5.ظهور ابن البلد

Start from the beginning
                                    

فقالت وهي تزيح خصلة من شعرها عن وجهها وتتجنب النظر اليه:"لا أعرف كنت أتكلم لمجرد الكلام ،فإنك تجعلني أقول أشياء لا أعنيها "

"لاأحد يفعل ذلك ،ولكنني أسلم بأنك لا تقولين دائما ما تعنيه."

وسار نحو المنزل لينهي الكلام في هذا الموضوع وتركها تسير وراه وهي متخلفة بخطوة عما يعتقد أنه مكانها الصحيح ،وذلك حسب ما تصورتة ،وفكرت فيما قالته وتساءلت بينها وبين نفسها عما قصدته من وراء تلك الملاحظة المبهمة .

ان شيئاً عميقاً بدخلها حفزها الى هذا الكلام ، انه شيء غريزي لا سيطرة لها علية وانزاح عقلها قليلاً لئلا يحجب عواطفها تماماً وسارعت إينيز عندما رأت سيدها تستقبله ، وهى عادة تتصرف بروح مختلفة في حضور ريكاردو .

وعندما سألته عن أي طلبات يريدها أجابها انه تناول طعامه انه يريد منها_ اعداد القهوة ليتناولها في الخلاء وأوشكت ليان ان تقول أنها تناولت القهوة فعلا. ولكنها سكتت وأحست بأنه لا بأس من تناول القهوة مرة أخرى خاصة وأن ريكاردو في مثل حالته هذه يحتاج الى من يجالسه ويرفه عنه .وأرادت ليان أن تعرف ماذا جرى في منزل ريخا.كانت في الفناء ظلال بسيطة كاالعادة في مثل هذا الوقت من النهار .

ورأت ليان المزارع المسن انريكو يمر ببطء وقد انحنى ظهره بفعل تقدم السن وبسبب العمل الدائم والدئب في المزرعة ، فاالمنطقة الجميلة المحيطة بالمنزل ثمرة جهود هذا الرجل الذي سيخلفه ابنه من بعده في أداء المهمة نفسها , فأولئك الذين يخدمون في المزرعة يعتبرونها بيتهم تماما مثل أي فرد من عائلة مندوزا .وتقيم داخل المزرعة عائلات قانعة بحياتها التي تفتقر لأي شيء يقرب من الترف .

ووجدت نفسها تسأله فجأة :"هل رأيت إيزبيلا ؟"ورد عليها وهو يخفي مشاعره :"نعم رأيتها وهي تبلغك تحياتها وتمنياتها بأن تتكيفي مع الاشياء الكثيرة التي تفرق بين هذه البلاد وبلادك ."--------------------

-" إيزبيلا لها بصيرة نافذة ."

فرد عليها بجفاف :"انها أمرأة ."

فرمقته بنظرة سريعة وهي تقول :"ألا توافق على أن بيننا شيئا مشتركا ؟"

" بغض النظر عن اختلاف الثقافتين تشتركان في الغرائز الاساسية وهو ما ثبت من تصرفات كل منكما ."

" ان كان ما فهمته صحيحا فانك تعني بكلامك تركيز الاهتمام على الهدف الرئيسي . وهل تظن ان ايزبيلا لم تتزوج من كارلوس الا بسبب اعتقادها بأنه قد يمتلك الضيعة؟ ان كان صحيحا فانها ستحقق النتيجة نفسها بزواجها منك ."

فقال في حدة :"ان أحدا لم يطلب منها الزواج مني . وكفى كلاما في هذا الموضوع ."

واحست بأنها قالت أكثر من اللازم , فلقد أحب ريكاردو ايزبيلا وفقدها عندما تزوجت من أخيه غير الشقيق , وكان على وشك ان يفقد معها الاستانسيا أيضا وهو لا يريد أن يذكره أحد بذلك . وبردت القهوة في فنجانها ولكنها تناولتها برغم ذلك وهي تشعر بالجو المتوتر الذي يحيط بها .

بين السكون و العاصفة *روايات عبير  Where stories live. Discover now