الحلقة الرابعة

1.5K 30 0
                                    

عاد علي إلى منزله منهكا...متعبا....كان يشعر أن شيئا ثقيلا يجثو فوق صدره....ألاف الأسئلة تجول بخاطره....
دق على جرس الباب.....و.....
-"إيه ده؟...علي؟.....إيه اللى جابك دلوقتى؟"

علي بملل وهو يزيح صديقه من أمامه ويدخل:" والنبى ماهى ناقصاك يا أشرف....سيبنى فى حالى"

أشرف وهو يغلق باب الشقة:"إيه ده؟...إيه ده؟ ده شكل الموضوع كبير....إيه اللى حصل يابنى"

علي وهو يلقى بجسده على مقعد أنتريه قديم:"استقلت من الشغل"

أشرف مندهشا:"يا خبر أسود....ليه يابنى....ده أنت حفيت علشان توصل للشغلانة دى؟....جاى دلوقتى ببساطة تسيبها؟"

علي بشئ من العصبية:"أهو اللى حصل يا سى أشرف....ومش عايزك تفتح بوقك بكلمة تانية......أنا فيا اللى مكفينى"

أشرف بلهجة حاول بها أن تكون هادئة:"طب ليه بس يا علي؟....أنا صاحبك برضه مش أى حد"

علي بهدوء:"أنت عارف أنى عمرى ماكنت هاسيب الشغل إلا على عينى.... بس أهو اللى حصل"

أشرف ممازحا:"ياعم ماتخلص وتقولى اللى حصل...ولا يمكن تكون اترفدت ومكسوف تقول"

لم يجب علي وإنما ألقى أشرف بنظرة نارية جعلته يدرك أن مزاحه ليس محببا إلى علي فى هذا الوقت بالذات فتنحنح قائلا:"أنا أسف يا علوة...بهزر والله"

قام علي من فوق مقعده واتجه إلى غرفته وهو يقول:"أنا داخل أريح شوية"

أشرف وهو يلحق به ويمسكه من ذراعه:"فى إيه يا علي؟...يابنى أنت علطول حساس كده؟...والله بهزر معاك"

علي وهو ينظر إلى صديقه بعينين دامعتين:"أنا عمرى ما سمحت لحد يكسرنى يا أشرف....وعمر ما حد اتجرأ وهاننى.....بس النهاردة....."

صمت علي ولم يستطع بماذا يمكنه أن يكمل جملته

ربت أشرف على كتفه وهو يقول بإشفاق:"خلاص يا على....اتغدى بس الأول علشان زمانك جعان....وبعدين نبقى نعرف إيه هى حكايتك يا سى الأستاذ علي"(قالها وانفتح فى نوبة من الضحك)

على بلهجة جادة:"إيه ده؟.... هى البت سنية هى اللى جابت الأكل النهاردة ولا إيه"

أومأ أشرف برأسه إيجابا وهو يحاول أن يكتم ضحكته

على بعصبية:"خلاص والله مانا واكل"

أشرف وهو يجذبه من ذراعه:" ليه بس يا علوكة...دى والله طبيخها حلو"

على بتهكم:"طبيخها حلو؟؟...خليهولك يا اخويا....أنا هدخل أطبخ حاجة سريعة ليا...وخليك أنت فى أكل الست سنية؟"

أشرف ملهوفا:"بجد هتطبخ..خلاص أكلنى معاك أبوس إيدك"

علي مبتسما:"وأكل سنية؟"

أشرف وهو يسبقه إلى المطبخ:"نبقى نأكله للقطط..يالا يا علوة"

تبعه على إلى المطبخ.....وبدأ الإثنان فى تحضير طعام سريع لهما.

رواية الحب بين الماء والنارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن