تابع الحلقة الرابعة

1.4K 27 1
                                    

دخلت شمس القصر....وهى تشعر أنها لا ترى أمامها...وما أن دخلت....

سوسن بشئ من العصبية:"حمد الله على السلامة يا هانم...هو ده اللى أنا جاية دلوقتى"

لم تجب شمس....بل ولم تنظر حتى إلى والدتها...وهمت بالصعود إلى غرفتها...لحقت بها سوسن وجذبتها إليها بشدة وهى تقول:"أنا مش بكلمك"

زفرت شمس فى حدة ثم قالت بشئ من العصبية:"يوووووه.....يا ماما إحنا مش هنخلص من المحاضرات دى...وأنا خارجة محاضرة....وأنا راجعة برضه محاضرة.....أنا خلاص اتخنقت"

سوسن بحدة:"يابت أنتى مش هتتلمى بقى...ماتتعلمى الأدب شوية.....أنا مامتك ولازم تحترمينى أكتر من كده"

شمس وهى تفلت يدها من قبضة والدتها:"يا ماما أنامبقتش صغيرة....أنا خلاص كبرت ومش محتاجة رعاية من حد"

سوسن مبهوتة:"بقى كده يا شمس؟....دى أخرة تربيتى فيكى.....خلاص مابقتيش محتاجانى....يعنى لو مت ده مش هيفرق معاكى"

شمس بلهجة هادئة:"بعد الشر عليكى يا مامى....أنا ماقولتش كده.....بس برضه مش كل حاجة تحبكى عليا فيها.....وبعدين أنا أعصابى تعبانة النهاردة ومش مستحمله حاجة"

سوسن:"أعصابك تعبانة؟...والله إن كانت بتتعب فانتى اللى دايما بتكونى السبب فى ده.....هو فى حد بيقدر يقف فى وشك؟"

وهنا تذكرت شمس موقف علي معها....كانت تشعر حقا بالحنق كلما تذكرت رد فعله على تهديدها...

فأجابت بلهجة حاولت أن تكون بها هادئة:"من فضلك يا مامى....أنا مش قادرة أناكف وأهاتى دلوقتى....ممكن تأجلى المحاضرة دى بعد ما ارتاح شوية"

سوسن بتهكم:"أه زمانك يا عينى تعبانة من كتر حشر المعلومات فى دماغك....يالا ربنا يصبرك على المحاضرات والدكاترة"

لم تجب شمس وإنما صعدت إلى غرفتها....وما إن دخلتها حتى أسلمت جسدها على فراشها....وبدأت فى نوبة من البكاء المرير.
..............
دخل صدقى إلى المنزل ليجد سوسن جالسة فوق مقعد وثير واضعة يدها أسفل ذقنها ويبدو أنها مستغرقة فى تفكير عميق

صدقى:"إحم إحم....نحن هنا"

التفت سوسن إلى صدقى الذى وقف وعلى شفتيه ابتسامة واسعة ثم قالت بهدوء:"أنت رجعت إمتى؟"

صدقى وهو يهم بالجلوس:"نعم....لا ده أنتى شكلك مش هنا خالص....مانا لسه داخل حالا من الباب"

سوسن شاردة:"مخدش بالى"

صدقى وهو ينظر إلى سلالم الدور العلوى:"هى شمس رجعت؟"

سوسن بنفس الشرود:"أيوة"

صدقى بهدوء:"مالك يا سوسن؟....هو فى حاجة شاغلاكى؟"

سوسن:"بنتك يا صدقى"

صدقى بشئ من الحدة:"مالها بقى بنتى؟...ماهى زى الفل أهى....ولا أنتى ناوية تنكدى على نفسك وعليا وعلى المسكينة دى من غير سبب"

سوسن بحدة أكبر:"يا سلام....أنا اللى علطول بطلع نكدية فى الأخر....وكلامى مجرد تحكمات"

ثم صمتت قليلا وتابعت ولكن بهدوء:"يا صدقى أنا خايفة على البنت...أقولك إيه بس؟مانت علطول مش فاهمنى.....ومش هتفهم كلامى"

صدقى:"بصراحة مش فاهمك..ومش مستعد أفهمك..لأنى شايف بنتى أحسن بنت فى الدنيا...وأنتى اللى مكلكعة المواضيع"

سوسن:"ماشى يا صدقى...خلاص أتفضل أطلع لبنتك وشوف إيه اللى كان مزعلها وموترلها أعصابها على حد قولها"

صدقى وقد هم بالوقوف:"أكيد أنتى....هو فى حد غيرك؟"
...................
صعد صدقى إلى الطابق الثانى....واتجه إلى غرفة شمس

صدقى بلهجة مرحة وهو يطرق الباب:"حبيبة بابا هنا؟"

قامت شمس وخففت دموعها بسرعة ثم قالت بصوت متوتر:"أه يا بابى....أتفضل"

فتح صدقى الباب وما أن رأى شمس فى هذه الحالة حتى اقترب منها وهو يقول فى حنان بالغ:"حبيبتى...بتعيطى ليه؟"

شمس محاولة تهدئة نفسها:"أبدا يا بابى....عينى واجعانى بس"

صدقى:"بذمتك ده كلام؟...هو أنا يعنى مش شايفك..إيه اللى مضايقك يا حبيبتى؟...مامتك ولا حد تانى؟"

شمس محاولة أن تخفى موضوع الورشة عن والدها تماما:"لا طبعا...هو حد يقدر يضايقنى"

ثم أطرقت برأسها وتابعت بصوت خافت:"غير مامى"

صدقى وكأنه تذكر شيئا للتو:"أه صحيح....الواد الغبى اللى فى الورشة ده عمل إيه فى الأخر؟...صلحلك العربية؟"

شمس بتوتر:"ها...أه طبعا....هو يقدر مايصلحاش"

أطلق الأب ضحكة طويلة ثم قال:"أيوة هى دى بنت صدقى علوان.....تعرف تجيب حقها وزيادة كمان"

شمس وقد خف توترها:"أه طبعا"

صدقى وهو يربت على كتف ابنته:"طيب يا حبيبتى...أنا هسيبك دلوقتى ترتاحى...بس ماتنسيش أننا رايحين النهاردة حفلة طنطك عبير...عايزك تبقى أميرة الحفلة...ماشى؟"

شمس بابتسامة مصطنعة:"حاضر"

صدقى وهو يقبل ابنته على جبهتها:"نامى دلوقتى يا حبيبتى علشان تبقى فايقة فى الحفلة"

أومأت شمس برأسها.....

خرج صدقى من غرفة ابنته...تاركا وراءه شمس والتى فضلت النوم على المأساة التى حدثت لها اليوم




جماعة ممكن متابعة بليز وشكرا على قرائتكم ونفسى أسمع أراءكم عن الرواية حتى الآن

رواية الحب بين الماء والنارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن