الانسان ان يستشعر راحتها حتى يُجر الى جحيم الايام ويصارع مشقة الاقدار حتى يُفنى وهو ضائع تائه.

لقد شاهدتُ المختار وهو صبي صغير مكسور الجناحين, فتى يافع يكتشف الحياة, شاباً حالما يبحث عن الحب في خضم الجنون, رجل محطم الفؤاد ومسلوب المصير, واخيراً حولوه الى مخلوق مجرد من كل المشاعر وسلاحاً حطم الحضارة, وحينما تمكنت معشوقته من احراق بصيص الامل القابع في اشد بقاع قلبه ظلمة, غدرت الشياطين والشر الذي استشاط غضبهُ, فتدخلت واوقعت بالاهوال وسلبت المختار روحه, ألا انهم خسروا, ومن الازل وهم يخسرون ولن ينتصروا طالما ان فرسان القلوب النقية يسكنون الارض. وانتصر المختار واختار الخلود على يد اغلى مخلوقة عشقها طوال الدهر, فالموت بنظره هو مفتاح الصعود الى حيث العظماء والخالدون وقد نال المجد باعظم درجاته ولم يسبقه احداً قبله في تغيير وجه الحضارة وسطر حقبة جديدة من التاريخ تحمل في تخبطاتها بعد سنوات طويلة حرية بني البشر.

لقد ارتقى الى اعظم منزلة تحدثت عنها الاساطير والخرافات, وتجسدت لاجلها الملاحم وها هي ملحمتي تختم نفسها بأن تخلد بطل سلسلتها "اريليوس" الذي وصل الى مصير العظماء وكاد ان يكون اشبه بألالهة كما في اساطير الاغريق والرومان وبني جنسه من القوطيين.

انه الملك الذي حطم عرش اعظم حضارة حكمت الشرق والغرب, الشمال والجنوب, وهو الموحد بأنهار الدم بين ابناء القبائل المتمردة والتي خضعت لسلطته وروما التي ركعت امام جبروت عظمته وجيشه, ولم يجلس على كرسي العرش, بل اختار عرش الخلود, ولم يحتسي كأس النصر بل اثَر تذوق سيف العشق القاتل.

انني اسمع اصواتهم في كل الارجاء, ضحكاتهم في ايام السمر, صرخاتهم وانا اساندهم في ميادين القتال, يالها من حياة بائسة بلا وقع خطاهم.

انني انظر اليه الان, حان الموعد المرتقب, وحاصد الارواح يحدق نحوي. ايها الرب هبني لقاء مع المختار ولو لثانية واحدة القي عليه التحية وبعدها خذني حيثما شئت.

وداعاً يا قمر الزمان, اعلم انك ستقرئين هذه السطور التي سأتركها لك في احضان هذه الملحمة برفقة قلادتي وصولجاني, احرصي على جعل ابن المختار فارساً يحمل راية النور في وجه الظلام حيثما ارتقى لنصر الضعيف ويقاتل تحت لواء الخير.

🎉 لقد انتهيت من قراءة فُرسانْ المَمْلَكةُ الضَائِعَة 🎉
فُرسانْ المَمْلَكةُ الضَائِعَةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن