الفصل العاشر

3.9K 109 3
                                    

جلس انجلو الى مائدة المطبخ امام فنجان من القهوة السوداء بردت منذ فترة طويلة وكان يقلب ببطء صفحات صحيفة الاحد دون ان يرى شيئا . الامل المفقود
ذلك انه لم يستطع ان ينسى ايا مما حدث في ليلة الجمعة دوما كانت لديه القدرة على تقييم الناس والوضع بسرعة وبدقة لا باس بها وكانت هذه ميزة يشترك شاد فيها معه اذ بينما قرر انجلو ان وراء برودة اليسون الظاهرة امراة دافئة معطاءة يريدها ان تكون شريكة حياته الدائمة ادرك ايضا ان وراء برودة مايلز كونراد الظاهرة لا يوجد سوى برودة داخلية .
فقط ان عيني الشخص تكشفان الاسرار اكثر من الحركات والجمل وعينا مايلز كانتا باردتين برودة الحجر دون اية لمحو انسانية فيهما .
واخيرا عبس وهو يذوق قهوته فوقف يلقي بها خارجا وسكب لنفسه كوبا اخر اخد يتامله وهو يعجب مما يجعل امراة تتزوج رجلا مثله ما الذي دفع والدة اليسون الى تضييع نفسها مع رجل مثل كونراد ؟
مهما كان السبب فقد تزوجت تلك المراة من كونراد وانجبت منه مخلوقة رائعة الجمال غير مسموح لها بان تعيش حياتها وذلك بتكريسها لتصاميم هندسية وابحاث لا تنتهي فقط لكي ترضي والدا لا يرضى ابدا .
رشف انجاو قهوته شاعرا بالسائل الساخن ينتشر في جسمه كان يبحث عن طريقة يذيب بها دفاعات اليسون بشكل نهائي .
انه سيدعو اليسون الى عشاء يوم الاحد في منزل امه فاذا لم يجعل وجود السيدة مار ينو والاخرين اليسون تحن الى حياة غير الاسمنت والدعامات الفولادية فهو اذن سيفتقد جدا صدق تخمينه بالنسبة الى داخلية المراة هذه .
لم يكن عليه ان يبلغ امه انه سيحضر الى منزلها صديقة له فقد كانت تلح عليه بذلك باستمرار منذ سنوات اما ما هو بحاجة الى القيام به على كل حال فهو اقناع اليسون ولكن القول اسهل من الفعل .
ذلك انه عندما ادار رقم هاتفها تملكته الدهشة عندما اجابه والدها . لم يكن معقولا ان يجيب شخص مثل كونراد على مكالمات هاتفه . وكان انجلو يامل في ان يتحدث الى مديرة بيت كونراد او الى اليسون نفسها اما الحديث الى مايلز فقد جعل الامور صعبة .
اجابه الرجل بعد ان عرفه انجلو بنفسه اجابه باقتضاب – اليسون ليست هنا .
- هل تعرف اين هي ؟ ساله انجلو ذلك بسرعة قبل ان يقفل مايلز الهاتف .
- فانا اريد ان ادعوها الى عشاء الاحد .
- انها تتناول عشاء الاحد معي واقفل الهاتف قبل ان يتمكن انجلو من توجيه أي سؤال اخر . الامل المفقود
تمتم انجلو وهو يضع السماعة – ما احسن الحديث معك . واخذ يحدق في السماعة مفكرا في ما يجب عليه ان يفعل ان لديه خيارات عدة كعادته على الدوام .
علي افتراض ان اليسون كانت في المنزل وان والدها لم يكن صادقا في انكاره ذلك فقد دهب انجلو الى منزلها وعندما قرع الباب شعر بارتياح عندما فتحت له مديرة المنزل الباب عندما راى هذه المراة في المرة الماضية كان يتوقع ان يجدها مخلوقة رزينة صارمة الملامح تعكس بذلك جدران هذا المبنى والذي لا يمكن لشيء ان يجعل منه بيتا ولكن إدنا كيلر كانت امراة متوسطة العمر ذات عينين زرقاوين براقتين وشخصية دافئة .
كانت اليسون واثقة من ان إدنا هي الوحيدة التي تملك العزيمة الكافية لمواجهة ابيها اذا ما تملكته احى ثوراته العاصفة .
