تعب بلا رحمة

14.8K 445 36
                                    

تحكي قصّتنا عن فتاة مسكينة تدعى "إميلي"
ليست لديها عائلة
بل كل ما تبقى من عائلتها هو شقيقها ذو الثلاث سنوات
و تعولهما سيّدة شرّيرة في منزلها الفقير تدعى "ماري" أو "البخيلة" كما يسمّيها بعض جيرانها
"ماري " إمرأة بدينة مكتنزنة في 39 من عمرها ،بخيلة جدّا ..و شرّيرة كذلك ..و لا تفكّر سوى في نفسها ،و أموالها ..حتّى إنّها لا تدفع الفواتير إلّا إذا انطفأ الكهرباء و انقطع الماء
فترسل الصبيّة المسكينة "إميلي " في البرد القارس لتدفع الفواتير و تهدّدها أنها إذا لم تفعل ستطردها هي و أخاها من المنزل ليموتا من البرد و الجوع
و كانت الصبية "إميلي" رغم ما تلقاه من قسوة و إهانة ، طيبة القلب ، واسعة الخاطر ..تدفع بنفسها للعقاب مكان أخيها
كانت كذلك جميلة ،وجهها مشرق ،شعرها ناعم و طويل يميل للزرقة و عيناها ساحرتان لهما رموش طويلة، كلّ من يراها يسبّح للإلاه معجبا بجمالها الخلاب .
هي تقوم بكل أعمال البيت من تنظيف و غسل و ترتيب و طبخ و لا تلقى سوى التوبيخ و المعاملة المهينة .
لكن ليس هذا ما يقلقها بل ما يقلقها هو أن لا تجود لهما السيدة ببعض الخبز و الفاكهة الفاسدة ..فيبيت شقيقها يتأوّه من نقص التغذية ككُلّ ليلة .
و في صباح جميل ،كانت "إميلي "تنعم بحلم جميل ..
فاستيقظت فزعة فجأة لأنّ "ماري" قد صبّت عليها سطلا مليئا بالماء البارد
فضلّت في سريرها متجمّدة من البرد تصدر شهقة بعد أخرى
فنظرت لها السيدة بشرّ و غضب حانق و قالت بهدوء مستفز :
للأسف كان لدينا بعض من الماء لنعدّ به الفطور ، و لكن بسبب أنك كسولة تستيقظين على الساعة الثامنة ،فأنا صببته عليك و لم يعد لدينا ما يكفي
ثمّ صرخت مكملة :
هيّا يا قبيحة (السيدة تغار من جمال "إميلي" لأنها لا تملك مثله فلم تتزوج طوال حياتها بسبب أنه لم يطق طبعها العنيد و البخيل و لا قبحها رجل)
إنهضي لبئر المدينة و اجلبي لنا ما يكفي من الماء ،و لا تتأخري و إلاّ عنّفت أخاك .
ثم نظرت السيّدة للطفل البريء بجانب إميلي و صرخت فيه :
إلام تنظر ؟!
فدسّ الولد رأسه مرعوبا بين أحضان إميلي
فقالت السيّدة و هي تضحك ساخرة و تغادر الغرفة :
أخوك جبان ،علّميه التصرف كالرجال
فغضبت إميلي من كلام السيدة ،ثمّ بلطف أمسكت بيداها الناعمتان رأس أخيها الصغير و قالت له :
لا بأس يا عزيزي ، هي لا تقصد ذلك
فأومأ الصغير بابتسامة بريئة
و نهضت من سريرها ..جفّفت ملابسها المبتلّة ، لأنها لا تملك غيرها
و خرجت بسرعة من المنزل حاملة دلوا كبيرا يزن نصف وزنها ،قاصدة بئر المدينة ، لتملئ الدلو
و في طريقها عليها أن تعبر الغابة ،فمرّت بحقل زهور أرجوانيّة فقطفت واحدة أعجبتها لتهديها فيما بعد لأخيها ووضعتها على شعرها فزيّنته و أكملت طريقها .
--------------------------------------------
ثاني قصّة أكتبها على الواتباد
بما أنّ قصّتي الأخرى "المغتربة العاشقة " لم تعجبكم قرّرت نشر قصص من نوع جديد 💗
و لن أكون مملّة أكتب كثيرا
بل سألحق البارتات على بعضها كل يوم بارت و تكون ليست طويلة
ادعموني حتّى أستمر أنشر بنشاط و يمكن أنشر 2 بارت كل يوم
فأنتم بتشجيعكم تتحكمون بمزاجي
و شكرا 😊🖐

حبّ الغصب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن