ورود هذه الأسماء في منطقتي الجوف والعلا وفي توقيت واحد هي السبب وراء إيمان الباحثين أن مملكة ديدان والحجر كانت تابعة لملوك مملكة معين.[80] وهذه ال"يثع" و"يشع" و"وتر" التي تعقب أسماء الملوك هي ألقاب حقيقة وليست جزءا من أسماء ولادتهم، فكلمة "وتر" تعني "المتكبر" أو "المتعالي" وكلمة "يثع" تعني المنقذ وكلمة "بين" تعني الظاهر.[81] ويقول جواد علي أن مملكة لحيان كانت مملكة تابعة لمعين واستقلت عقب ضعفهم في اليمن [82] كان ملوك معين يعينون حكاما على المناطق الخاضعة لهم خارج اليمن ويسمونهم كبراء واكتشف عدد من أسماء هولاء " الكبراء " في منطقة العلا مهمتهم توفير الأمن للقوافل وجمع الضرائب والأتاوات.[83] وكان أكبر آلهتهم الإله ود بعد الإله عثتر إلا أنه بقضاء السبئيين عليها استقلت العلا في القرن الأول ق.م على رأي بعض الباحثين [84]

مملكة حضرموت (330 ق.م - 275 م) عدل
Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: مملكة حضرموت
برغم الشح الغالب على مصادر دراسة اليمن القديم، حضرموت أسوأ الممالك الأربعة حظاً. ليس هناك إتفاق بين الباحثين عن مبدأ قيام هذه المملكة وأقدم رحلة إستكشافية كانت في موضع يقال له الحريضة حيث عثر المنقبون على آثار لمعبد الإله سين يعود للقرن السابع أو الخامس قبل الميلاد.[85] حضرموت إسم قبيلة وكان عليهم مكرب قائم بشؤونهم. أول كتابة حضرمية مكتشفة تعود للقرن الخامس قبل الميلاد وتحكي بناء سور لحماية حضرموت.[86] سياستهم كانت قريبة من سياسة الممالك الأخرى وهي السيطرة على الأراضي الخصبة وعقد تحالفات مع القبائل الجبلية وتلك المطلة على السواحل. بنى الحضارم ميناء خور روري القديم المتواجد في ظفار.[87] انتهى أمر المملكة بتأسيس مملكة حمير في القرن الرابع الميلادي.

مملكة حمير عدل
Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: مملكة حمير
بعد قرن ونصف من الاضطرابات، تمكن شمر يهرعش توحيد ممالك اليمن القديم وإخضاعها تحت حكم مملكة واحدة، ولا توجد دلائل أنه أبقى على بعض الأقيال لتحكم أراضيها ذاتيا كما كان يفعل المكاربة والملوك في عصور مضت. قام الحميريين بترميم سد مأرب وأنهوا النزاعات وأخضعوا القبائل من جديد فنعمت اليمن بعصر من الاستقرار مكن الحميريين من مواصلة سياسة أسلافهم. ورد اسم شمر يهرعش لثلاثة ملوك حميريين وهناك إجماع أن شمر يهرعش الثالث حكم مع والده ثم انفرد بالحكم. شمر يهرعش هو "شمر يرعش" في كتابات أهل الأخبار الذين اختلقوا الأساطير وراء هذه التسميات، إذ جعلوه معاصرا للملك سليمان وحاكما بعد بلقيس.[88][89][90] هذه الأخبار الموضوعة تثبت أن الإخباريين واليمنيين منهم تحديدا كانوا على علم بماضي أجدادهم ولكنهم لم يستطيعوا قراءة رموز خط المسند واعتمدوا على قصص كبار السن والذاكرة الشعبية لتدوين هذا التاريخ.[91] توفي شمر يهرعش عام 330 للميلاد حسب معظم التقديرات.

نقوش بخط المسند في "مأسل الجمح" في محافظة الدوادمي تحكي انتصارا حققه أسعد الكامل على المناذرة
تولى الحكم بعد شمر عدد من الملوك واختلف الباحثون في ترتيبهم إلى أن ظهر ملك حميري يدعى أسعد الكامل. ورد في مسند الإمام أبي حنيفة النعمان أنه أول من ضرب الدينار.[92] تولى الحكم عام 378 ميلادية. عثر على اسمه مدونا بخط المسند في موضع يقال له "مأسل الجمح" في محافظة الدوادمي السعودية حالياً.[93][94] قد بني الحصن ليكون موقعا لقوات حميرية تحمي القوافل الخارجة من اليمن والعائدة إليه. وهو موقع مهم يصل اليمن بنجد وشرق الجزيرة العربية.[95] عاش هذا الملك فترة طويلة فهو تولى الحكم قرابة 378 للميلاد إلى جانب والده حينها ويبدو أنه كان لايزال شابا يافعا وتوفي عام 430 ميلادية أو بعدها بقليل فتكون مدة حكمه قرابة الخمسين عاما. كان ملكا قويا ولذلك كثر ذكره ولم تنساه الذاكرة العربية فقد ذكر الطبري أنه وصل الصين وهي مبالغة بلا شك ولكنها انعكاس للأثر الذي تركه.[96] توفي الكامل وتولى الحكم بعده ملوك اختلف الباحثون في ترتيبهم وذكرهم بعض أهل الأخبار.

اكتشف نص في 450 ميلادية يشير إلى تصدع كبير أصاب سد مأرب مما جعل الملك يستعين بعشرين ألف عامل لقص الأحجار من الجبال وبناء أبواب ومنافذ جديدة لخروج الماء وصرف معاشات للعمال.[97] وكان لذلك أثر سئ على كثير من القبائل التي تركت مواطنها خوفا من الموت.[98] وللأسف لم يخبر النص عن أسماء هذه القبائل وفيه دليل على وجود أصل تأريخي للروايات العديدة التي يرويها الأخباريون عن تهدم سد مأرب وتفرق سبأ وإن كان يشوبها الخرافة والأساطير.[99] هناك اختلافات بين الباحثين في ترتيب وأعداد الملوك إلا أن الإجماع أن سقوط حمير كان بمقتل يوسف أسأر عام 525 ميلادية.

السقوط عدل
بعد مقتل يوسف، نصبت أكسوم حاكما دمية يدعى شميفع أشوع. ذكر المؤرخ البيزنطي بروكوبيوس أن عدداً من الجيش الأكسومي آثر البقاء في أرض الحميريين لإنها جيدة جدا على حد تعبيره.[100] أحد هولاء كان أبرهة الأشرم قائد الجيش الذي أعلن نفسه "ملكاً بسم المسيح والروح القدس".[101] استمر الاقتتال لفترة حتى وصل لأسماع المتقاتلين عن تصدع هو الثالث وقبل الأخير أصاب سد مأرب كما يقرأ من النص المسندي الذي يعود لعام 542 ميلادية.[102] توصلوا لهدنة لإعادة ترميم السد وكان آخر ترميم يجرى عليه.[103] نسبوا إلى أبرهة هذا قصة بعد الإسلام لم يرد عنها نص مدون بخط المسند ولا كتابات البيزنطيين.[104]

دخل اليمن عصرا من الانحطاط قبيل الإسلام مما مكن مكة بأن تصبح مركزا تجاريا مهما بل ربما الأهم في الجزيرة العربية لبعدها عن مراكز الصراع.[105] لم تكتشف كتابة تشير إلى الحقبة الفارسية في اليمن فتاريخ البلاد يكاد يكون مجهولا خلال هذه الفترة سوى ماتوارد عن كتابات بيزنطية بسيطة عن عن وجود الفرس في عدن.[106] حكم الحميريين كاذواء بدون سلطة فعلية إلا على قبائلهم، ويقول صاحب المفصل [107] :

«أستطيع أن أقول إن وجود الفرس في اليمن وحكمهم البلاد كان خرافة، وربما وجودهم كان اقتصر على عدن وكان تجارياً، كان الحكم الواقعي للأقيال امراء القبائل. ولا عبرة لما نقرأه في الموارد الإسلامية من استيلاء الفرس على اليمن، لأن هذه الموارد تناقض نفسها حين تذكر أسماء الأقيال الذين كانوا يحكمون مقاطعات واسعة من اليمن في الحقبة الفارسية، وكان منهم من لقب نفسه بلقب ملك، وكان له القول والفعل في أرضه، ولا وجود لسلطان فارسي عليه»
استفرد أحد الساتراب بالحكم في العام 598 ميلادية ودخل أحد هولاء إلى الإسلام. طردهم الأسود العنسي وأعلن نفسه ملكا ونبيا إلى أن قتله مسلمون يمنيون وفقا لمصادر متأخرة.

ممالك صغيرة

الدين

الاقتصاد

اللغة

المجتمع

الفن

الجيش

سرقة وتدمير الآثار اليمنية

انظر أيضا

مراجع رئيسية

إشارات مرجعية

وصلات خارجية

آخر تعديل تم قبل 3 شهور بواسطة Mr.Ibrahembot
صفحات ذات صلة
مملكة سبأ
مملكة عربية يمنية قديمة
مملكة حضرموت
قرية الفاو
ويكيبيديا®

المحتوى متاح وفق CC BY-SA 3.0 إن لم يرد خلاف ذلك.
الخصوصيةسطح المكتب

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Dec 12, 2016 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

التاريخ اليمني Where stories live. Discover now