الفصل التاسع

ابدأ من البداية
                                    

شكرا جزيلا فكرت شرلي كانت تلك القصة المؤلمة التي تروي بابتهاج أخر شيء ترغب في سماعه سبانس شاب أيضا ... وصغير جدا ليتعرض لنوبة قلبية في الأحوال العادية .
جلست المرأة الثالثة التي لم تكن قد تكلمت حتى ألان على كرسي الى جانب شارلوت وقالت
– شخصيا اعتقد ان الحادثة كلها غريبة من دون ريب .
رفعت شرلي حاجبيها راغبة في ان تبدو نظرتها منزعجة وقالت
– لا استطيع فهم ما تقصدينه .
أجابتها
– في المقام الاول انه لمن الغريب جدا مجرد وجود سبانس معك في الكوخ بعد انفصالكما علنا ذلك غريب تماما .
حذرت شرلي نفسها لا تقولي شيئا ستجعلين الأمر أسوا ان حاولت ان تشرحي الأمر .
قالت المرأة الأخرى
– آه ذلك رومانسي جدا ثم ربتت على يد شرلي وسألتها – هل صحيح ان سبانس أنقذك ؟
قالت شرلي معترفة
– صحيح تماما .
أطلقت المرأة ضحكة خبيثة وقالت
– اعتقد اذا انه سيكون هناك في وقت قريب إعلان ممتع أخر .
قالت شرلي بحدة
– لا أتصور عما سيكون ذلك . ما كانت تريد الدخول في هذا ومن جهة أخرى لم يكن في أمكانها حمل كتبها والخروج من الغرفة أيضا .
قالت المرأة
– لكن بعد إنقاذه لحياتك يا عزيزتي من المؤكد ان ذلك سيجعله يدخل قلبك ...
قالت شارلوت
– لا تكوني سمجة لقد فعل سبانس ما كان ليفعله اي شخص أخر وذلك بالتأكيد
لا يغير شيئا في الواقع ألان فهذا الأمر برمته يجعلني اضطرب لذا هل يمكننا التحدث عن أمر أخر ؟
حاولت شرلي ان تخفي تنهيدتها بالارتياح .
استدارت شارلوت نحو المرأة التي تجلس الى جانبها وأفضت أليها قائلة
– كنت سأتصل بك في شان دعوتك نهار الاثنين أخشى أخيرا الا أتمكن من الحضور فما عانيته هذا الأسبوع كان كثيرا علي .
لكن يا شارلوت لقد وعدت بتقديم الشاي كما انها ببساطة مناسبة خاصة لا يمكنك تفويتها لا يمكنك كل يوم الاستماع الى موسيقى مشهور في منطقة هاموند وان تتمكني من التحدث فعلا اليه بعد إنهاء حفلته فذلك أمر ممتع فعلا .
قالت شارلوت
– نعم اعرف واني نادمة فعلا لأني لن التقية لكني متأكدة من ان شرلي ستكون سعيدة لتحل محلي وتقوم بتقديم الشاي إليك .
أدارت شرلي رأسها ببطء لتتأمل خالتها ما الذي قاله سبانس على نشاطات شارلوت والطريقة التي تمرر بها الأمور عادة الى شرلي والتي لا ترغب هي في القيام بها ؟ لا يهمها رأي سبانس في اي شخص بعد ألان لكن أخر شيء ترغب القيام به مساء الاثنين هو تقديم الشاي .
قالت
– خالتي شارلوت لا اعتقد أني استطيع ذلك .
أجابتها
– هراء يا عزيزتي انه مجرد استقبال صغير سيكون من المفيد لك ان يكون عندك ما تقومين به فتخرجي وتشغلي نفسك ساعة او ساعتين .
قالت
– لكني اخطط للذهاب الى المدرسة نهار الاثنين واعتقد انه يجب ان امضي أمسية هادئة بعد أول يوم لي أعود فيه الى العمل .
بدت شارلوت مرتاعة بحيث قالت
– قال الطبيب لا مدرسة على الأقل لمدة أسبوع يا شرلي .  ؛؛؛
قالت
– اعرف انه قال ذلك لكني اشعر باني استعدت عافيتي ألان ويوم الاثنين أكون بخير أني متأكدة فلم لا اذهب ؟ بدأت شرلي تشعر بالثورة فأضافت
– لقد قلت بنفسك انه من المفيد لي ان اخرج وأقوم بشيء اشغل به تفكيري .
