نسيان.كوم للكتابه/أحلام مستغانمي

Start from the beginning
                                    

على اللائي يشقين في الحياة بسبب ألم حذاء جديد أو ذكرى حذاء قديم، أن يحمدن الله كثيرًا على نعمة امتلاكهن أقدامًا. أعني قلبًا مشين به في دروب الحبّ. ثمّة من جاء و مضى من دون أن يبرح مكانه. لم تمنحه الحياة قدمين.. عاشقين . و أولئك لم يمنّ عليهم الله حتّى بنعمة الشقاء والعذاب من الحبّ.

***

بقيت أتذمر من عدم امتلاكي حذاءً حتى رأيت رجلًا بلا قدمين

كونفوشيوس

طائر الحبّ الذي ما كنت تنتظرينه

لن أبقى طويلًا هنا.. لكن جميل أن تأتي

عباس بيضون

شهران و أنا أواظب على مهاتفتها يوميًّا كي لا تضيع جهودي سدًى. فقد تعلّمت أنّ في الحبّ كما مع المضادات الحيويّة لا بد من إتمام العلاج حتى آخر يوم و آخر حبّة دواء. تفاديًا للانتكاسات العاطفيّة التي لا يعد يفيد معها شيء بعد ذلك حين يستفحل داء الحبّ و يعود أقوى.

كانت صديقتي في تحسّن دائم. لكنّها كانت تحتاج إلى حبّ لتعود إلى الحياة. طبّقت كلّ نصائحي أصبحت أكثر جمالًا و اهتمامًا بنفسها. أصبحت أكثر انشغالًا بهواياتها. لكن لا رجل دخل حياتها ربما لأنّها ما زالت تحرس باب القفص تنتظر منذ عام عودة طائر الحبّ الذي مضى.

هاتفتها ذات مساء أعرض عليها مرافقتي الى أمسية شعرية لشاعر كبير يزور بيروت. لم أترك لها مجالًا للرفض. قلت " سأمرّ لأصطحبك معي كوني جاهزة.. أعني كوني جميلة بعد الآن سأصطحبك إلى كلّ مناسبة ثقافية..".

أمام كسلها و ترددها قلت " غادري القفص طائرك لن يعود طالما ذبذباتك تقول له أنّك في انتظاره. نسيت أن أعلّمك الدرس الأهم. فقط عندما لا تنتظرين الحبّ يعود. و عندما لا تتحرّشين به يجيء صاعقًا و فتاكًا كما أوّل مرة.

عندما نزلت من البيت. كدت أشهق و أنا أراها قادمة. صحت بها ممازحة " أنا مجنونة لأدخل إلى الصالة معك.. كم أنت جميلة اليوم ! " قبّلتني و قالت " بل أنت الأجمل.. أحبّك ".

كآخر مرّة قبل سنوات يوم رافقتني إلى مناسبة كهذه كنت أرى الجميع يحتفون بها يأتون للسلام عليها. لكنها فقدت صوتها بعد أن غدا الصمت مهنتها.

ثمّ فجأة، ما عادت تتابع الحديث من حولها. تجمّد نظرها و هي ترى رجلًا بمظهر مميّز يلج إلى البهو. كأنّما الرجال اختفوا، فلم يبق سواه رجلًا بين الحضور.

ذهولها انتقل إليّ. ما كاد يراها حتى توجّه الرجل نحوها. كأنّه جاء من أجلها، برغم كونه بدا متفاجئًا و هو يلمحها.

لم يصافحها. لم يقبّلها على وجنتيها. لم يقل تقريبًا شيئًا، لكن كلّ شيء فيه كان يضمّها.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jan 27, 2010 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

نسيان.كوم للكتابه/أحلام مستغانميWhere stories live. Discover now