19. التوأم الحنون

Start from the beginning
                                    

لم أحضر صبيحة اليومِ إلى الثانوية لأنّهُ كان عليّ نقل جوُ من المشفى إلى المنزل. على كلّ، أنا لم أفوت العديد من الحصص المهمّة، فرغم كوننا دفعة خرّيجي السنة، إلا أنّ معظم الحصص صارت مملة قبيل ثلاثة أشهرٍ فقط من الامتحان.

عندما عدتُ للثانوية، رأيتُ جيل هيمي من بعيد، و بمجرد أن هممتُ بتكليمها بشأن موضوع أختي فرت هروباً، حينها تيقنت بأنّ لها علاقة بالأمر، وإلاّ، لم تهربُ منذ يوم الحادث؟

بعد مطاردة و كلام قصير استطعتُ أن أعرف السبب.

أوه سيهون.

كيف لأختي أن تستمر بالتعلق بأخرق مثله؟ لا.. و تمرضُ بسببه؟ حسناَ هو صديقي، لا أنكر أننا كنّا كالإخوة منذ سنّ العاشرة، لكن أنا حتما لا أحبّ أن تؤذى أختي بسبب غبائه. منذ وفاة والدتنا و توقف أيرين عن ارتياد الثانوية هما لم يعودا كالسابق يتحدثان أو يتقابلان على الإطلاق، بل صار السيد أوه يتسكع مع فتيات أخريات. لكن على حدّ علمي، أيرين قالت بأنها صارت تكرهه و أنها لا تريد رؤيته، حتى و إن حاول عديد المرات أن يزورها بالمنزل خاصتنا، هي كانت تدّعي النوم أو المرض أو شيئا  ما من هذا القبيل. هي كانت تكذبُ عليّ إذا؟

ماذا لو لقت حتفها بسبب النوبة تلك؟

بعد ترك هيمي، اجتاحني غضبٌ شديد و لم أشأ تكليم أحد بعدها، خاصةً السيد أوه سيهون لأنني كنت لأبرحه ضرباً حقّاً بالرغم من أن أيرين هي من تلام بهذا المقام. كيف تبعده عنها و تكذب بشأن أمر نسيانه، و بالمقابل فقط سماع أمر التصاقه بالفتيات الأخريات يلقيها مريضة؟ أكادُ أجن بالفعل بسبب توأمي!

حتى الآنسة كيم لاحظت شرودي و عدم مشاركتي كالعادة أو حيويتي الفائضة، استفسرت عن الأمر لحظة انتهاء الحصّة، و اكتفيتُ بقولِ:

- آلامُ رأسٍ، و قليلٌ من المشاكل.

- عليكَ أن لا ترهق نفسكَ بيون، الاٍمتحانات النهائية على الأبواب، يجبُ أن تستعدّ لها.

ها هي تعودُ لاسم بيون مرةً أخرى، أعتقد بأنها تريد نسيانَ أمر رقصة أمس بالفعل.

أومأتُ بنعمٍ قبل أن أغادر. كنتُ غارقا بمشاكلي لأعرضَ عليها أن أوصلها لمكان ركن سيارتها كما تجري عليه العادة.

الساعة الرّابعة مساءً.
منزلُ العائلة بيون.

عندما عدتُ إلى المنزل، رميتُ حقيبتي جانبا ثم توجهتُ للردهة الخلفية أين كانت أختي تبدو بحالٍ جيدة، حتى أنها كانت  تلعبُ مع مونغ ريونغ بالحديقة الصغيرة الخارجية. أخبرتها بأن الآنسة كيم تايون هي مالكة الكلب الحقيقية و كادت تبكي مخافة تنازلنا لمونغ ريونغ لها، لكنني طمأنتها بأنّه سيبقى بمنزلنا لتعود لسعادتها. كنتُ على مقدرة من سماع ضحكاتها و هي تداعبه عندما يفر من بين ذراعيها لتصرخ عليه فيعود من جديد، لكن، بمجرد أن رأتني تركت الكلب و دخلت المنزل، حدقت بي و كان من السهل أن تقرأ تجهّم تعابير وجهي و تستنتج غليان أفكاري.

لآبرازو ؛ الحُضنُ المفتوحُ Where stories live. Discover now