كان دهن انجلو مشغولا باليسون فقد راى فجاة انه لا يستطيع ان يتدكر اسم هذه المراة تماما – اسمك هو ادنا اليس كذلك ؟
- لقد كان هذا هو اسمي طوال الثمانية وستين عاما الماضية ما الذي استطيع عمله لاجلك يا سيد مار ينو ؟
كانت المراة دافئة الشخصية بقدر برودة مايلز كونراد فسالها انجلو – هل تعلمين ما اذا كانت اليسون في الداخل ؟
إضافة رد
الامل المفقود 03:43 PM 26-03-14
- كلا قالت دلك وهي تنظر من فوق كتفها لترى ان كانا ما يزالان وحدهما وعندما لم تر رئيسها خفضت صوتها . من باب الحذر – انه يوم الاحد فاذا هي لم تذهب الى ورشة البناء فهي تذهب الى منتجع المياه المعدنية وهي تمكث هناك عادة من حوالي العاشرة الى الواحدة بعد الظهر .
كان منزل اليسون من الاتساع بحيث يصلح لتمارينها الرياضية اذا شاءت وتكهن بان اليسون تستمتع بوجودها خارج المنزل قدر استمتاعها بالتريض فنظر الى ادنا يسالها
– هل بامكانك ان تخبريني بالضبط باسم المنتجع الصحي ذاك ؟
سادت الرقة ملامحها وهي تبتسم قائلة – هل انت معجب بها يا سيد مار ينو ؟
نظر اليها متاملا انها كأمه تحب ان تكون واسطة زواج وكان هذا في مصلحته اذ بامكانها ان تساعده الى حد كبير فقال ادعيني انجلو كما انني معجب حقا بها فاومات براسها مسرورة – لقد حان الوقت ليظهر في حياتها شخص مثلك . ثم كتبت له عنوان المنتجع على قطعة ورق .
***
القت موظفة الاستقبال في منتجع سكوبر الصحي نظرة طويلة على جسم انجلو القوي العضلات وقررت ان الرجل جاد فعلا في السؤال عن امكانية دخوله في عضوية المكان وهكذا استدعت مساعدتها لتجلس في مكانها ثم تطوعت هي لاخذ انجلو في جولة تريه المكان شخصيا ولكن ما ان مرا باول باب حتى راى اليسون على عجلة التمرين ولم يكن في الغرفة سواها وبهدوء اخبر انجلو الفتاة الثرثارة التي بجانبه بانه يريد ان يجول في الانحاء بنفسه فتركته كارهة . الامل المفقود
وقف انجلو لحظة عند العتبة ينظر اليها كان واضحا ان اليسون كانت غافلة عما يدور حولها كانت كعادتها التي عرفها عنها في مجال العمل تركز ذهنها كليا على ما تقوم به وما اكثر ما سيسره ان ينتقل تكريس اهتمامها هذا اليه هو .
كانت اليسون ترتدي بنطلونا قصيرا ذا حزام من المطاط وقميصا ملتصقا بجسمها اعجبه منها ما يبدو عليها من سعادة بهذه الملابس وهي التي بانمكانها ان تشتري افخر الملابس واعتبر هذا ميزة طيبة فيها .
زادت من سرعتها . منحنية الى الامام متمسكة بالحاجز الامامي وكانت تضع على اذنيها سماعتين متصلتين بمسجل في خصرها فتساءل عما اذا كانت تستمع الى موسيقى او شيء متعلق بالعمل فهذه هي عادتها والقى نظرة على ساعته كان الوقت قد تاخر فاذا كان يريد ان يعد عشاءا سيكون عليه ان يقوم بكثير من الاقناع وذلك في وقت قصير.
لم تلحظ اليسون وجوده الا بعد ان وقف امامها مباشرة لقد كانت موسيقى فيلم ذهب مع الريح تملا راسها فقد اشترتها مسجلة على شريط في طريق عودتها الى البيت نهار
السبت . كان يذكرها بانجلو وليلة الجمعة وكانت مستغرقة في ذكرياتها عنه الى حد كادت تنقلب معه الى جانبها وهي تراه يقف فجاة امامها .
نزعت السماعات وهي تحدق اليه ذاهلة كان هو حقيقة بما الذي تفعله هنا ؟
فاقترب بوجهه منها قائلا – كنت اراقبك تجهدين نفسك بمثل هذا العنف انك لا تعرفين حقا كيف تهونين عليك الامور اليس كذلك ؟
نزلت عن العجلة وتناولت منشفة عن المشجب اخذت تمسح به جبينها ثم سالته وهي تقفل جهاز الموسيقى وتضعه على كرسي مستطيل ثم تجلس بجانبه – كيف عثرت علي؟
فجلس بجانبها وهو يجيب – اخبرتني انا بذلك .
فقالت بدهشة – ادنا ؟
مديرة منزلك .
- انني اعرف من هي ادنا متى تكلمت معها ؟
- هذا الصباح لقد جئت الى بيتك .
وعندما اخدت تحدق اليه صامتة سالها – ما الذي تفعلينه هنا ؟
فاشارت الى المعدات والاجهزة حولها فقد كانت امضت هنا ساعتين تقريبا وقالت – اتريض . ولكن ما الذي فعله هو بذهابه الى بيتها ؟ الم يكفه اصطدام واحد مع ابيها ؟سالها – لماذا هنا ؟ اما كان بامكانك اقامة اجهزة التريض هذه في المنزل ؟ الامل المفقود
فهزت كتفيها – انني احب ان اقوم بذلك هنا بعيدا عن البيت . لقد اضافت الجملة الاخيرة لانها كانت تعلم ان هذا ما كان يريد ان يسمعه .
- لماذا لا تنتقلين من منزلك ؟
فهزت كتفيها مرة اخرى وقد سرحت بنظراتها بعيدا كان من الصعب عليها النظر في عينيه اللتين يبدو انهما تعرفان كل شيء – لا استطيع .
- لماذا ؟
كانت كلمة صغيرة تطلب الكثير .
- انه بحاجة الي .
- انه لا يحتاج الى أي شيء ما عدا تغيير قلبه بقلب اخر .
- لقد كنت وعدته بان ابقى في الشركة
كانت مكبلة بالقيود وكان هو يريدها ان تتحرر .ليس لاجله هو بل لاجلها ولكن لا يمكن لاحد ان يقوم بذلك سواها ان بامكانه فقط ان يشير الى الاشياء – اظنه قادرا تماما على ادارة كل شيء.
فنهضت واقفة الى حيث الجهاز فادارته وهي تقول – انني مدينة له .
تقدم ووقف امامها بحيث لم تستطع تحويل نظراتها عنه – انك مدينة له بحب البنود والاحترام وليس بحياتك يا اليسون لم تستطع ان تتابع التريض وهو يقف في مواجهتها فعادت تقفل الجهاز بغضب – هل جئت تبحث عني لتلقي علي محاضرة ؟
كان صبره قد بدا يفرغ وكان هو يعرف ذلك رغم انه من اسرة تتصف بهدوء الاعصاب وكان كذلك ايضا بوجه عام – كلا فقد جئت لادعوك الى العشاء .
فلوت شفتيها – عشاء اخر ناكله في السينما ؟
- هذه ليست فكرة سيئة في الحقيقة ولكنني اريد دعوتك الان الى عشاء في منزل امي وراى النظرة الحذرة التي بدت في عينيها فسارع يقول – ان عشاء الاحد بمثابة فرض لديها تجتمع فيه الاسرة كل اسبوع ولا يستطيع احد منهم ان يتاخر عنه .
- ولكنني من افراد الاسرة .
فقال بلطف – ولكن معرفتهم لن تضرك بشيء اليس كذلك ؟
فقالت ببراءة – لا ادري .
كان يريدها حقا ان تتعرف الى اسرته ويتعرفون اليها – اسمعي انا لم اخطئ في اخذك الى فيلم ذهب مع الريح اليس كذلك ؟ لقد اعجبك اليس كذلك ؟
- نعم ولكن ... وكان احتجاجها دون حماسة .
- انك ستحبين امي فكري في انك ستبهجين قلب امراة عجوز .
فرفعت وجهها تنظر الى وجهه – وكيف اقوم بذلك ؟
ضحك وهو يفكر في امه ذلك انها بعد ان تزوج شاد ودوتي قد ركزت كل اهتمامها به خصوصا بالبحث عن زوجة له فقال – ان مجرد رؤيتها للكرسي الخالي بجانبي على المائدة ممتلئا يدخل البهجة الى قلبها .
فعضت شفتها مترددة خائفة – لا ادري ...
- انا ادري . الامل المفقود
***
حتى بعد ان وقفت اليسون بجانب انجلو امام منزل صغير مكون من طابقين مرتدية تنورة وقميصا بسيطين كانت احضرتهما معها الى المنتجع حتى الان كانت ما تزال تتساءل كيف استطاع احضارها الى هنا لم يكن لديها رغبة في مقابلة اسرته . ان ترى المكان والحياة اللذين لن تتمكن معرفتهما ذلك انها منذ سنوات بعد ذلك الحادث قد رضيت بطريقة حياتها وبما سياتي به المستقبل فلماذا يعذبها بشيء تعرف هي انه لن يحدث ابدا ؟
كانت على وشك ان تقول له انها قد غيرت رايها بالنسبة لتناول العشاء عندما فتح الباب ووقفت امامها امراة قد خط الشيب شعرها ذات عينين بنفس لون عيني انجلو . ورات اليسون الشبه على الفور وكان في الابتسامة .
كانت بريدجيت مار ينو اقصر من اليسون بخمسة سنتميترات واثقل وزنا بحوالي عشرة كيلو غرامات . عندما فتحت الباب توقعت اليسون من المراة ان تتمعن فيها عن قرب كما يفعل والدها لانها لم تكن تعرف سواه لكن بريدجيت احتوت اليسون بين دراعيها بعناق رقيق دافئ ثم امسكت بها بعيدا عنها بقدر ما تسمح به ذراعاها ومضت تتامل وجهها لقد عرفت السيدة مار ينو على الفور من تكون هذه الفتاة فهي بعد الاستماع الى حيث انجلو عنها قد اخذتتنتظر حضورها ان لم يكن هذا الاحد فالدي بعده فالمسالة كانت مسالة وقت ليس الا .
كانت اليسون اكثر نحافة بقليل بالنسبة الى ذوق بريدجيت ولكن تعاقب عشاءات الاحد هو كفيل بتعديل هذا مع الايام – اه ها انت ذي هنا اخيرا والقت على انجلو نظرة راضية – تفضلا تفضلا وسارت امامهما الى غرفة الجلوس .
لم تصدق اليسون ما سمعت – هل اخبرت امك عني ؟
لم يعرف ما يعجبها او لا يعجبها فهو لم ير سوى التساؤل في عينيها فقال وهو يتبع امه –ربما كنت قلت كلمة من هنا وكلمة من هناك وامي تحب زخرفة الموضوع وتزيينه.
عندما تكون في عملها كانت تشعر بالثقة بالنفس فقد كانت تعرف ما تعمل وفي اجتماعات العمل كانت حقائقها مباشرة وارقامها مصححة مرتين وذلك يجعلها تتكلم باطمئنان اما في الحفلات فلم تكن تذهب اليها كثيرا لانها لا تستطيع التحكم في نفسها هناك اما هنا فلا بد ان الامر سيكون اسوا .
ولاول مرة في حياتها تفكر اليسون في الهرب واحس انجلو بتوترها وترددها فقال لها – تعالي اعرفك الى الجميع .
فبذلت اليسون جهدها لكي تبدو شجاعة .
كانت جدران غرفة الجلوس مغطاة بالصور الفوتوغرافية المؤطرة من كل
الاحجام . بعضها حائل اللون تشجعت وهي ترى وجها مالوفا وانجلو يقدمه اليها قائلا – لقد سبق وقابلت شاد وهذه جاتي زوجته . الامل المفقود
نظرت اليسون الى امراة طويلة القامة مهيبة الشكل بفيض من الدفء المطمئن ينبثق من ابتسامتها تلك .
شد انجلو غلاما اشقر طويل القامة من ذراعه قائلا – وهذا الفتى الجميل هو ابنهما فرانكي ثم انحنى يلتقط طفلة صغيرة لا تكاد تتجاوز السنة الاولى من عمرها – اما هذه الصغيرة التي تحاول الامساك بحذائك فهي ابنتهما بريدجيث.
بعد ان قبل الراس الصغير الذهبي – ناول الطفلة الى شاد ثم استدار الى امراة تقف يمين اليسون – وهذه اختي دوتي ان لونها ليس اخضر في العادة ولكنها تبدو ذلك لانها حامل الان وضحك لاخته وهو يشعر اللهفة الى ان يحمل الطفل الجديد بين ذراعيه كان الشيء الوحيد الذي يشعره بسرور اكثرر مما يتملكه لرؤية اطفال الاسرة .هو انتظاره الوقت الذي يصبح فيه لديه اطفال يلعب معهم ويغمرهم بحبه اطفال من اليسون .
وفجاة وجدت اليسون يدها وقد قبضت عليها تلك الشقراء التي كان انجلو يقدمها اليها .
مرحبا ما اسعدني بالتعرف اليك وكان من الصعب مقاومة تاثير حيوية دوتي ونشاطها لقد كانت اليسون تصدق حقا ان المراة كانت تعني ما تقول فقد بدت مخلصة للغاية ولكن لماذا تشعر بالسعادة للتعرف عليها ؟ كان هذه شيئا لم تفهمه اليسون .
تابع انجلو تعريفها بباقي افراد العائلة – هذا الشاب ذو البذلة الغالية الثمن والذي يبدو وكانه يظن نفسها اخترع الابوة هو زوجها شيا ثم مذ ذراعه يحتضن فتاة مراهقة رشيقة الجسم – وهذه ابنتهما اليكس اما امي فقد سبق وعرفتها ثم وقف في المؤخرة وهو يقول – ها نحن كلنا حتى الان .
كان الزهو ينضح من صوته وتملك اليسون نوع من الحسد ما اجمل ان يشعر امرؤ بالهو باسرته وبالرغبة في تقديمهم الى اخرين قائلا – هولاء اهلي . كانت سليلة اسرة ذات مكانة واعتبار وابنة رجل اسمه مطبوع على بعض افخر المباني في المنطقة هذا عدا عدد المباني المنشرة في انحاء البلاد .
انها على استعداد لاستبدال هذا كله وفي غمضة عين بما يملكه انجلو وبما يشعر به ازاء ذلك فهنا توجد المحبة والزهو الناتج عن المحبة وليس عن طريق الولادة من اسرة ارستقراطية .
اخذت تصافح الجميع راسمة ابتسامة على شفتيها .شاعرة بتوتر لا حدود له وبان لا علاقة لها بهذا المكان وبين كل هذه المشاعر الدافئة وانها سرعان ما
ستجد نفسها في أي لحظة خارج هذا كله .
اغتنمت المراة السوداء الشعر والتي قدمها انجلو باسم جاني فرصة فترة الهدوء المؤقت هذا فوضعت يدها على ذراع اليسون تقودها الى معرض صور الاسرة على احد جدران الغرفة . الامل المفقود
لاول مرة في حياتها تشعر اليسون وهي ترى صور وجوه الاطفال الضاحكة تشعر بالحنين الى ان يكون لها اطفال هي ايضا ولكنها سرعان ما نبدت هذه الفكرة فقد كان هذا النوع من التفكير عبئا فهي قد تصبح اما فظيعة فهي تجهل كليا كيف تتصرف الامهات ولهذا قد يصلح انجلو للقيام بدور الام الاكثر منها اذ من الواضح تعلقه بهذه الفكرة .
تمتمت جاني وهي تشير الى الصور – ليس هذا سوى عذر فقد شعرت بتوترك ورغبتك في التنفس .
بدت على شفتي اليسون ابتسامة اسف فهي عادة ماهرة في اخفاء مشاعرها فسالتها – هل شعوري واضح الى هذا الحد ؟
فاومات جاني وقد بدا العطف في عينيها – ان منظرك هو نفس منظري كما اتصور عندما احضرني شاد الى عشاء الاحد هنا لاول مرة واقتربت منها هامسة – كنت اموت خوفا .
فقالت اليسون – انني لست خائفة انهم فقط فياضو المشاعر وهذا كل شيء .
ضحكت جاتي وقالت بلهجة دافئة – انهم حقا كذلك ليس من المعتاد كثيرا ان يصادف انسان مثل هذا الجدار من المحبة . وسكتت لحظة قبل ان تقضي الى اليسون هامسة – اما انا فكانت حياتي خالية من ذلك .
نظرت اليسون الى جاتي وقد تملكتها الدهشة وهي ترى امراة تعترف باشياء شخصية لامراة غريبة عنها .
تابعت جاتي تقول – لقد كانت شكوكي كبيرة ازاء كل تلك المحبة ولكنني ما لبثت ان ادركت انها حقيقية فلا تخطئي في ذلك . انهم يريدون حقا ان يحبوك ونظرت جاتي في عيني اليسون تطمئنها – نحن جميعا نريد هذا .
لم يبد هذا شيئا عقلانيا بالنسبة الى اليسون لم يكن منطقيا – ولكن لماذا ؟
- لان انجلو اختارك ونحن جميعا نحب انجلو فهو رجل بالغ الدفء ملئ بالمحبة .عليك ان تريه مه الاولاد . ونظرت جاتي الى الغرفة التالية حيث كان فرانكي واليكس يغمرانه بالاسئلة عن شيء ما . – دوما بامكان انجلو ان يجد وقتا لهم مهما كان الامر . واستدارت الى اليسون تقول – وهذا شيء نادر جدا في الرجال .

فكرت اليسون في ابيها لم تستطع ان تتذكر ليلة واحدة امضتها معه وهي طفلة فلا لعب معه ولا حكايات قبل النوم ولا خروج معه ... حتى انها لم يكن لديها فكرة عن ان الاباء يقومون بمثل هذه الاعمال الا بعد ان وصلت الى طور المراهقة .
اجابت – نعم اعرف هذا .
- انك تجعلينها تعيسة . قالت دوتي هذا لجاتي عابثة وهي تتقدم نحو اليسون – هذا لن يعجب انجلو .
احمر وجه اليسون – اسفة فقد كنت فقط افكر في شيء ما .
مالت دوتي راسها وتفحصتها لحظة ثم سالتها – في العمل ؟
كان الكذب اسهل على اليسون من قول الحقيقة والتي كانت مؤلمة الى حد لا يمكنها معه مكاشفة احد بها . حتى لهؤلاء الذيم يبدون استعدادا للتخفيف من اعبائها وهكذا اجابت – نعم .
فاومات دوتي قائلة – كانت جاتي في نفس المشكلة الى ان احضرها شاد الى هنا .
قالت جاتي توضح رايها لاليسون – ان العمل ليس خطا . ولكن يجب ان لا يحتكر حياتك كلها . الامل المفقود
فقالت دوتي موافقة وهي تتابط ذراع اليسون وتعيدها الى وسط الغرفة – هذا صحيح يجب ان لا يجعلك العمل تخسرين اجمل قسم في حياتك .
فسالتها اليسون – وهل تشتغلين انت ؟
اجابت دوتي – ان جاتي هي محاسبة في شركة خاصة بها . اما انا فطبيبة نفسية للاطفال .
اجفلت اليسون وهي تسمع هذا ما جعل دوتي تقول وهي تغمز بعينها ضاحكة – لا تقلقي فانا لا اشتغل يوم الاحد .
فابتسمت اليسون وهي تحاول التخلص من التوتر الذي يتملكها لقد كان هذا الوضع غير مالوف بالنسبة اليها ولم تكن تعرف كيف تتصرف فالانسجام مع النفس لم يكن من عادتها فكيف بذلك مع الاخرين ؟
تقدمت والدة انجلو نحو النسوة ووضعت يدها على كتف اليسون وهي تسالها – هل تعرفين تقشير البطاطا ؟
فاجفلت اليسون وظنت نفسها لم تسمع جيدا وسالتها – ارجو المعذرة ؟
اعادت بريدجيث سؤالها ببطء – نعم تقشير البطاطا هل تحسنينه ؟
فاجابت اليسون – حسنا نعم يمكنني ذلك لم يسبق ان القى عليها احد قط مثل هذا السؤال فقد اعتادت اسئلة تتعلق بالهندسة حتى في الحفلات التي كان

العمل يضطرها لحضورها لم يات فيها احد على ذكر المطبخ والطبخ لم تكن تحسن العمل في المطبخ بشكل جيد فقد كانت ادنا تصر على اعداد كل الوجبات ولكنها عندما كانت تسكن بمفردها كانت احيانا تحاول اعداد شيء من الطعام لنفسها مهملة الاطعمة المثلجة في ثلاجتها.
اما درجة نجاحها في ذلك فهي قصة اخرى بالطبع اومات بريدجيث براسها قائلة – هذا حسن . كانت تريد ان تتاكد من ان انجلو لن يموت جوعا اذا هو تزوج هذه الفتاة . لقد كانت علمته كيف يطهي تماما كما علمت الاخرين ولكن كان يريحها ان تعلم ان بامكان زوجته اعداد بعض انواع الطعام هي ايضا .
- تعالي انني بحاجة اليك ثم امسكت بيدها وجرتها معها الى المطبخ .
نظرت اليسون نحو انجلو تطلب العون ولكن كانت هناك طفلة عمرها عام تعتلي ظهره . وكان هو يسير على الاربع ويصهل كالحصان ملاها هذا المشهد برقة لا توصف فقد كادت تتصوره بهذا الشكل مع طفلهما ...
لكنها ما لبثت ان نبذت هذا التفكير معتبرة اياه مستحيلا فهذا النوع من الحياة ليس لها وهي تعرف بالضبط ما سيكون عليه مستقبلها فهو لا يتضمن زوجا واولادا .
ومع ذلك فقد اسلمت قيادتها لوالدة انجلو ... الامل المفقود ؛؛؛

انتهي الفصل العاشر

أطفال في خياله-مارى فيراريلاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن