نسيان.كوم للكتابه/أحلام مستغانمي

ابدأ من البداية
                                    

السرير كمين يقع فيه القلب النازف شوقًا. المطعون عشقًا. اعتقادًا منه أنّه ملاذ آمن لفرط حميميّته.

في الواقع، لا أخطر من حميميّته هذه عليك. أنت فيه مطوّقة بنفسك. حدودك الإقليميّة أنت، من كلّ صوب تحدّك الذكريات و المواجع و الماضي. أنت طريدة ذاكرة تعتقدين الهروب منها إلى السرير.

لكنّها ستفترسك فيه لأنّك هناك لا لتنسي من تحبّين بل لتستعيديه.. لتنفردي به.. لتبكيه.

حتى النوم سيغدر بك. فحسب آخر الأبحاث العلميّة، إحدى مهام النوم حماية الذاكرة. فالنوم يساعد الدماغ على تخزين كلّ ما يعتقد المرء أنّه نسيه خلال النهار. و هكذا يصبح النوم وسيلة يستردّ بها الدماغ.. الذكريات.

لذا قد يستيقظ البعض و وسادته مبلّلة بدموعه. لقد بكى أثناء نومه. جرحه ظلّ مستيقظًا. أيّ أنّ النوم نفسه ما عاد فرصة للنسيان يقول العلماء . '' البشر ليسوا حقيقيين الا في اللحظة التي يكونون فيها في أسرتهم وحدهم ''

أخطر مكان عليك السرير. إنّه يغذّي حزنك و يوقظ مواجعك. و يخدعك بإيهامك أنّك تلتقين فيه الرجل الذي ما عاد من مجال للالتقاء به في الحياة. لهذا سمي السرير مخدع !

غادري مخدعك حال استيقاظك أتمنّى أن أجدك غدًا أمام فنجان قهوة تحتسينها على شرفة أحلامك. اجلسي إلى نفسك كلّ صباح أمام الطبيعة بدل أن تجلسي إلى ذاكرتك في سرير.'' بنظرة خاطفة ذكريات كثيرة تستلقي على سريري تقول عناية جابر''

هل رأيت رجلًا يلازم السرير حدادًا على امرأة ؟

إنّه يقصد السرير " رفقة لوازم نسيانه ". يستعين بامرأة على نسيان أخرى. في هذا سرّ شفائه.فالجنس عنده وصفة دواء يسهل تناوله بعد كل خيبة عاطفية.

ما دمت عاجزة عن الخيانة. أضعف الإيمان أن تغادري السرير حتى لا يكون فضاء متعته .. هو فضاء شقائك !

***

" الجنس مجرد إرضاء للنفس عندما لا يحصل الواحد منا على الحبّ "

غارسيا ماركيز

أيّتها الحمقاء.. الحياة تنتظرك و أنت تنتظرينه !

فإذا صحوتُ فأنت أوّل خاطري و إذا غفا جفني فأنت الآخر

صباحك نسيان..

صدقًا، ألست أفضل هذا الصباح؟ أشهر و أنت تنامين ظهرًا لظهر مع جسدك المستلقي إلى جوارك. مع الوقت أصبحت جارة جسدك، جارة حياتك لا صاحبتها. تعيشين حياة مؤجلة إلى حين يعود.

هكذا هي المرأة العربية.. تؤجل فرحتها في انتظار السعادة. الحياة موجودة من أجلك.. بعطورها و ورودها و فصولها.. و مصادفاتها.

الحياة تنتظرك و أنت تنتظرينه. السعادة تشتهيك و أنت تشتهينه. الحبّ يحبّك و أنت تحبينه. لأنّه ألمك.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 27, 2010 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

نسيان.كوم للكتابه/أحلام مستغانميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن