نسيان.كوم للكتابه/أحلام مستغانمي

Start from the beginning
                                    

ضحكت و قالت:

- معقول.. جنّيتِ؟!

- لا.. لكنّني أدري أنّ السعادة جرّدتك من قواك العقليّة. إنّ قانون الحبّ لا يحمي الأغبياء.. أريدك الآن قبل أن تلتحقي به أن تطالعي هذه الصفحة. و تحفظيها كما كنت تحفظين عن ظهر قلب المحفوظات في المدرسة. فقد توفّر عليك نصائحها كثيرًا من الألم في المستقبل.

ألقت نظرة عجلى على ما جاء فيها. ثمّ قالت:

- أعرفها.. سبق أن قلتها لي..

- ليس مهمًّا أن تعرفيها بل أن تتذكّريها. ثمّ أريد توقيعك أسفل الورقة.

أخذت قلمًا من محفظتها و وقّعت أسفلها و هي تضحك.. " كاميليا ".

قلت:

- أريد اسمك كاملًا أبًّا عن جد.. فهكذا توقّع النساء اللائي تحترمن أنفسهن و تحترمن معاهداتهن.

قالت ضاحكة:

- معقول.. تريدين شجرة عائلتي!

- طبعًا.. المرأة توقّع بأصلها لا باسمها. حتى يردعها أصلها. ثمّ تعلّمي أن تضعي بينك و بين أيّ رجل أبوك. لا تدخلي الحبّ مقطوعة من شجرة فيُصبح الحبيب فأسك.. الآخر.

لا أدري إن كان كلامي قد أقنعها أم أنّها كانت تستعجل التخلّص من مواعظي. راحت تكتب اسمها كاملًا على الورقة. أثناء ذلك حضرت الحلاقة تطلب منها مرافقتها لغسل الصبغة عن شعرها.

قلت و أنا آخذ منها الورقة و أقبّلها مودّعة:

- سأحتفظ بها لأذكّرك بها في حالة ما عدت لتشكين لي خيباتك. استمتعي بسفرتك فأنت تستحقينها حقًّا !

ها أنا وحدي , في حقيبة يدي معاهدة النسيان. و في حقيبتها تذكرة سفر إلى جزر الحبّ.

يا للحماقة!

تعهّد

أنا الموقعة أدناه أقرّ أنّني اطّلعت على هذه الوصايا. و أتعهّد أمام نفسي. و أمام الحبّ، و أمام القارئات، و أمام خلق الله أجمعين المغرمين منهم و التائبين، من الآن و إلى يوم الدين. بالتزامي بالتالي:

• أن أدخل الحبّ و أنا على ثقة تامّة أنّه لا وجود لحبّ أبدي.

• أن أكتسب حصانة الصدمة و أتوقّع كلّ شيء من حبيب.

• ألّا أبكي بسبب رجل. فلا رجل يستحقّ دموعي. فالذي يستحقّها حقًّا ما كان ليرضى بأن يُبكيني.

• أن أحبّه كما لم تحبّ امرأة. و أن أكون جاهزة لنسيانه.. كما ينسى الرجال.

التوقيع:

بيروت التاسعة صباحًا

18 مارس 2009

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jan 27, 2010 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

نسيان.كوم للكتابه/أحلام مستغانميWhere stories live. Discover now