أمام كلّ المشاكل العاطفيّة أو النفسيّة بالإيمان. و جاهدي الحزن بالتقوى. بقدر إيمانك يسهل خروجك من محن القلب و فوزك بنعمة النسيان. لأنّ الإيمان يضعك في مكانة فوقيّة يصغر أمامها ظلم البشر.
عليك بالصلاة.بالصلاة وحدها نستطيع أن نحقق بين الجهد و العقل و الروح اتحادا يكسب العود البشري الواهي قوة لا تتزعزع . يقول كارلبل إن صلّيت صلاة يحضر فيها قلبك فسيغيب عن فكرك أيّ أحد و أيّ شيء عدا الله. و تكونين قد تجاوزت النسيان إلى الطمأنينة. و هي أعلى مراتب السعادة النفسيّة. " ألا بذكر الله تطمئن القلوب ".
كان مسلم بن يسار في المسجد فانهدّت طائفة من المسجد، فقام الناس و لم يشعر أن اسطوانة المسجد قد انهدت. و كان يقول لأهله إذا دخل في صلاته " تحدّثوا فلست أسمع حديثكم ".
و قد بلغ من زهد يعقوب الحضرمي أن سُرق رداؤه عن كتفه و هو في الصلاة و رُدّ إليه و لم يشعر.
أطيلي صلاتك حتى لا تعودي تنتبهي إلى من سرق قلبك، إن كان أخذه.. أم ردّه.
كلّما أقبلت على الله خاشعة. صَغُرَ كلّ شيء حولك و في قلبك. فكلّ تكبيرة بين يدي الله تعيد ما عداه إلى حجمه الأصغر. تذكّرك أن لا جبار إلّا الله و أنّ كلّ رجل متجبّر حتى في حبّه هو رجل قليل الإيمان متكبّر. فالمؤمن رحوم حنون بطبعه لأنّه يخاف الله.
إبكي نفسك إلى الله و أنت بين يديه. و لا تبكي في حضرة رجل يخال نفسه إله، يتحكّم بحياتك و موتك. و يمنّ عليك بالسعادة و الشقاء متى شاء.
البكاء بين يدي الله تقوى و الشكوى لغيره مذلّة. هل فكّرت يوما أنّك غالية على الله.
اسعدي بكلّ موعد صلاة. إنّ الله بجلاله ينتظرك خمس مرات في اليوم. و ثمّة مخلوق بشري يدبّ على الأرض يبخل عليك بصوته و بكلمة طيّبة.
ما حاجتك إلى " صدقة " هاتفيّة من رجل. إن كانت المآذن ترفع آذانها لك و تقول لك خمس مرات في اليوم أن ربّ هذا الكون ينتظرك و يحبّك.
'' لقد حررني الله فليس لأحد أن يأسرني ''
صومي.. تنسي!
" يعرف موت القلب بترك الطاعة، و إدمان الذنوب، و عدم المبالاة بسوء الذكر، و الأمن من مكر الله"
و أنت تنشدين النسيان، قد تسلكين طرقًا لا تزيدك إلّا تيها.
تسافرين كي تنسي فتعودي أكثر حزنًا. و تشترين ثيابًا جميلة فلا تدرين لمن ترتدينها. و تقصدين مطعمًا و لا شهيّة لك للأكل. و تلجئين إلى مشعوذ فيُدخلك نفقًا لا ضوء في آخره.
و ماذا لو كان النسيان في ترك ما تُقبلين عليه. إنّه أقرب إليك من مكان تأخذين الطائرة لبلوغه. و أشهى من طعام ما عدت تستذوقينه. و أبقى من ثوب لا ترتدينه لمن تنتظرينه، و قد يخذلك، بل لربّ سيراك فيه و ينتظرك.
نسيان.كوم للكتابه/أحلام مستغانمي
ابدأ من البداية