قالت شارلوت
– الاستقبال أمر يختلف عن ذلك كليا انك بالتأكيد لم تتعافي في شكل يمكنك من الاعتناء بالأطفال الصغار في الملعب .
هزت شرلي كتفيها
– سوف أقايض مهمات الملعب مع المعلمات الأخريات لأسبوع أخر او أكثر وسوف احضر مساعدة لتساعدني في اي أعمال صخب في الصف .
أصبحت الفكرة أكثر إلحاحا عندما أخذت تتحدث عنها وأضافت قائلة
– في الواقع اعتقد أني ساسوي الأعمال غير المنجزة اليوم لأكون جاهزة نهار الاثنين جمعت كتبها وتابعت
– أرجو معذرتي ... هل عندك اي ملابس تريدين أخذها الى المصبغة يا خالتي شارلوت ؟
قالت شارلوت ببرودة
– ان كان عندي فلن اترك ضيوفي لأجلبها لك .
تمتمت شرلي قائلة
– بالطبع لا فلا أتوقع منك ان تتركي صديقاتك طاب مساؤكن أيتها السيدات .
بينما كانت تصعد الدرجات القليلة نحو جناح غرف النوم كان مزاجها اخف وطأة مما كان عليه في الأسبوعين المنصرمين قالت في نفسها بصرامة سوف تنظر الى الإمام وتتوقف عن التمعن في الماضي والتقدم يبدأ بخطوات صغيرة وقد حان الوقت للبدء ببعض منها .
جمعت بذلتين وسروالين من القماش الصوفي ونحو ست كنزات ووضعتها في كيس تبضع وتناولت أيضا معطفين شتويين وهي في طريقها الى الخارج فالتقويم يشير الى ان الربيع قد حل وبالطبع فان الجو الدافئ سيسود قريبا .
فكرت لقد قمت بالخطوة الأولى . مزاج صاف ذاك هو المفتاح .
ورأت مارتن من النافدة يتسكع حول أحواض الزهور قرب المنزل لقد رآها أيضا ولوح لها في الحقيقة لقد اوما لها لتخرج .
فكرت شرلي ما احتاجه تماما إضافة الى سيدات البر يدج محادثة ناشطة من مارتن يبدو انه لا يستطيع أدراك ان ما من شيء قد تغير وان لا شيء سيتغير أيضا فأمس على العشاء استمر بالحديث عن سبانس حتى صرخت شارلوت أخيرا في وجهه .
لكن بعد ما وضعت شرلي كيس التبضع في صندوق سيارتها سارت حول المنزل لملاقاته انها ليست غلطة مارتن انه لا يعرف متى يتوقف على الأقل حين يتعلق الأمر بــ سبانس كان هناك شيء مؤثر حول أخلاصه الشديد .
فكرت شرلي لو أني احتفظت بذلك النوع من المزاج منذ البداية لربما سارت الأمور في شكل مختلف .لكن ليس لمدة طويلة وندي ما زالت هناك بيننا ...
فكرت لا بد ان مارتن غادر المكتب في وقت مبكر لأنه كان قد ارتدى ملابس العمل في الحديقة واحد أحواض الزهور كان شاهدا على العمل الكثير لكنها ما كانت لتعرف مطلقا انه في المنزل لو انها لم تنظر من النافدة تساءلت شرلي ان كان بينه وبين ليبي معاهدة سرية بالتأكيد لم تطأ قدماه القسم الرئيسي من المنزل بعد ظهر هذا اليوم .
قال لها
– لم تتح لي الفرصة لأتحدث أليك فعليا منذ عدت الى المنزل يا شرلي .
فكرت ان لهجته كانت معاتبة تقريبا فقالت
– لقد كنت هنا في المنزل طوال الوقت يا عمي مارتن .
قال
– اعرف لكن شارلوت كانت دائما بالقرب منك . خلع قفازيه وشد قبعته الخاصة بالحديقة نحو أذنيه أكثر ثم أضاف
– لم أكن استطيع التحدث أليك لكلمة واحدة .
تجهمت شرلي وقالت
– اعرف انها كانت أكثر توثرا من المعتاد بقليل لكن ... 
قاطعها قائلا
– تعالي اجلسي معي قليلا وتقدمها الى مقعد عند حافة حديقة الورد جلست شرلي والتقط مارتن قليلا من العشب القريب وبدا يمسح الوحل عن حذائه من دون ان ينظر أليها .
قالت
– عمي مارتن أتمنى ان تتوقف عن التصرف كجاسوس .
من دون ان يبتسم قال
– لن يكون هذا سهلا يا شرلي الأمر ليس ممتعا بالنسبة ألي وسيكون صدمة بالنسبة أليك لكن يجب ان يقال .
جعلت نبرة الحزن في صوته قلب شرلي يعتصر وكأنه اسفنجة رطبة وحاولت ان تبتلع الضيق في حنجرتها . وسألته
– الأمر يتعلق بــ سبانس اليس كذلك ؟
أجابها
– الى حد ما نعم .
أطبقت شرلي يديها على بعضهما بأحكام حتى شعرت بألم في مفاصل أصابعها ثم قالت
– انه لن يتعافى تماما من تأثير أول اوكسيد الكربون اليس كذلك ؟ لهذا السبب لم يسمح له بمغادرة المستشفى ...
قاطعها قائلا
– لا انه بخير من تلك الناحية وقد أتى الى المكتب بعد ظهر هذا اليوم لساعتين فقط لذا استطعت التسلل لأتحدث أليك .
كان عليها ان تبذل جهدا قويا لتفلت يديها عن بعضهما .
قالت بعد ذلك
– اذا ... ان كان الأمر لا يتعلق بصحة سبانس فعم هو اذا ؟
قال بصوت خفيض جدا
– أني جبان يا شرلي جبان كريه نتن لكن في الأسبوع الماضي عندما فكرت انك ستموتين وذلك بسبب غلطتي ...
اعترضت بعفوية قائلة
– لم أكن كذلك .
أضاف
– أعادني ذلك الى رشدي بسرعة حاولت ان أخبرك ذلك في الليلة الأولى في المستشفى قبل ان تضطرني الممرضة الى المغادرة .
حسن لا باس في ذلك لقد كنت متعبة جدا حينها لكن بعد ذلك لم تتح لي الفرصة لأقول لك كلمة واحدة لقد أبقتك شارلوت الى جانبها .
قالت
– عمي مارتن ...
تنفس تنفسا عميقا واستدار ليصبح في مواجهتها رأت شرلي الألم في عينيه قال
– لم يكن سبانس في الكوخ في ذلك اليوم مع وندي .
مرت لحظة طويلة بدأت شرلي تضحك بعدها في شكل جنوني تقريبا ثم قالت
– ماذا تعني ؟ بالطبع لقد كان سبانس لقد رايته لقد تكلمت معه .
قال
– نعم لقد رايته لكن لم يكن الأمر كما اعتقدت تنفس بعمق وتابع قائلا
– وندي و سبانس ليسا على علاقة يا شرلي لقد كانت هناك لتلقيني أنا .
تحول العالم برمته الى ظل خاص ذي لون اخضر فاتح وكان على شرلي ان تتمسك بحافة المقعد لكي لا تسقط أرضا . ولم تستطع سماع ما قاله مارتن جيدا بدت كلماته وكأنها اكبر من ان يستوعبها تفكيرها كما هو حال الماء في وعاء ممتلي .
الا انه أضاف قائلا
– لقد مضى على ذلك نحو سنة على ما اعتقد منذ ان بدأت علاقتنا تنهد مارتن وتابع لم أكن اعتزم التورط مع امرأة أخرى ...
بدا صوت شرلي خشنا في حنجرتها وكأنها لم تتكلم منذ مئات السنين حيث قالت
– ما من احد يعتزم ذلك يا عمي . 
قال اعتقد انك محقة لكن وندي جميلة وحسنة ومحبوبة و ...
قاطعته قائلة
– وكل الأشياء التي تفتقدها شارلوت عيوبها في السنوات القليلة الماضية بعد النوبة التي أصابتها ... حسن انها بالتأكيد لم تعد المرأة التي عهدتها .
اومات شرلي .
ثم أضاف
– ذلك لا يبرر تصرفي بالطبع واني لا اقصد لوم شارلوت على ما فعلته أني رجل متزوج وعلى علاقة بامرأة أخرى وذلك كل ما هناك لقوله في هذا الشأن ليس أمرا حسنا اليس كذلك ؟
نظرت شرلي اليه فقط .تنهد مارتن وقال
– على كل حال لقد استخدمنا الكوخ لأنه ...
قاطعته قائلة
– مباشرة أمام عيني شارلوت ؟.
قال
– أوه نعم كان في متناول اليد .
تمتمت قائلة
– أراهن على ذلك .
كانت وندي تملك مفتاحا وبما انها سكرتيرة سبانس فلديها عذر مقبول لتكون في الكوخ لذا كانت
أمكانية رؤيتها هنا معا اقل منها في الفندق او حتى في شقتها .
قالت
– اعتقد انك محق ما كنت لأفكر في ذلك أنا شخصيا وكانت شرلي تهتز تقريبا من الغضب وأضافت
– لكن في كوخ زواجي يا عمي مارتن كيف أمكنك ذلك ؟
كان من الواضح انه شعر بالألم في نبرة صوتها فقال
– شرلي يا حبيبتي أني أسف انه أمر لا يغتفر قمت به وما كان ذلك ليستمر ...
قالت
– أيفترض ان يجعلني ذلك اشعر بتحسن ؟
قال مارتن بصوت رقيق لكنه يحوي وقارا لا يمكن نكرانه
– التفسير الوحيد هو أني تجاهلت رؤية نتائج ما كنت أقوم به اعتقد باني ظننت ان لا أقيم وزنا للنتائج التي قد نواجهها ان كشف أمرنا بحيث ان ذلك لن يحصل أبدا وهكذا استمررت بالقيام بمخاطرة سخيفة .
بحثت شرلي في جيب معطفها عن محرمة ورق ثم قالت – وقد كشف أمركما .
قال
– نعم دخل سبانس على وندي في الكوخ وبالطبع طالبا تفسيرا وهكذا أخبرته قدر ما استطاعت كيف صادف وجودها هناك وعما كان يجري .
قالت
– ولم يكن في أمكانها قول ذلك عن بعد ؟ أكان عليها ان تكون بين ذراعيه لتخبره ذلك ؟
قال
– لقد كان ذلك أقوى من ان تتحمله وكانت تبكي على كتفه .
قالت
– بالطبع وأنها لكتف واسعة وجذابة وبدأت شرلي تمزق طوليا المحرمة الورقية بانتظام .
هز مارتن كتفيه وقال
– لقد كان الأمر صعبا بالنسبة أليك كما هذه الحادثة بالنسبة إلي يا شرلي .
ابتلعت ريقها بصعوبة فلديه وجهة نظر ثم أضافت
– أكمل .
قال
– لقد صدم سبانس وأثار الأمر اهتمامه .
قالت
– استطيع تصور ذلك .
قال
– ورأى في الحال النتائج ان حدث ان عرفت شارلوت بهذا ...
قاطعته قائلة
– سيكون الأمر خطرا اليس كذلك ؟
قال
– أخشى انه خطير جدا بالطبع ففي السنة الأخيرة تدهورت صحة شارلوت الى هذه الحال ... وأدرك سبانس فورا اي مغفل أنا وكان يحاول ان يجد طريقة لتلطيف الشجار .
تذكرت ألان ما كان يقوله سبانس لوندي عندما دخلت قال – لا يمكن ان يستمر الوضع هكذا .  ؛؛؛
فقالت
– حسن الم يكن ذلك أمرا مريحا بالنسبة اليه ؟
قال مارتن بحدة
– ان كنت تقصدين ان دافع سبانس كان وراء حمايتي فأنت مخطئة اعتقد انه كان يعتزم التكلم معي ليجد طريقة ما يعيدني فيها الى رشدي لكن عندما دخلت انت فمن الطبيعي ان ينالك الذعر .
قالت وقد ملأت دموع الغضب عينيها
– ذلك هو ما حدث بالفعل . ولم يزعج نفسه حتى بمحاولة شرح الحقيقة .
قال
– شرلي يا عزيزتي فكري في الأمر كان لا يزال مندهشا هو نفسه محاولا ان يفكر في ما سيقوم به ولم يكن عنده أية فكرة عما تكون ردة فعلي ان هو واجهني بالحقائق وأول شيء قمت به هو إسراعك الى المنزل مباشرة . مباشرة الى شارلوت .
بقيت شرلي صامتة لقد كان محقا لم تكن تعتزم الإسراع الى شارلوت بالطبع لكن وقع الحدث كان عنيفا .
أضاف
– وفي الوقت الذي تبعك فيه سبانس كانت شارلوت هناك تستمع الى كل كلمة .
تذكرت شرلي الصدمة التي بدت على وجه سبانس عندما لاحظ وجود شارلوت في الغرفة اعتقدت انه بدا مذهولا جدا لأنه أغمى على شارلوت لكن ألان وقد فكرت في الأمر أدركت ان مارتن كان على حق كانت تلك اللحظة التي توقف فيها سبانس عن الطلب بان تستمع اليه وطلب منها الثقة العمياء بدلا من ذلك .
وتذكرت أيضا كان مارتن هناك أيضا ولم يفعل شيئا لقد وقف هناك واستمع إليها وهي تهين سبانس ولم يحاول حتى ان يتدخل .
احتقن الغضب في دمها فقالت
– وتركتني اعتقد ان سبانس كان مذنبا عمي مارتن كيف أمكنك فعل ذلك ؟
قال مارتن برقة
– لا أحاول الدفاع عن نفسي يا شرلي لقد أخبرتك للتو باني جبان لكني أؤكد لك أني ما كنت لاقف جانبا لو أني أدركت ما حدث لا تنسي انه لو لم يكن عندي أدنى فكرة عندها عما كان يجري لقد عرفت فقط أني وصلت في منتصف الشجار حتى أني لم أكن استمع اليه كل ما كنت أفكر به كانت شارلوت .
اومات شرلي برأسها قليلا حيث الكلمات الجارحة التي قالتها لــ سبانس قد حفرت في قلبها لا يعني ان اي شخص أخر في الغرفة كان يستمع لكل كلمة .
استكمل مارتن كلامه قائلا
– حالما عرفت بما حدث وان ذلك بسبب وجود وندي أردت أخبارك انها ليست غلطة سبانس لكنك عندها كنت قد طردته . أرجعت له خاتمه وأخبرته بأنك لا ترغبين برؤيته ثانية .
قالت
– وهكذا فانك لم تزعج نفسك وتحاول تسوية الأمور ؟
ملا الحزن عيني مارتن وقال
– لم يكن الأمر كذلك يا شرلي حالما تمكنت حاولت ان أصل لنتيجة مع سبانس أخبرته أني أردت ان اشرح الأمر ويجب ان اشرح الأمر لكنه أصر على ان لا أخبرك بأي شيء .
هزت شرلي رأسها بارتباك وسألته
– كيف يمنعك من التحدث ألي ؟
قال
– لم يمنعني لكنه كان واضحا بقوله ان تدخلي لن يؤدي الى أية فائدة وباني سأجعل الأمر اشد سوءا وطلب مني ان أنسى الأمر .
قالت وكأنما تحدث نفسها تقريبا
– نعم لقد سمعت تلك الجملة من قبل .
قال مارتن بسرعة
– لكني كنت ضعيفا كفاية لأقبل بذلك يا شرلي لا . لأنقد نفسي فقط لكني كنت متاكذا بأنه اذا اتيحث أمامكما الفرصة بعد ان تهدا فأنكما ستسويان الأمور بينكما لكن الأسبوع الماضي عندما كدت ان أفقدك ... انتصب واقفا وأضاف
– لم يعد في أمكاني الاختباء وراء سبانس وتركه يحميني على حساب نفسه .
أخذت شرلي تقضم برفق ظفر أبهامها وقالت
– اذا ألان وأنا اعرف الأمر ماذا اذا ذهبت مباشرة الى شارلوت وأخبرتها ؟
قال مارتن بتمهل
– يجب ان تفعلي ما تعتقدينه صوابا .
قالت
– لكنك لا تعتقد بأنني سأفعل ذلك اليس كذلك ؟ هل تتوقع مني ان أصبح طرفا في مؤامرتكما الصامتة يا عمي مارتن ؟
قال
– لا أريد أخبارها يا شرلي أني أخشى مما قد تسببه الصدمة لها ومما يؤول اليه ذلك لقد انتهت العلاقة ولن تتكرر ثانية واني ابذل قصارى جهدي لا استرداد تقديري لحسنات زوجي الحسنات التي ما زالت موجودة لقد سمحت لنفسي بالاستخفاف بتلك الحسنات بسبب غلطتي لكن ربما نستطيع البناء على تلك الأسس بدلا من ذلك . تنفس بعمق وأضاف
– ان كنت تشعرين انها يجب ان تعرف يا شرلي أتمنى ان تمنحيني القليل من الوقت فقط ان كان على احد ان يخبرها بذلك أرجوك فليكن أنا .
نهضت شرلي وقالت
– أني ذاهبة لأتحدث الى سبانس .
قال مارتن ببساطة
– ذلك يسرني سبانس شاب مناسب . لم تستدر وقالت
– ان سبانس ليس لي يا عمي مارتن .
قال
– لكنك تدركين انه يرى تماما اليس كذلك ؟   ؛؛؛
قالت
– نعم أني أدرك ذلك .
تنهد مارتن بارتياح وقال – اذا ستكون الأمور على خير ما يرام .
تركته يتوهم ما يريد .لكن بينما كانت تسير نحو سيارتها فكرت ان من السخرية ان ما طالما تمنته بشدة وصلت اليه تقريبا . برهان براءة سبانس . لم يعد مهما مطلقا لم يعد له أية أهمية بعد ألان .
نقطة الخلاف الحقيقية كانت ان علاقتهما لم تكن من الأهمية بحيث تجعله يحاول أخبارها الحقيقة .
لم تدهشها رؤية سكرتيرة جديدة صاحبة شعر رمادي وكأنها أم تجلس في جناح الاستعلامات في شركة منتجات هدسون حتى انها لم تجفل فعليا عندما قالت لها المرأة وهي تبتسم
– مرحبا يا آنسة كولينز سأخبر السيد غرينفيلد انك هنا .
فكرت بان مارتن يعمل بسرعة لا بد وانه اتصل ليحذر سبانس بأنها قادمة اليه .
قالت شرلي
– سأخبره ذلك بنفسي .لكنها وقفت للحظة ويدها على مقبض الباب تعد نفسها لفتحه قبل ان تواجه سبانس فعليا .
رفع سبانس نظرة عن العقد الذي وضعت عليه نشافة الحبر ليضع قلم الحبر السائل على الطاولة جانبا وينهض واقفا قائلا بلهجة هجومية
– تفضلي بالدخول يا شرلي هكذا أخيرا قرر مارتن ان يفضي بهمومه اليس كذلك ؟
قالت له – كيف تجرؤ على منعه من أخباري منذ البداية ؟
تحرك حول الطاولة وجلس على أحدى زواياها وقد طوي ذراعيه على صدره وسألها
– ماذا كنت فعلت يا شرلي ؟
- ماذا توقعت ؟ ان اركض مباشرة الى شارلوت وأبدا بالثرثرة دونما التفكير في ما قد يحدث لها ؟
قال
– لقد كنت غاضبة جدا ولم يكن عندي فكرة عما قد تفعلينه .
أجابت
– لست طفلة بحاجة الى الرعاية والحماية .
قال سبانس بهدوء
– وإذا انفجر الأمر برمته لا أريدك ان تكوني في وسط الانفجار .
قالت
– آه حسن شكرا لأنك حميتني من الشعور بالذنب ان ماتت شارلوت من جراء الصدمة أتعرف ؟ أني منذهلة لأنك لم تخبرها ذلك بنفسك مباشرة يا سبانس فأنت تبدو متأكدا جدا من ان متاعبها الصحية كلها هي مجرد خداع فلم ترددت بقذف الحقيقة في وجهها .
قال
– لم اقل يوما انها مخادعة أني ببساطة اعتقد انها أقوى مما تظهر ومهما كانت مشاكلها الصحية فليس هناك اي سبب يدعو الى ان يتحمل اي شخص أخر ذلك اعتقدت انه من الأفضل بكثير ان يعترف مارتن بذلك بدلا من ان يضبط بالجرم المشهود . عندها
يكون هناك بصيص أمل في تسوية الأمور بتعقل من دون اي انفعالات عصيبة او أزمات قلبية لو انه اخبرها لكان ارتكب خطا بذلك فها قد عاد الى صوابه في الوقت المناسب وأصلح نفسه عرفت شرلي ان خالتها لن تاخد مثل هذه الأخبار بتعقل مهما كانت الظروف وكان عليها الاعتراف بان سبانس لديه وجهة نظر محقة كان الوضع سيئا مهما كانت الظروف لكن بعض المحاولات كانت أفضل من سواها .
استكمل كلامه قائلا
– لكنك لم تتركي ذلك يحدث يا شرلي ما كنت لتصغي إلي ولم تعطيني وقتا للتكلم معه وقبل ان تكون هناك أية فرصة لتسوية اي أمر لقد عملت على التأكد من جعل شارلوت تعرف كل التفاصيل البغيضة
– لم افعل ذلك .
-    ماذا كنت تعتقدين انك فاعلة وأنت تصرخين في وجهي في الردهة ؟
عضت على شفتها .
-    بعد ذلك ان يعترف مارتن لها بأنه المذنب وليس أنا كان ليبدو وكأنه اعتراف اجبر عليه تحت الضغط الاعتراف بالخطأ بعد ألامساك بك بالجرم المشهود . ليس بالشيء نفسه على الإطلاق .  ؛؛؛
قالت شرلي بعناد
- كان في أمكانك أخباري عما كان يجري .
قال
– في ردهة منزل شارلوت وهي واقفة هناك تملي عليك تعليماتها في اداب السلوك ؟ كيف كان في أمكاني ان اشرح الأمر ؟
جلست على ذراع الكرسي .لقد كان محقا فهي لم تمد له يد العون لكن ...
استكمل سبانس كلامه قائلا
– ومتى أتيحت الفرصة لمارتن ؟ متى أتيحت له الفرصة ليتكلم معك دونما وجود شارلوت في الغرفة ؟
بقيت شرلي صامتة محاولة ان تتذكر لقد تحاشت الانفراد بمارتن عن عمد في الأيام القلائل الأولى معتقدة انه كان يحاول بلباقة جعلها هي و سبانس يتوصلان الى مصالحة كانت تجد من المستحيل تحقيقها قالت
– لا يبدو مارتن مستعدا حتى ألان لأخبار خالتي شارلوت بالحقيقة .
تنهد سبانس وقال
– قد تكون لديه وجهة نظر خاصة ولا أهمية للطريقة التي يشرح بها الأمر ألان فانه لا يستطيع إزالة شعور الشك بأنه اعترف فقط لأنه لا يملك خيارا أخر وحتى في تلك الحالة لعله سيتأرجح على الحافة .
قالت
– ويقول بعضا من الحقيقة فقط ليتجنب كارثة ؟ هل ذلك ما قصدته ؟
قال
– تماما ففي بعض الأحيان يتسبب قول الحقيقة بجراح لا تلتئم قد يكون من الأفضل ان يرتب مارتن أموره من دون ان تعرف شارلوت اي شيء عن علاقته .
تجهمت شرلي وقالت
– لست متأكدة من أني افهم ما تقصده .
قال
– بعض الأحيان أفضل طريقة للاعتذار ليست الاعتراف وقول
– أني أسف
– بل التأكد من ان ما يتسبب بالجراح لن يتكرر ثانية لقد انتهت العلاقة اي فائدة تجنيها شارلوت ان عرفت ما حدث ؟ لكن ذلك أمر يقرره مارتن وليس انت وأنا .
قالت – وبالتزامه الصمت يستطيع تجنب كل النتائج المعيبة الا يمكنه ذلك ؟ لا اعتقد انك قلق على مشاعر شارلوت بقدر ما انت قلق لتتأكد من ان مارتن لا يعاني اي أذى من جراء حماقته
قال سبانس بمرح
– لعلك على حق لا اعتقد انك تدركين تماما مدى خطورة الأمر ان عقدت شارلوت النية على معاقبته .
هزت شرلي كتفيها استهجانا وقالت
– لا استطيع رؤيتها وهي تنفصل عنه فأي شيء أخر يمكنها ان تفعله ؟
-    انت لا تدركين الأمر حقا ؟ حسن طالما أننا نكشف كل الأوراق ... يا شرلي هل تعرفين كيف ولدت شركة منتجات هدسون ؟
جفلت من سؤاله ما شان أعمال مارتن بما هم عليه ؟
كان صوت سبانس واضحا حيث قال
– انها تعتمد على أموال شارلوت .
شهقت وقالت
– أموال شارلوت ؟ لكن ذلك مستحيل ان كانت شارلوت تملك المال لكانت أمي تملك بعضا منه أيضا فهما شقيقتان .
قال
– يبدو ذلك منطقيا . اجل لو انها كانت أموال العائلة لكنها لم تكن كذلك لقد ورثت شارلوت أموالها من زوجها الاول .
قالت شرلي بجفاف
– لم أكن اعرف قط .
لمعت عينا سبانس ببريق ربما بريق شفقة وقال
– كان مارتن يعمل عنده على أحدى الآلات ولم يكن بأكثر من عامل يومي ولولا شارلوت لبقى كذلك حتى ألان لكن مارتن تزوج أرملة رئيسه في العمل وهي زودت أعماله التجارية برأس المال .
عندما تقدم المرأة المال في الزواج فلها الحق في طلب التفسيرات وفكرت شرلي لم تكن تلك مجرد ملاحظة . عندما قالت شارلوت ذلك كانت تتكلم على تجربة شخصية .  ؛؛؛
قال
– مما جمعته من معلومات لقد حدث ذلك منذ زمن بعيد ولن افاجا ان كنت لم تسمعي قط بان شارلوت كانت متزوجة في السابق .
قالت شرلي وقد تنفست نفسا عميقا لقد عرفت ذلك لكني اعتقد أني ما فكرت يوما في الأمر فلا عجب انك خشيت ان اخبرها فان هي أقصت مارتن بعيدا فأين تصبح انت ؟ ما من شك في انك ستلحق به .
تقلص فمه وقال
– لا تستطيع القيام بذلك فعليا انه يمتلك الأعمال لكن في محكمة الطلاق ان تقدمت بإصدار يظهر مساهمتها في نجاحه ...
قاطعته قائلة بتهور
– لا عجب انك ما كنت تريدني ان أكون في الوسط ففي الوقت الذي تخمد فيه النيران قد لا ارث حينها شيئا .
سار سبانس حول طاولته وجلس ليقول
– حصولك على الميراث او فقدانه لم يكن قط ما فكرت فيه لكن هذه الحادثة برمتها تؤكد أني كنت محقا منذ البداية اليس كذلك ؟
سألته فيم ؟
قال
– انه ليس مجديا إزعاجك بالتفسيرات وليس علي ان أهدر وقتي راجيا منك تفهم الأمور
قالت
– لأنه ليس هناك شيء لتسامح عليه .
نظر إليها فترة طويلة وقال بترو بعدها
– لا يا شرلي لأنه لم يكن هناك أمر يستحق المحافظة عليه .
نفدت تلك الكلمات بقساوة الى قلبها فأجابته بسرعة
– لم تعطني فرصة يا سبانس لقد طلبت مني الوثوق بك في شكل أعمى ودونما سبب لا شيء سوى كلمتك لكنك لم تثق بي وليس حتى مشاركتك في معرفة الوقائع وتعتقد أني قد استعمل الحقيقة بمسؤولية .
دفع كرسيه الى الوراء وسار نحو النافدة ثم سألها
– هل هذا برهان عن استعمال الحقيقة في شكل مسئول ؟ لم يكن علي أخبارك عن أموال شارلوت . أتعرفين ؟ وها انت إذن تستعملينها ضدي .
عضت شرلي على شفتها . لقد كان محقا وشعرت بالخجل من نفسها فقالت
– أني آسفة كان ذلك ... عدم إحساس منى لكن يجب ان توافق على ان الحقيقة كانت مبهمة يا سبانس وأنت لم تكن مستعدا لإعطاء اي تفسير مطلقا و بالطبع كان على ان استنتج انك لا تملك واحدا حتى في الكوخ حيث لم يكن هناك احد كان عندك الوقت كله لتشرح لي ولم تفعل .
قال
– عندها لم يكن للام راية أهمية بعدها كانت كلماته تتضمن رنة عميقة من الحقيقة والحزن .
همست شرلي قائلة
– ماذا تعني ؟
قال
– لقد أخبرتني كل ما أردت معرفته بعد ظهر ذلك اليوم . حين صرخت في وجهي في الردهة الأمامية حتى انك لم تحاولي اخذ كلمتي على محمل الصدق واستدار بعيدا عنها لينظر الى الخارج عبر النافد ثم أضاف
– والمرأة التي لا تثق بي ليست المرأة التي يمكنني ان أحبها .
كانت كل كلمة يقولها وكأنها تثقب قلبها لقد مات فعلا اي أمل خالجها يوما بتسوية الأمور بينهما ابتلعت شرلي ريقها بصعوبة وقالت بهدوء
– أني آسفة جدا أترى ؟ لقد أحببتك يا سبانس .
ومن دون ان يدير رأسه قال
– هل انت متاكذة من انك لا تحبين سوى الفكرة بأنك تحبين ؟
لكن ذلك لم يكن سؤالا حقا . لقد بدا وكأنه يعرض واقعا زمت شرلي شفتيها . وقالت بصوت خفيض
– وما زلت احبك .
لم تلق منه جوابا على ذلك .
قبل ان تدل نفسها أكثر بالانفجار بالبكاء استدارت على عقبيها وغادرت المكان لأخر مرة بعيدا عن الرجل الذي أحبته .  ؛؛؛

انتهى الفصل التاسع ؛؛؛؛؛؛

روايات عبير / وحدها في شهر العسل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن