الفصل الخامس

Zacznij od początku
                                    

-نحن نحقق بشأن قاتل يقطن في هذا المبنى ونسأل كل من يقطن هنا..ألا تملك معلومات عنه؟
أخرج هاتفه وأراني صورته..بحق السماء إنها صورة حقيقية لي وليست رسمة..من أين أتى بها!..
-لا أملك أعذرني..بل لم أره في المبنى فأنا دائم التنقل..إن رأيته سأبلغكم فوراً..
أعاد هاتفه لجيبه وسلمني بطاقة تعريفه فيها رقمه
-هذا رقمي إتصل بي إن رأيته..سنقدر كثيراً تعاونك معنا نحن نبحث عنه منذ مدة طويلة ولم نفلح إنه كالجرذ..
أيها الوغد..رغبتي إشتعلت في هدر دمك..
-إنه محترف..
نظر لي بشك..
-أقصد بما إنكم تبحثون عنه فلابد إنه محترف يجيد إلاختباء..
-بالفعل..يذكرنا بقاتل متسلسل سنة 1990 لم نجد له أثراً حتى الان ومن المحتمل من نبحث عنه له صلة بذلك السفاح..
"ماذا يثرثر هذا الوغد ما علاقتي بالسفاح من سنة 1999؟!"
-حسناً سيدي أتمنى أن تجدوه بسرعة وإن سمعت عنه أو رأيته سأبلغكم كما قلت...
دخلتُ السيارة وأنطلقت لمتجر الملابس النسوية لشراء قطعة ثياب لتانيانا..هذا ماينقصني أصبح متسوقاً للنساء ياله من حظ عاثر..لابأس سأدللها حتى تعترف بما إن القوة لا تنفع علماً إنه سيكلفني الكثير..تبضعت لها لأعود بعدها للحانة...
-هيه أيها البدين إلى متى ستظل تتنكر؟
سألني صديقي صاحب الحانة الاشقر بلهجته الارلندية ألتي أحبها وهو يمسح الطاولات
-إخفض صوتك لاتفضحني..
تركت مابيدي على ألارض وجلست على كرسي ألتقط أنفاسي..
-أنت مضحك حقاً بشكلك هذا..
ضحك بصوت عالٍ..عقدت حاجبي غضباً لا أحب من يهيني أياً كان شكلي..فهم مغزى نظراتي فكف عن الضحك ثم إقترب يهمس
-الليلة سنشن هجوماً تعال معنا نحتاج لقوتك
-هدر دماء إذاً..
-أولئك الحمقى دمروا حانتي قبل يومين ..
-إدفع لهم مالهم وجنب نفسك ألاذية..
-لن أدفع لهم شيئاً بعد إن دمروا حانتي..خسرت الكثير حتى الآن..هل ستأتي..
-حسناً مرت فترة طويلة منذ إن تقاتلت مع أحدهم..
"تذكرت ماحدث تلك الليلة حين باغتونا عصابة أكس بهجومهم على الحانة..دوي الرصاصات أشتعل في المكان وراح فيها ضحايا..أردت الخروج إلا إن تاتيانا منعتني..تعلقت بي كالطفل لخوفها حتى أُغمي عليها إنبطحتُ أرضاً خوفاً من الرصاصات الطائشة..قذفت بنفسي عليها لأحميها..لاأدري لما تصرفتُ على هذا النحو..أردت حمايتها أكثر من نفسي..إستمرينا على حالتنا حتى توقف الرصاص..هززتها..ضربتها على خديها..وتنصت لنبضات قلبها التي كانت ضعيفة جداً..حنقت على نفسي وشتمتها آنذاك لا أريدها أن تموت فقد تعلقتُ بها..نعم أعترف بهذا لقد سبقتني وأوقعتني في شركها تلك العنيدة.إحتضنتها وألتقت أعيننا عندما إستفاقت لم أجد مبرراً لتصرفي هذا! كان تصرفاً عفوياً على ما أظن.دفعتني وشتمتني إذ رسخ إعتقاد في عقلها بأني فعلت شيئاً سيئاً لها..آه كم الامر محبط حينما تتهم ظلماً ولم تقتنع حتى أقسمت لها عشر مرات وفقاً لطلبها كان يجدر بي لطمها وإفقداها لوعيها."
دخلتُ الغرفة لتقفز من على السرير وتجلس متربعة وتمكنت من قراءة علامات الترقب على وجهها..ماذا يجول بخلدها ياترى؟!.رميتُ ثيابها الجديدة فوق السرير وترقبت ماستفعله
-ماهذه؟"لمست نبرة إرتياب في صوتها لأجيب مقتضباً
-ثياب..
"قفلتُ الباب خلفي وخلعت سترتي..وبعدها تنكري.."
-أأنت مجرم بحق ؟
-نعم..أليس ذلك واضحاً..
-لايبدوا عليك..أنت تعاملني بلطف..
إبتسمتُ بغرور وقلت-لم تريني وأنا أقاتل وأقتل ستغيرين نظرتك علي..وخصوصاً مع النساء..
"قلت الأخيرة بغرض تخويفها دائماً ماتنجح هذه الحيلة معهن"
-حقاً..
"بنصف عين رمقتني لتخفض رأسها بعدئذ وتشرع بتقليب ثيابها الجديدة"
-لاتعتقد بتصرفك اللطيف سأعترف..حتى لو ركعت
"قالت وهي تركز نظرها علي..جلست أرضاً أفتح حقيبة أسلحتي وعلقت
-أستحق مكافأة لشراء ملابس لكِ
-أتعيرني بهذه الخرق..إنها ليست من ذوقي ولا تناسبني ..
"رمتهم علي وجلست تندب حضها.تحركت من مكاني وأخذت أجمعهم ورميتهم عليها بكل قوتي وبوجهها تماماً وشعور الغبطة راودني "
-أهذه مكافأتي؟يا ناكرة الجميل.تجشمت عناء شديداً لأجلك مع إنتشار الشرطة الكثيف..
-حسناً بما إنك عانيت فشكراً.."أشعر بأنها ليست من القلب لا بأس يا تاتيانا..أنتي تبلين جيداً معي..قريباً سأحصل منك على ما أريد "
-أنتي تحبين معاناتي؟
-نعم..تستحق لأنك مجرم..مجرم لطيف ..
-ماهذا التناقض..لم أعد أفهم..تارة تقولين بأني مجرم شرير وتارة أخرى لطيف..وضحي موقفك تجاهي
-هل يهمك نظرتي إليك..أنت مجرم قابل للتغيير ..
"أضحكتني..أحببت طرافتها..مجرم قابل للتغيير.."
-سأخبرك قصة سيد....
"رفعت شفتاها لتضع عليهما سبابتها تفكر..يالها من طفلة.."
-ماأسمك..لم تخبرني به..
-وهل هو ضروري..
"سحبت زناد مسدسي فأنكمشت خائفة.."
-لويس..لاتخافي لن أقتلك..فأنا مجرم لطيف كما وصفتني..
-لويس المجرم اللطيف هل تحب القصص؟
-أكرهها..
-قصتي مختلفة..ستحبها بلا شك..لأنها تخصك..
"تخصني..الاشرطة إذاً..ستخبرني بمكانها وأخيراً..مددت ساقيّ وأتكأت على الحائط مكتفاً يداي فأصبحت مقابلاً لها تماماً"
-هلم بها إلي
"إتخذت وضعية من على وشك سرد قصة مخيفة للاشباح والشياطين وتحركت شفتاها لتنطق"
-قصتي تدعى السفاح صاحب الاشرطة..
ضحكت -إسم سخيف..
-يحمل معنى يا لويس..إستمع..
في سنة 1990في مونتانا إنتشرت الاقاويل عن سفاح..قاتل متسلسل يذبح ضحاياه بدون رحمة للمتعة..ومتفنن في التعذيب..
"مهلاً..تذكرت المحقق الخاص عندما ذكر هذه السنة وعن السفاح يالها من صدفة!..أظهرت إهتماماً لتستأنف السرد..
-السفاح كان يصور كل جريمة يقوم بها بغرض المتعة الشخصية..الاحمق السادي..المهم..من يقوم بالتصوير كان والدي..
"قاطعتها عند هذه النقطة متفاجئاً"-ومادخل والدك؟
-كان مجرماً أيضاً بل كانا صديقين مقربين..عدد الاشرطة لا يحصى في الواقع..حرقها والدي كلها
-كم كان العدد الا تعرفين؟
-كلا..لكنهم كثر كما قال لي وأحترقوا جميعاً ..
-لماذا أحرقها..؟
-لاتقاطعني..
نهرتني وأكملت-فعلها لمصلحته..إلتقى أبي بفتاة أحلامه عشقها وتخلى عن سلك إلاجرام لأجلها،وإن تم القبض على السفاح والاشرطة فأبي سيُقبض عليه في المقابل أيضاً لوجوده في الاشرطة..وحين يقبض عليه ستتحطم احلامه ألتي بناها مع حبيبته..وطريقته للنجاة هي التخلص من الادلة..حرقها بدون معرفة صديقه السفاح وهرب مع حبيبته..تزوجها وأنجباني..تخيل عدد الاشرطة حتى سنة 2000كالجبال..إنه غبي ألم يفكر بوقوع الاشرطة بايدي الشرطة ستنتهي حياته  بها..غباء إنه مريض نفسياً والعجيب أيضاً بقيت هويته مجهولة طيلة سنوات مثيراً حيرة الشرطة والدولة بهويته وأغلقوا جميع قضايا القتل لأنها كانت بدون دليل يوصلهم إليه..
-ليس بغبي..وإنما ثقته بنفسه عالية جداً علم بأنه لن يقبض علي كعلمه ببقاءه حراً طيلة حياته..وربما تصويره لعمليات قتله تزيده قوة وثقة بالاضافة إلى إبتداع أساليب جديدة أكثر إحترافية في القتل..ماأبقاه حياً تفننه في إستخدامه لتلك الطرق ..يموه الشرطة ويخدعهم بوجود عدة قتلة غيره..فإن إستخدم نفس الاسلوب فطريقه للزنزانة سهل..إنه مذهل حقاً..إنه شفرة حيرت الشرطة ومحققي العالم..الاشرطة الحالية من أين أتت ؟
-إحتفظ أبي بخمسة منهم..هذه الخمسة فيها عمليات إغتيال سياسين في الدولة.إعتقد والدي من إن تسليمهم للشرطة سيوقف جنون صديقه و حمام الدم الذي إنتشر في البلاد وحرضته والدتي على ذلك قائلة  إن سلمتهم فستصبح بطلاً وستكافأك الشرطة بتقديم خدمة جليلة للوطن ولن نضطر للهرب من صديقك إلى الأبد.كان والدي يهرب دائماً حين يراه في إحدى المدن..كان يخشى إنتقامه لحرقه أشرطته العزيزة..حتى أتى اليوم المشؤوم..قتل والدتي أمام أعين والدي عندما لم يعترف بمكان الاشرطة..كنت في الثالثة من عمري آنذاك ولم افهم شيئاً أتدري ماذا فعلت..خبأني والدي في خزانة بقيت أبكي فيها لأثير بذلك وجودي.ففتح السفاح الخزانة ووجدني مع ألاشرطة..طعنه والدي بسكينة في رقبته حتى تهاوى أرضاً..حملني بعدها مع الاشرطة ومع جثة والدتي هربنا..إعتقد والدي إنه قد مات بطعنته لكن توقعاته خابت عندما علم ببقاءه حياً في سنتنا الحالية..رآه في إحدى الحانات مصادفة ليلتقيا وتبدء عملية الكر والفر مجدداً بيننا..
-لماذا لم يسلم والدك الاشرطة بعد وفاة والدتك؟
-قلت لك..ظن إن الامر إنتهى فقد قدم خدمته للوطن وكفر عن ذنوبه بقتل صديقه السفاح ولم تعد هناك حاجة إليها..ففضل الاحتفاظ بها هكذا للذكرى وليته لم يحتفظ بها..كان تصرفاً غبياً.وقبل أربعة أشهر كنت في المستشفى لتشخيص قلبي ولما عدت للمنزل وجدت أبي مقتولاً وأنا فقط من يعلم قاتله من يعلم هويته الحقيقية وماأن أخرج من هنا سأسلم الاشرطة للشرطة وسأدلهم على مكانه تماهلت في تسليمهم  كثيراً لأني أضعت جوازي..
-جوازك..مادخله هو آلاخر؟
-أتدري من هو السفاح..إنه سيدك..براين..
"تجاهلت إلاجابة لتهزني بإسمه..تاريخ لم أعرفه زادني إعجاباً به وإحتراماً..إنه قدوتي..لا أصدق لسنوات بقي حراً وحياً يا إلهي.."
-هل إستمتعت؟
"أخرجتني من عالم تفكيري .."
-نعم..شكراً..أظنك نسيتي شيئاً؟
-ماهو؟
-مكانهم..
"غضبت وصاحت -بعد كل ماقلت ولازلت تدافع عنه وتريد إنقاذه..
-أنا مجرمٌ مثله أدافع عن المجرمين..

-أنت مريض..أولا تريد تغيير حياتك..هاا..بالله ماذا يعجبك فيها..إلم تكتفي من الجثث ورائحة الدم..هل الروح رخيصة لتقتلها..ألا تشعر بألمهم..ضع نفسك مكانهم وحس بهم ولو لثانية..لويس أنت طيب أشعر بهذا إعطي لنفسك فرصة وجرب عيش حياة هادئة بلا قتل ودم وأسلحة بين أهلك وإصدقائك..لِمَ تحرم نفسك زينة الحياة..جرب ولن تندم ..

"منذ طفولتي وأنا على هذا المسار لم ينصحني أحد بتغيير مسيرتي وإلاستمتاع بالحياة..متعتي الوحيدة كانت القتل فقط..هل في الحياة أكثر متعة من القتل؟ أين تكمن؟..لم أجرب أياً منها..أخشى إرتداد ألامور ضدي إن جربت..تاتيانا كم هو سهل عليك قول هذا لكنه صعب علي..عقلي مبرمج لشئ واحد القتل فقط ولن أتغير..أحس بإلمهم وكيف أحس ولم أتلقى رصاصة في حياتي..!

تجاهلتها..قفلت الباب بإحكام ونزلت لأخوض مغامرتي التالية مع صديقي الايرلندي وفكري مشغول بما سمعته منها..هجمنا على الحانة المتواجدة فيها عصابة أكس لتفيض ألارض بالدماء ومنها دمائي..رصاصة في بطني..؟"

المجرم العاشقOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz