الفصل السابع

Start from the beginning
                                    

ضغطت شرلي أسنانها لتجلس دموعها وقالت
– اكره ذلك عندما تتصرف على هذا النحو . تبدو منطقيا جدا يا سبانس غرينفيلد حتى وان تحدثت بلغة أهل المريخ فلا بد انك تخفي حقيقة ما وراء ما تقول وارتجفت يداها بشدة مهددة عصير البرتقال بان ينسكب عن حافة ألكاس التي تحملها .
انتزعها من يدها وقال
– اعلم انك تعتقدين بأنه من السخف ان لا أخبرك .
هزت شرلي رأسها وقالت
– انه أكثر من مجرد أمر سخيف فأنت تتصرف على نحو مقيت و ... عدائي .
شحب لون وجهه وقال
– صدقيني . يا شرلي .ذلك أفضل .
سألته
– وأنت من يقرر ذلك ؟ ليس لي ان أقول شيئا حيال الأمر ؟
قال
– من الصعب ان أقول لك الحقيقة ثم أسالك ان كنت ترغبين في ان اسحبها واستبدلها بأكذوبة أيمكنني ذلك ؟
قالت
– الحقيقة لا يمكن ان تكون أسوا من هذا .
قال
– اجل قد تكون يا شرلي وحين تقال ما من طريقة تعيدها الى الخفاء .صدقيني أتمنى لو استطيع المحاولة .
كانت نبرة الألم واضحة في صوته مما جعل شرلي تشعر بضيق شديد في حنجرتها لم يمكنها من التكلم .
ترك سبانس الصمت يسود للحظة قبل ان يقول
– واجهي ذلك يا شرلي لا شيء سيسوي الأمر بيننا لا يسعك ان تحملي نفسك على الوثوق بي وأنا ... أنا لا استطيع ان اهتم أبدا بامرأة لا تثق بي فلم التسبب بالمزيد من الألم لكل منا ؟
انسي الأمر وكفي عن الكلام في هذا الموضوع سميه تعادلا كأنه لم يحصل قط .
هزت رأسها لكن ذلك كان أشارة يأس أكثر منها عدم موافقة قالت في نفسها لقد انتهى الأمر انه محق في ذلك لينته الأمر بكرامة يا شرلي . انه الأمر الوحيد الذي يمكنك القيام به .
أضاف سبانس بهدوء
– قمنا بما يكفي من الأخطاء فلم نضيف إليها واحدة بعد ؟
كان عليها ان تتنحنح مرتين قبل ان تستطيع الكلام وجاء صوتها بعد ذلك اعلى بقليل من النفس حين قالت
– اعتقد انه من الصعب ان يكون لذلك أهمية ألان .
ترك نفسها تأمل بعد كل الأذى الذي أصابهما بان شيئا ما قد يسوي الأمر بينهما كان أمرا سخيفا حسب مقوماته كما الاعتقاد بان شارلوت يمكن ان تكون قد دبرت الحادثة برمتها لتبقي شرلي الى جانبها فقط .
قال
– تماما وربت على يدها واتجه الى المطبخ وهو يحمل كأسها بيده .
جلست شرلي بهدوء وأخذت تنظر الى ظاهر يدها حيث لامست رؤوس أصابعه البشرة الرقيقة بدا ان كل خلية فيها ترتعش وكأنما قد مسها تيار كهربائي . أرادها ان تكون أشارة طمأنينة كانت شرلي متأكدة من ذلك لكن بدلا من ذلك فقد شعرت بحزن عميق .
تحركت شرلي بصعوبة بينما كانت تغرق ثانية في تفكيرها . مدركة فقط انها تشعر بالتعب الشديد وفكرت انها تريد ليبي وليس شارلوت برغم مرضها الشديد او ربما بسببه فشار لوت لم تكن تأتي بنافعة في غرف المرضى لكن مدبرة شؤون منزل أل هدسون تعرف ماذا تفعل انها تعرف كم يعطي مجرد ارتداء ملابس نوم نظيفة ووضع الرأس على وسادة باردة شعورا بالتحسن .
نعم كان عدم معرفة شارلوت بوجود شرلي هنا في الغابة أمرا حسنا بمفردهما كما انها وحدها ومريضة تجهمت شرلي عندما حاولت ان تتبع تلك الأفكار الى النهاية وتحديدا لم يجب الا تعرفه شارلوت ؟
لكانت قلقت بالطبع ولم يكن حسنا لها ان تقلق لكن برغم ذلك فان شرلي امرأة ناضجة لها الحق في ان تكون مريضة ان أرادت ذلك .
حاولت ان تبتسم لسخافة الفكرة ربما كان لــ سبانس رأي خاص في شارلوت صحيح انها كانت متملكة قليلا ومفرطة في العناية بنفسها لكن ما من احد يستطيع ان يجادل بان لدي شارلوت شيئا ما سوى دوافعها النبيلة كانت تفعل ما تعتقده صحيحا كما يفعل اي شخص فإذا كان أبقاء شرلي منشغلة يساعدها في تخطي هذه المحنة فيجب شكر شارلوت على ذلك وبالطبع انها تريد ان تبقي شرلي قريبة منها فابنة أختها هي الشخص الوحيد لها الى جانب مارتن بالطبع لا . ان سبانس قاس جدا عليها بوضع اللوم على شارلوت المسكينة فيما لا شان لها بكل هذا ...
غرقت شرلي في النوم ثانية .
لم تعرف كم من الوقت كان قد مضى عندما نهضت لترى شكلا مبهما وقد انحنى فوقها يداه تمسكان بكتفيها وكان يهزها بقوة جعلتها تشعر وكان ألعابا نارية تنطلق داخل رأسها وأطلقت صرخة صغيرة مخنوقة وقد تملكها الرعب .
قال بصوت أجش
– لقد استيقظت اخيرا .
نظرت شرلي اليه شزرا كان الظلام قد خيم تقريبا وقد غشي بصرها قليلا وقالت بصوت غير واضح تماما
– تهانينا يا سبانس .
قال لها
– لم استطع ان أوقظك كنت أحاول إيقاظك لأرى ماذا تريدين ان تتناولي في العشاء .
مجرد التفكير في الطعام جعلها تشعر بالتقيؤ فقالت
– لا أريد شيئا فانا مريضة .
قال
– اعرف انك مريضة لم أدرك من قبل كم انت مريضة تعالي يا شرلي انهضي .
قالت
– لقد أصبت بالأنفلونزا . دعني ... أستريح .
قال
– لا انها ليست الأنفلونزا يا شرلي .
تجهمت وقالت
- ... سقطتي هي السبب ؟
قال
– غلطتك ؟ ماذا فعلت ... اللعنة لا يهم الأمر ألان لا استطيع التفكير في شكل صحيح تماما لا تجادل معك علينا ان نخرج من هنا انه أول اوكسيد الكربون يا شرلي .
عرفت ان ما قاله كان مهما بالنسبة إليها لكن لم يكن في أمكانها ان تتذكر مدى الحياة . لماذا أول اوكسيد الكربون ... عليها ببساطة ان تستلقي بهدوء وتفكر فيه قد تستطيع تذكر ذلك عندما يتوقف الم الصداع في رأسها .
كانت نبرة صوت سبانس حادة عندما قال
– أصغي جيدا ان اضطررت فسأجرك من شعرك . اللعنة يا شرلي عليك المساعدة لا استطيع ان أحملك .
وخز ذلك كبرياءها قليلا فاعترضت بوهن قائلة
– أني لست ... سمينة جدا .
كان الجو باردا جدا في الكوخ نظرت الى ما حولها بترنح ولاحظت ان البابين مفتوحان وبدا وكان أحدا ما قد ضرب النافذة القريبة بمطرقة أيضا .
قالت بقليل من الوقار استطاعت إظهاره
- سبانس لن يسر مارتن بما فعلته بكوخه .
أجابها
– اللعنة على مارتن واللعنة على كوخه ان قدرا كافيا من الأوكسجين لا يصل الى دماغك ماذا تقترحين علي ان افعل ؟ ألوح لك بصحيفة ؟ ثم رفعها على قدميها كانت تشعر بدوار شديد لذا لم يمكنها المحافظة على توازنها فسحبها سبانس في شكل عملي نحو الباب وعجزت عن المشي على الفناء المتجمد وبرغم ما قاله من انه لا يستطيع حملها فقد رفعها ببساطة .
أمرها قائلا
– لا تتحركي . ومشى الأمتار القلية نحو سيارتها احتارت شرلي لذلك لقد أدركت لتوها بعدما وضعها بفظاظة على المقعد الذي الى جانب السائق انها لو تحركت حينها لأفقدته توازنه وسقط على الجليد .ترك باب السيارة مفتوحا وعاد في اتجاه المنزل اضطجعت شرلي وأمسكت بحافة المقعد بكل قوتها لتحفظ توازنها شعرت وكان العالم اخذ يدور في شكل أسرع فسألته
– الى أين انت ذاهب ؟
أجابها
– لأجلب الرماد الذي نظفته من المدفأة .
قالت
– لكن لماذا تريد ان تاخد ...
قاطعها قائلا
– سوف انثره على هذا المنحدر فبقليل من الاحتكاك الالتصاقي الإضافي قد نستطيع إخراج السيارة من هنا .
قالت شرلي متجهمة
– ألان وقد خرجنا من الكوخ فأننا بخير اليس كذلك ؟
أجابها
– ليس بتلك البساطة يا حبيبتي انت بحاجة الى علاج طبي . وانحنى فوقها لحظة واخذ يدفع شعرها الى الوراء بعيدا عن جبهتها وجعلتها لمسات أصابعه الدافئة على وجهها تشعر بالارتياح .
اعتقدت انه على حق برغم انها لم تبد قادرة على الإحاطة بالأمر كله بمفردها ما الذي يحصل لتفكيرها بأية حال ؟ من الواضح ان تفكير سبانس ما زال يعمل . لماذا لا تستطيع هي التفكير ؟
أمرها بفظاظة
– لا تنسي كيف تتنفسين .
لم تعرف شرلي كم مضى من الوقت عليها قبل ان يعود . أغلق باب السيارة وجلس خلف المقود ولاحظت ان معصميه قد كانا ناصعي البياض عندما أدار المحرك برغم ان يديه كانتا ملوثتين بالرماد .
استطاعت ان تسأله
– وماذا عنك ؟ لقد كنت هناك أيضا .
أجابها
– أني بخير لم ابق هناك بقدر ما بقيت انت .
تأخر المحرك لحظة قبل ان يدور ورأت سبانس يغمض عينيه لحظة ليعبر عن راحته .
قالت
– تعني لأنك كنت تجلب الحطب بعد ظهر هذا اليوم فيما كنت أنا أقوم بالتنظيف ؟
قال
– تماما تنفس تنفسا عميقا ثم أضاف
– ها قد انطلقنا رددي صلاة يا حبيبتي .
بكل طاعة بدأت شرلي بتلاوة الصلاة
– ألان أني مستلقية للنوم أني اطلب من ...
قال سبانس بحدة
– لا ليست تلك اللعنة أرجوك ليست تلك .
لم تستطع ان تفهم ما قاله تماما لكن قبل ان تتمكن من ان تطلب منه ان يشرح لها أوقف السيارة وداس برفق على دواسة البنزين وتأرجحت السيارة على الفور على جوانب الطريق الى جانب الهضبة وترنحت شرلي بعنف على مقعدها
– انها مثل الدوامة تماما .
قال
– نعم تابعي استمتاعك بالرحلة وبدأت القوة الدافعة تخف بينما علقت العجلات في الجليد وحاول سبانس ان يعيد السيارة الى الوراء حيث الممر مغطي بالرماد ثم قطعا الهضبة بالحركة الأمامية الصغيرة الأخيرة .
قالت شرلي بابتهاج
– لقد نجحت .

روايات عبير / وحدها في شهر العسل Where stories live. Discover now