متمرد و قاسي

الجزء الاول

متمرد وقاسي

على مخيلتي وفي دفتر رسوماتي طبعت باناملي تلك الملامح القاسية ،، هكذا احببتك بتلك القساوه وذلك التمرد الطفولي ،،،
هل يمكن للقدر ان يتلاعب بالوقت ليظبط مؤقت ساعاتنا معا ،،
اهي صدفه تلك التي جمعتني بك ام انه القدر يرسم مخططاته مره اخرى ليسقطنا في شباك التمرد ،،،
كيف لي ان اعشقك وانت ذلك البارد القاسي الذي لا يرى حوله سوى الغطرسه والانانية ،،،

جوري
اليوم هو عيد ميلادي الواحد والعشرون ،،كنت اسمع عن اعياد الميلاد ،، قالب حلووى ،، شموع ،، اصدقاء الطفوله حولك يهتفو لك لعمر مديد
ولكني لم ارى تلك التخيلات سوى بمخيلتي ،،،
اعيش مع والدتي في ملجأ الايتام حيث تعمل والدتي مربية هناك بعد فقدان والدي في الحرب كنت صغيره جدا بالكاد اذكر ملامحه ،،، عشت حياة قاسية بين الحرمان والطفوله
كان حلمي الوحيد منذ الصغر ان اقابل الامير الوسيم في حكايات دزني ليخطفني على حصان ابيض ويلبسني تاج الاميرات ،،،ولكن لاحلامنا حدود لاتتعده سور الميتم المتهرأ ،،،

وانا اجلس بانتظار المقابله بعد ان قرأت في الجريدة عن وظيفه مربية او ممرضه وبعد ان قررت العمل اخيرا خارج الميتم
ام جوري : اي يابنتي انتي مو دتشتغلين ويانه بالميتم والحمد لله مستوره هالي نحصله
جوري :ماما اني اريد اكون نفسي الى متى اني حابسه نفسي هنا ىثاني شي هالاعلان يريدون مربيه يعني نفس شغلتي هنا مثل ما داهتم بالايتام راح اشتغل بس اريد اشوووف العالم
ام جوري : بنتي الوكت يخوف برا والناس مترحم واني لخاف عليج ع الاقل هنا كبال عيني انتي
جوري :لتخافين عليه ماما ،، صدكيني تعبت من هالعيشه اريد اشوف الحياة من برا شلونها
ام جوري : راح تنصدمين بالحياه بنتي ،،،دتشوفين بعينج هنا منو الي ديدفع ثمن الاغلاط شنو ذنب الاطفال اليتامى ذولي
وهي تؤشر بيذها نحو الحديقه حيث يجلس الاطفال
ام جوري :شوفيهم ورود لا ام ولا اب شنو السبب الي همه بي هنا برايح
جوري :اهل ظلام
ام جوري :مو شرط بنتي اكو بيهم اهاليتهم ناس معروفه بس النزوات والضياع والحياه التي مترحم خلتهم يوصلون هنا
نظرت بعيدا للصغار كانو يضحكون ىيلعبون ولايعملون اي مستقبل ينتظرهم واي اصابع ستشير اليهم مستقبلا بكلمه لقيط

عدت من افكاري على صوت السكرتيره وهي تنادي الفتاه التي تجلس امامي كانت مرتبه وجميله المظهر
نظرت لنفسي وانا ارتدي تلك التنوره الطويله السوداء التي لا املك غيرها والقميص الوردي الذي حصلت عليه من احدى المربيات في الميتم ،، فتحت حقيبتي ونظرت في المرآه رغم جمال وبراءه وجهي لكني لست بمستوى تلك الفتيات الواتي دخلن قبلي للمقابله ،، بشرتي الحنطاويه وعيناي الخضراء الفاتره وشعري البني الطويل الذي اهمله منذ صغري المرفوع للاعله حتى لا يظهر منه شيئا ،،
اعدت المراه ونظرت حولي هل سأقبل بتلك الوظيفه ياترى هل يمكن لاحلامي ان تتحقق واخرج عن عالمي الصغير الذي لا اعرف طريقة حياة غيرررهً
كنت شارده وانا انظر عبر الزجاج وارى الموظفين يعملون في تلك الشركة الكبيره فتيات جميلات وشبان وسيمين
همست لنفسي
شنو هاي الحياه برا شون بنات خرررب شوف اللبس والمكياج ىالشعر
كنت اتمنى بداخلي ان اصبح كتلك الفتيات يوما ماً ولكن الثمن سيكون قاس كملامحك !!!!