الفصل الرابع

ابدأ من البداية
                                    

تحركت شرلي في مقعدها ثم ثنت ساقها وسألته
– هل يأتي جو ليتفقدك ؟ ليحضر لك المؤونة او اي شيء ؟
- لا بد انك تمزحين ان يأتي الرجل الذي يهتم بالمنزل ؟ وفي هذا الطقس ؟ اذا كنا نحن لا نستطيع الخروج ...
- لابد ان عنده جرارا او حتى أحدى تلك العربات التي تسير على الأرض الوعرة مهما كانت طبيعتها .

- حك سبانس انفه ثم قال
– لقد اخبره مارتن باني لا ارغب في ان يزعجني احد . لذا اعتقد انه قد وضع ما يكفي من الطعام والحطب كما طلب منه . ولن أراه مطلقا طوال الأسبوع .
تنهدت شرلي وقالت
– اللعنة أني حتى لم أتكلم معه لقد طلبت فقط من المسؤولة عن المخزن في المدينة ان تقول له بعض الأشياء لكن بما قد فعل ما طلبته فهو على الأرجح لن يقلق في شأني أيضا .
قال سبانس
– وبما انه يعرف ان كلانا هنا ... هز رأسه بحزن وأضاف
– لا اعتقد انه سيفكر في إزعاجنا .

أرادت ان تتأوه لقد كان على حق بالطبع سيفترض جو باكستر ان هذا لقاء عاشقين ويبقى نفسه بعيدا قالت
– ان منزل جو يبعد ميلا واحدا فقط نحو الشرق من هنا في أمكاننا ...
فتح سبانس عينيه ببطء وقال
– تلك هي المسافة التي قطعتها أمس انظري الى حالي .
- أنها لا تمطر ألان .
قال
– لقد تدنت الحرارة بسرعة حتى هذا الصباح يا شرلي سنتجمد قبل ان نقطع أول هضبة علينا ان يتحمل احدنا الأخر يوما او يومين هذا كل شيء .
عضت شرلي على شفتها السفلي ان يتحمل كل منهما الأخر . أنها تراهن على ان الأمر يبدو أسهل مما هو عليه فعلا .
ثم أضاف بتمهل ووضوح
– علاوة على ذلك لا يمكن ان يستمر ذلك الى الأبد وما هي ألا ثوان قليلة حتى بدا وكأنه قد غط في النوم .
فكرت ان الراحة كانت على الأرجح الشيء الأفضل بالنسبة اليه فهو يبدو مرهقا من جراء السير مسافة ميل تحت الثلج المنهمر لقد كان محظوظا لأنه عثر على الطريق المؤدي الى الكوخ ففي العاصفة وفي بلد غريب كان سهلا ان يضل الطريق .
ذكرت شرلي ان الأمر حسن بحيث لم يضل الطريق لذا ليس هناك من معنى في ان ينتابها الذعر في ما كان سيحدث .
نهضت عن مقعدها لترتدي ملابسها وتجلب بعض الحطب ثم تبحث عن شيء تأكله .
لم تقطن الى أنها قد أحدثت صوتا لكن سبانس من دون ان يتحرك او يفتح عينيه قال
– شكرا يا شرلي .
قالت
– لا عليك وتقدمت خطوتين نحو غرفة نومها ثم أضافت على نحو سمح
– آسفة لأنك يجب ان تناضل معي بدلا من وندي .
همهم قليلا وكأنه يوافق على ذلك لكنه لم يجبها .
فكرت شرلي في انه قال شيئا ما في وقت سابق على رغبته في ان لا يزعجه احد أكان من المعقول انه خطط للقاء وندي هنا ؟
بالطبع أنها لا تتخيل مارتن يقوم بالترتيبات له ليستعمل هذا المنتجع الصغير المريح لو ان ذلك كان هو واقع الحال وان كانت تلك خطة سبانس . فلماذا لم تأت وندي معه بكل بساطة ؟ لكن لعل مارتن لا يعرف ذلك .
سالت
– هل كنت تتوقع منها ان تلتقيك هنا ؟ اعني قبل ان تبدأ العاصفة .
- لا . كلمة وحيدة قالها وكانت صارمة وقاطعة .
حاولت ان تشعر بالارتياح وقالت في نفسها ان فكرتها كانت سخيفة على اي حال فقد كانت في واقع الأمر على شفير جنون الارتياب لكن شيئا ما لم يدعها تتوقف فسألته – لماذا أتيت الى هنا يا سبانس ؟
اعتقدت للحظة انه لن يجيب على الإطلاق غير انه قال أخيرا
– لأفكر .
- أوه .
لم يكن ذلك جوابا وعرفت أنها يجب ان تكتفي بذلك لكنها لم تستطع فقالت
– لو أني افهم فقط ما تعنيه لك يا سبانس ...
قال بصوت يحمل أثار انزعاج واضح جدا
– لا شيء اللعنة عليها .
لا شيء ؟ لقد تسبب بكل هذا الصخب في حياتهما من اجل امرأة لا تعني له شيئا ولم يكن في مقدور شرلي تحديد شعورها حيال ذلك ان كان حزنا او اشمئزازا في أعماق قلبها او قليلا من الاثنين معا كيف أوقعه شعوره في الفخ مع اقتراب يوم زفافه ليذهب معه الى هذا الحد لكي يوقفه .
قالت ببطء
– في هذه الحالة اشعر أنني اسواء من قبل .
كان سبانس قد غفا ثانية عندما خرجت من غرفتها وقد ارتدت كنزتين وسروال الجينز كان جزء منها يرغب في ان يندس تحت الأغطية والبقاء هناك طوال النهار بحيث لا تكون مضطرة الى مواجهته لكن برودة غرفة النوم كانت أثقل عليها من ذلك
اختلست النظر من فوق مسند الأريكة في الوقت الذي أطلق فيه نفسا طويلا محدثا غطيطا حقيقا ولم يكن سيئا جدا في الواقع كان من النوع اللطيف وكأنه يصدر نوعا من الخرخرة تقريبا .
فكرت مليا يجب ان يكون هناك قانون ينص على ان اي شخص يغط عليه ان يخبر من سيصبح شريك حياته بذلك ثم ذكرت نفسها ان لا شان لها بالتأكيد بعد ألان ان كان سبانس يغط او لا .
ازداد احمرار وجنتيه لا بد ان حرارته مرتفعة قليلا وعضت على شفتها اهتماما هل كان يعاني من الحمى ؟ وان كان كذلك فماذا يسعها ان تفعل ؟
وضعت راحة يدها على جبينه بحذر وبطء شديدين .
مال سبانس بسرعة الى احد جانبيه وفتح عينيه .
تصورت للحظة أنها رأت في عينيه تلك النظرة عينها التي كانت تراها عادة قبل ان يقبلها مباشرة وجاءت ردة فعلها بالطريقة ذاتها أيضا فقد شعرت فجأة بداخلها وكأنها حلوى لزجة معدة من الليمون في أمسية دافئة .
اتقد وجه شرلي احمرارا فلم يعد عندها سيطرة على نفسها أكثر من ذلك . وقالت متهمة إياه
– انك تتقلب كثيرا .
ثم أضافت
– كنت أتحقق فقط ان كنت مصابا بالحمى .
نظر أليها وقال
– وما هو حكمك ؟
قالت بصدق
– لست متأكدة فحرارتك لا تبدو مرتفعة جدا لكن لعل يدي باردتان أكثر من المعتاد .
لاح بريق سخرية في عيني سبانس وقد ارتفع احد حاجبيه السوداوين مواربة .
رفعت شرلي رأسها قليلا بتشامخ وقالت في نفسها يمكنه ان يفكر في ما يريد ان كان خياليا جدا الى درجة تجعله يعتقد أنها قد تختلق اي عذر لتلمسه ...
قالت في نفسها . لا تكوني حمقاء انه لا يفكر بالطبع في اي شيء من هذا القبيل وتلك النظرة الكئيبة المثيرة قد تكون من نسج مخيلتها أيضا وحتى ان كانت حقيقية فأنها لا تعني شيئا فالانجذاب الحسي لا يقترن دائما بالحب والاحترام .
نهض سبانس وقال بمرح
– ارتكب جريمة من اجل حمام ساخن . ثم استطرد
- كيف حال مخزون الماء ؟ أم هل هذا توقف أيضا مع انقطاع الكهرباء ؟
أجابته
– لا انه يعمل في الوقت الحاضر على الأقل هناك خزان ماء وسخان يعمل على المازوت أيضا واني لا اشرب من الماء الموجود برغم ذلك لأنها قد لا تكون مياها نقية تماما .
قال
– جيد لن اشرب منها بل سأغرق فيها فقط والتقط الحقيبة المصنوعة من القماش وأضاف قائلا
– اي غرفة نوم ؟
- لقد استعملت الغرفة التي على اليمين .
لم تشاهده وهو يعبر الغرفة فقد كانت تفكر في غرف النوم المنفصلة في اليوم الذي كان مفروضا ان يكون يوم زفافهما .
قالت في نفسها بصراحة ليس لدي اي نية لتغيير ذلك ألان .
بحثت في محتويات الثلاجة المظلمة قبل ان تقرر ماذا تأكل وكانت تضع شرائح من ألجبنه السويسرية في شطيرتين عندما ظهر سبانس ثانية وبرغم ان أصابعها ارتعشت قليلا عندما اقترب منها فلم تنظر اليه .

روايات عبير / وحدها في شهر العسل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن