الفصل السادس

8.6K 176 2
                                    

الفصل السادس

أعادت شرلي ترتيب أوراقها دونما حاجة الى اي اهتمام حتى تأكدت أنها تستطيع الابتسام بتألق وهي ترفع نظرها ثم سألته
– ألن تلعب ؟
لم يكن سبانس بعد قد التقط أوراقه فقد كان منحنيا الى الوراء على كرسيه وقد أخذت أصابع يده الطويلة تحك بتكاسل شعر لحيته السوداء وكأنها تثير حكاك ثم قال بهدوء وهو يتأملها
– انت محقة لم يكن هناك وقت على الإطلاق فلو لم تكوني منشغلة في المدرسة او بترتيبات الزواج لكنت تحلين مقام شارلوت في كل ارتباطاتها الاجتماعية .
قالت شرلي بحدة
– آه ولم يكن عندك اي شيء في جدول أعمالك على ما اعتقد ؟
ابتسم سبانس قليلا وقال
– مذنب لذا فانا أسالك ألان ما الذي جعلك تعملين مدرسة ؟ ولم هولاء الأولاد الصغار ؟
قالت
– آه تبدو وكأنك شارلوت وما هو الفرق في كل حال ؟ ثم فكرت بطريقة أفضل في ذلك من يعرف الى متى يبقيان عالقين برفقة احدهما الأخر ؟ على الأقل سيساعد الكلام على ملء الوقت فأضافت بتمهل
– لطالما رغبت في ان اعلم حتى قبل ان استطيع القراءة كنت اصف دماي وأعطيها دروسا .
ارتسمت ابتسامة لعوب وملتوية عند زاوية فمه وقال
– ماذا كنت تفعلين عندما كانوا يخرجون عن الدرس ؟ هل كنت تجعلينهم يجلسون في الزاوية لمدة أسبوع ؟
تظاهرت شرلي بعدم سماع ما قاله وتابعت قائلة
– وأردت دائما ان اعلم الصغار اعتقد ان الصف الثاني رائع او يكاد فالأولاد فيه قد تعلموا التوافق مع بعضهم البعض .
رمى سبانس ورقة وقال
– لطالما هم متوافقون على ما اعتقد .
قالت
– اي موقف تهكمي لقد تعلموا الأشياء المهمة لكن لست متأكدة من أني سأكون حسنة جدا في تعليم عقد شريط الحذاء لكن الحقيقة كانت أنها تتوق الى يوم تعلم فيه طفلا واحدا طفلها ان يعقد شريط حذائه ويميز الألوان ويعد حتى العشرة . طفلا مميزا جدا او ربما طفلين لكن لا جدوى من الحلم بذلك ألان فيما كان ليكون لو ان الأمور جرت على نحو مختلف .
تنهدت تنهيدة عميقة وتابعت قائلة
– وحين يبلغون السابعة من العمر يكون مقياس انتباههم قد نما وأصبحوا جاهزين للخروج الى العالم تلميذ الصف الثاني هو فعلا مجرد كتلة كبيرة من الفضول مع شهية كبيرة للمعرفة هل تعرف ذلك ؟
ضحك سبانس .
قالت شرلي معترضة
– هذا صحيح .
لم تكن متأكدة تماما ما اذا شعرت بالسعادة لأنه لم يلاحظ
ترددها او بالانزعاج لأنه من الواضح انه لم يفكر حتى في الأولاد الذين كان من الممكن ان ينجباهم كوني سعيدة أمرت نفسها لقد كان ذلك الوضع اقل إيلاما .
سألها
– وذلك ما وجدته فاتنا جدا ؟
اومات برأسها وقالت
– هناك سحر في ان تفتح نافدة طفل على الحياة أنها لذة لا مثيل لها على الأرض .
قال بمرح
– جعلتني تقريبا ارغب في ان أحاول ذلك بنفسي . ماذا تعنين في شان شارلوت ؟
قالت
– لا شيء فعلا أنها فقط لا تفهم أبدا السبب الذي جعلني اختار مهنتي .
اوما سبانس وقال
– التعليم عمل سخيف . قال ذلك بلهجة صوت شارلوت تقريبا .
ابتسمت شرلي رغما عنها لتقليده وقالت
– حسن لم يكن اعتراضها بهذه القوة تماما على الأقل التعليم هو عمل لائق بسيدة وأفضل بكثير من الأمور الأخرى التي كان يمكن ان اختارها .
تمتم سبانس قائلا
– عاملة في مصنع للفولاذ اختصاصية في الأبحاث الفضائية او مغنية في مقهى ليلي . نعم عندها نظرة في ذلك .
قالت
– لكن ان كنت أصر على التعليم فلم أضيع حياتي مع الأولاد ؟ لم لا أقوم بتعليم الشبان والشابات المؤهلين لدخول الجامعة فأكون عندها في منصب معلمة لديها مستقبل ومنزلة رفيعة نوعا ما ؟
قال سبانس بتعقل
– حسن .لم لا ؟
رمقته شرلي بنظرة .
أمرها بقوله لا تنظري إلي وكأني حاولت تحطيم حلم حياتك للتو . فانا أسال فقط . هل انت متأكدة من انك تريدين لعب تلك الورقة ؟
نظرت شرلي إليها وقالت
– فات الأوان ألان .
قال سأدعك تسترجعينها . لكنك ستدينين لي بواحدة .
هزت رأسها وقالت
– اعتقد أني سابقيها . لم لا اعلم في الجامعة لان اي شخص يمكنه تعليم هولاء الطلاب .
قال
– استميحك عذرا لكن ...
قالت
- فكر في الأمر يا سبانس حين يصبح الإنسان في عمر يؤهله لدخول الجامعة فقد يرغب في
ان يتعلم او لا فان كان يرغب في ذلك فانه يستطيع عمليا تعليم نفسه وان كان لا يرغب فيه فانه سينصرف عن العلم وأهله ولن يكون لنوعيه الأساتذة الذين سيعلمونه حينها تلك الأهمية .
هز رأسه وقال
– لا اعتقد أني أوافقك علي ذلك أتذكر بعض الأساتذة ...
توقف عن الكلام وبعد لحظة قالت شرلي تستحثه
– نعم ؟
قال سبانس ببطء
– في أخر سنة في المدرسة كانت هناك معلمة جعلتني أعاني اوقاتا صعبة كنت أشبه كثيرا نوع الشبان الذين تتحدثين عنهم النوع الذي يجد دائما أعذارا بدلا من القيام بفروضه والذي لا يزعج نفسه في بعض الأحيان حتى في أيجاد عذر .
اومات شرلي برأسها .
قال
– لقد توفيت والدتي في ذلك العام وبدا لي انه لم يعد هناك ما يهم في شان المدرسة أني بالتأكيد لم أتوقع ان الدراسة ستوصلني الى اي شيء وفي الحقيقة كنت أفكر في ترك المدرسة .
قالت
– لكن ...
قاطعها مضيفا
– وقررت ان ينتهي بي الأمر كميكانيكي فقد بدا انه الأمر الوحيد الذي أتمتع بموهبة فيه فلم اذا لا أبدا ؟
تمتمت شرلي قائلة
– قصر نظر نوعا ما .
قال – ربما لكني كنت في الثامنة عشرة من العمر ولم يبد لي ان هناك اي بديل أخر لم يكن عندي خالة وعم محبان ليتطوعا لدفع أقساط تعليمي الجامعي .
عضت شرلي على شفتها انه لا يبدو ساخرا تماما ولقد لاحظ بالتأكيد أنها تعرف كم كانت محظوظة جدا وبرغم ذلك ...
قال
– وفي كل حال اعتقدت ان هذه المعلمة ستقول لي ذلك حتى دعتني ذات مساء ووضعت النقاط على الحروف أخبرتني ان ما حصل لوالدي ليس سببا كافيا لي لأهدر حياتي .
أطلقت شرلي تنهده ذعر طويلة .
ابتسم سبانس ابتسامة ملتوية عريضة وقال
– قلت لها لو أنها كانت رجلا لضربتها وقالت أنها اشتبهت في ان يكون عندي أحساس بالكرامة مختبئ في حنايا نفسي ولقد جعلتها تكتشف للتو مكانه .
قالت شرلي
– كانت امرأة هادئة الطباع .
قال
– جدا كانت تعرف كل نقاط الضغط وكم تضغط بقوة لتحصل تماما على النتيجة المطلوبة .
بعد ما تلقيت بعض دروس علم النفس في الجامعة عرفت تماما ما كانت ترمي اليه لكن في ذلك اليوم كل
ما عرفته هو أنها كانت المرة الأولى التي يهتم فيها شخص بهذا الأمر كانت المرة الأولى التي يمسك فيها احدهم قلما ليقول
– يمكن ان يكون هذا لك يا سبانس .
وضعت شرلي رأسها فوق رأسه .
لم ينظر سبانس أليها . وأضاف
– أنها المرة الأولى التي اخبر فيها أحدا عنها .
كان في أمكانها من خلال نبرة صوته القول انه نادم على ذلك أيضا على الأقل جزئيا خوفا من ان تغدق عليه شفقتها الجياشة كان عليها ان تتنحنح قبل ان تستطيع القول
– لكن ذلك يؤكد نظريتي يا سبانس لو انك كنت قد دخلت الجامعة لكان يمكن تلك المعلمة ان لا تتاح أمامها الفرصة لمعرفتك كفاية لتعرف اي أزرار يجب ان تضغط عليها .
ارتسمت على وجهه ابتسامة صغيرة لذلك .
قالت شرلي بمرح
– اذا كنت ستعمل في أصلاح السيارات أصلاح المحركات او الهيكل الخارجي ؟
قال
– المحركات لماذا ؟
قالت
– أمر مؤسف حقا ان مظهر سيارتك يشير الى أنها بحاجة الى حداد ماهر . وتأملت شرلي أوراقها المتبقية ثم أضافت بعد تفكير عميق
– او ربما الاثنين معا .
قال
– لا شك أني أحدثت عطلا في المحرك أيضا فأنها تدور بصعوبة .
قالت بلهجة ساخرة قليلا
– آه ذلك يجعلني اشعر بالارتياح أكثر .
ابتسم سبانس ثانية ولعب أخر ورقة يحملها . ثم قال
– شكرا يا شرلي .
قالت
– علام ؟ على الاهتمام أم على منحك الفرصة لتهزمني ؟ للمناسبة هل تحدثني لتتحقق ان كنت ما زلت أتكلم بعقلانية او لإلهائي عن اللعب ؟
قال
– للاثنين معا .
وجمع سبانس الورق وبدا يخلطه وأضاف قائلا
– يبدو ان الأمر قد نجح هل انت متأكدة من انك لا ترغبين في اللعب مجددا ؟
قالت
– أني متأكدة
ورفعت نفسها من أعماق الأريكة لم يكن الأمر سهلا . فقد غارت الوسائد وكان جسمها كله يؤلمها ربما الجلوس هادئة لم يكن فكرة رائعة ربما أبقى التحرك عضلاتها مرتخية وأضافت قائلة
– أريد بعضا من الطعام لأكله . أننا لم نتناول الفطور .
صمتت لبرهة وهي في طريقها الى المطبخ ثم أدارت رأسها ونظرت اليه من فوق كتفها وقالت
– ألهذا السبب كنت تبحث حول الكوخ هذا الصباح وتصدر الكثير من الأصوات ؟
قال وقد بدا مستغربا
– ابحث ؟ أريدك ان تعرفي أني كنت هادئا جدا .
قطعت شرلي قطعة سميكة من رغيف الخبز ومسحت عليها قليلا من المربى وسألته
– لماذا ؟ كي لا اطلب منك المشاركة ؟
أجابها قائلا
– أني ارفض هذا الاتهام كنت سأطلب مشاركتك بالطبع .
وكان قد تقدم وانحنى فوق المنضد في ذلك الوقت يراقبها وهي تلوك قضمة من الخبز وسألها
– هل تفعلين ذلك .؟
قالت – المشاركة ؟ افعل ذلك بنفسك يا سبانس لكني ساعد لك فنجانا من القهوة وأعادت ملء الإبريق ووضعته على الموقد .
قال
- فقط لأنك تريدين واحدا .
قالت هذه هي روح التعاون الحقيقية ألا تعتقد ذلك ؟ مذ سبانس يده والتقط السكين الخاص بقطع الخبز وقال
– في هذه الحالة يجب ألا أقول لك ان هناك بعض المربي على وجهك .
مسحت شرلي زاوية فمها .
هز سبانس رأسه وقال
– لقد أخطاتها .
سألته
– أين تماما ؟
كان يمسح بتمهل المربى على قطعة الخبز ليتأكد من ان كان جزء من سطحها قد غطى وقال
– تعالي الى هنا لأدلك من صميم قلبي أتفهمين ؟
لم يكن ينظر إليها لكن النبرة المحمومة قليلا في صوته جعلت شرلي ترتعش قليلا في داخلها لا يمكن ان يقصد انه كان يعتزم تقبيل تلك اللطخة السخيفة على وجهها أيمكن انه قصد ذلك ؟ ما قاله عن اللعب بالنار ؟ لا انه لم يكن يقصد شيئا من هذا بالطبع .
لم تلاحظ أنها تحركت في اتجاهه حتى استدار ليصبح في مواجهتها كان الجو باردا في المطبخ لكن أنفاس سبانس كانت دافئة فوق جبهتها وأسرع قليلا من المعتاد تقريبا كما كانت هناك في اعلى الهضبة .
كانت ذراعه تحيط بها من جهة واحدة وشعرت شرلي بتشنج تام في معدتها وقالت في نفسها . انت تعرفين أفضل لكنها أغمضت عينيها وانتظرت ان تلامس شفتاه وجهها . لكنها عوضا عن ذلك شعرت بمسحة القماش البارد على ذقنها وفتحت عينيها في اللحظة التي سحب سبانس فيها منشفة المطبخ الرطبة عن وجهها وقال بلهجة عادية
– هنا هذا يهتم بها .
ورمى المنشفة من فوق كتف شرلي نحو المغسلة وعاد ليمسح المربى بعناية فائقة .
قالت في نفسها ذلك سيعلمك ان تعتقدي انك لا تقاومين أكلت بقية قطعة الخبز بتمهل وكانت تقضم قطعا صغيرة لان قطعة الخبز كانت قد بدأت تجف وتهدد بان تعلق في حنجرتها ثم أعدت القهوة .
لكنها كانت لا تزال تفكر في المربى قالت في نفسها أنها قد تفاعلت كثيرا تجاه ذلك الوضع برمته بالطبع كان سبانس محقا في شان اللعب بالنار لقد كان كل ذلك المأزق سيئا بما فيه الكفاية كما هو وأي اتصال حسي كان كإضاءة موقد المازوت تحت وعاء يحتوي على أسيد المغفل فقط قد يفعل ذلك.
قالت في نفسها تلك المعرفة لم تمنعها من ان تكون مغفلة وكان تلك القبلة الملتهبة هناك عند اعلى الهضبة قد خبأت ذكريات كل قبلة كل عناق وكل لمسة فقد تدفقت تلك الذكريات ثانية ألان وبدا وكان شيء يقوم به يضرب وترا ويستدعي صورة ...
قالت في نفسها ان الانجذاب الحسي ليس كل شيء حتى انه لم يكن الأمر الأكثر أهمية في علاقة ما اذا لماذا تسمح لنفسها بالانغماس في رغبات قديمة ؟ لقد اعتادت ذلك هذا كل شيء يجب ببساطة ان تسوي تفكيرها قبل ان تسبب مشكلات أكثر .
كان سبانس يفتش عن الطعام الموجود في الخزانة وكاد صفيره الذي لا يتوقف ان يجعلها تفقد صوابها عندما وقع اختياره على علبة حساء جاهزة للأكل .
اقترح قائلا
- لنتناول غداء مبكرا كي نعوض فقط الفطور المتأخر أين فتاحة العلب ؟
شدت شرلي الدرج حيث وضعتها وعندما علق الدرج شدته بقوة اكبر فانخلع المقبض في يدها . ووقفت ماخودة هناك للحظة تجول بعينيها بين المقبض والدرج كان المطبخ قديما وكانت مقدمة الأدراج متساوية تماما مع واجهة الخزانة لم يكن هناك اي حافة للوصول اليه .
فكرت انه كان من السيئ عدم وجود ثلاجة هنا لكن اذا لم يستطيعا الحصول على فتاحة العلب فان الأمور ستجري مسرعة من سيء الى أسوا .
استدار سبانس وقد نفد صبره وضاقت عيناه فيما أحدى يديه ممدودة لتتناول فتاحة العلب وقال
– وألان ماذا ؟ هزت شرلي كتفيها ورفعت المقبض ثم قالت
– أعطني السكين الخاص بالخبز وسوف أحاول خلعه .
قال
– على الأرجح سوف تجرحين معصمك وأنت تفعلين ذلك ورفع كمي كنزته ودفع الدرج الذي يليه ففتحه ومرر يديه في داخله وضغط براحتي يديه على وسط الدرج الأعلى وقال
– ذلك يظهر مساوي الأدراج الخشبية .
اصدر الدرج صريرا عنيدا وراقبت شرلي عضلات ساعديه تشتد وتلتوي وأخيرا اصدر الدرج صريرا وانفتح نحو بوصة ادخل سبانس أصابعه في الفتحة وجذبه بعنف لكنه لم يستطع فتحه ألا بوصة أخرى فقط .
قال
– اللعنة هل يمكنك إدخال يدك من هنا ؟ فيداي كبيرتان جدا .
أدخلت شرلي كلتا يديها في الفتحة وحاولت ان تسحب فتاحة العلب . كان عليها ان تمسك تلك القطعة بين السبابتين وأدارتها لتتمكن من أخراجها من الفتحة الضيقة فقال سبانس بمرح
– ما من مشكلة ان كان هناك اي شيء قد نحتاجه فمن الأفضل ان تخرجيه ألان اشك ان ذلك الدرج قد يفتح ثانية قبل شهر حزيران .
تحسست شرلي الحوائج في الدرج ثم قالت
– على ان أتذكر هذا التمرين لأخبره لتلاميذي في المدرسة انه تحد لمعرفة الأشياء من دون رؤيتها أوه .
قال سبانس محذرا
– احترسي من السكاكين .
قالت
– ألان تخبرني ذلك ما كنت اعتقد أننا سنواجه أدراجا عالقة في الشتاء هل كنت تعتقد ذلك ؟ من المفروض ان تكون جافة هنا مع ارتفاع حرارة الموقد المشتعل ولهب النار .
قال
– قد يكون سبب كل ذلك الماء الذي رششناه على النار لتطفأ .
هزت شرلي كتفيها من دون مبالاة وقالت
– لابد من تناول القهوة .
قال
– وبرغم ذلك فانه لمن الدهشة ان يعمل اي شيء في هذا الكوخ . تعرفين انه بارد طوال فصل الشتاء ولربما هو ملئ بالعفن طوال الصيف ومهمل طوال أيام السنة فان سحج ذلك الدرج قليلا بالمسحاج فلن يشكل أية متاعب مرة ثانية لكن مارتن لن يفكر في القيام بذلك .
كفت شرلي عن تحسس محتويات الدرج وأخذت تتأمل مفصل إصبعها حيث جرحتها وقالت
– حسن ما من احد اتهم مارتن بسوء عمله الميكانيكي عندما حاول أخر مرة ان يحصد المرجة مزج الزيت بالبنزين كي يوفر الوقت وعطل الحصادة .
قال
– متى حصل ذلك ؟
- آه منذ نحو خمس سنوات ذلك عندما استخدمت شارلوت رجلا ليقوم بمختلف الأعمال .
قال
– شخصية بارزة .
وقذف سبانس المقبض المخلوع الى داخل الدرج .
أرادت شرلي الاعتراض ثم فكرت في الأمر في شكل أفضل من المرجح انه قد يقول لها اذا ما أرادت استرجاعها تستطيع البحث عنها فسألته
– ألهذا السبب مارتن فخور بك الى هذه الدرجة ؟ لأنك تقوم بأشياء كتلك بمهارة كبيرة .
قال وقد بدا شارد الذهن
– فتح ذلك الدرج لم يكن بحاجة الى مهارة يا شرلي قد يتطلب ذلك قوة كبيرة واكره ان أفكر في ان ذلك هو السبب الوحيد الذي من اجله يستبقيني مارتن
جلست شرلي على زاوية الطاولة وقالت بحذر
– أتعرف لقد تساءلت دائما عن سبب بقائك في منطقة هاموند ؟
نظر أليها ثم عاد لتحريك الحساء ثانية وقال لها
– كانت شركة منتجات هدسون فرصة
جيدة لي نوعا من التمازج بين الأمور الإدارية للناس وحل المشاكل العملية أني من الأشخاص الذين يحملون المسؤولية لكن في معظم الشركات التي هي بذلك الحجم لا استطيع الدخول الى قسم الإنتاج .
تركت شرلي الصمت يسود نصف دقيقة لكنه لم يتابع كلامه فقالت
– لا . ما قصدته هو .... وتوقفت عن المتابعة ثم أضافت
– آسفة لا شان لي بذلك .
قال
– تعنين بسبب والدي وما قام به ؟
أنها المرة الأولى التي تذكرها شرلي التي تحدث فيها عن هذا الموضوع . فقالت
– حسن ... نعم فكرت ان الأمر سيكون أسهل في اي مكان أخر .
هز سبانس كتفيه بلا مبالاة وقال
– كدت ان أغادر فقد أدرج اسمي عمليا في اللائحة السوداء في منطقة هاموند ذلك أمر مؤكد ما من احد كان على استعداد للمخاطرة باستخدام ابن جون غرينفيلد لكني لم استطع الهرب مما قد حصل لأنني حيثما اتجهت لا فرق طالما علي ان أعيش مع نفسي لذا عندما أعطاني مارتن الفرصة ... وتهدج صوته قليلا .
قالت شرلي بنعومة
– انه إنسان مميز جدا اليس كذلك ؟
بالتأكيد لا استطيع ان أنسى كم أنا مدينة له ولــ شارلوت أيضا لكن مارتن ليس من العائلة لان شارلوت هي شقيقة والدتي ما كان لزاما عليه ان يأخذني ويعاملني كابنة له لكنه فعل ذلك .
قال سبانس بصوت خفيض
– نعم اعرف .
تساءلت ما الذي يقصده تماما بذلك لكن حتى قبل ان تبدأ بالمناظرة تابع سبانس كلامه قائلا
– حتى انك سميث باسم شارلوت اليس كذلك ؟
قالت
– نوعا ما كانت جدتي تدعى شيرلي لذا كان من الصعب ان يجمعنا كلا الاسمين معا انظر .
قفز سبانس شاتما بعدما سقط بعض من الحساء الساخن على يده وسألها
– ماذا ؟
قالت
– لقد أشرقت الشمس وهرعت شرلي الى النافدة لقد سارعت حرارتها بإذابة قسم من الجليد لذا فان وسط زجاج النافذة كان جليا تحجبه فقط كثافة البخار من الداخل . والتقطت منشفة المطبخ لتمسح الرطوبة وتجهمت اشمئزازا من اللطخة المتسخة التي نجمت عن ذلك على المنشفة كم مضى من الوقت على غسل هذه النوافذ ؟

روايات عبير / وحدها في شهر العسل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن