"لم تندمي لأنك تزوجت من حفيدي ,أليس كذلك ؟ لكن هذا السؤال في غير محله .يكفي النظر اليكما .كأنكما عاشقان ."
قاطع ماريو الحديث قائلا :
"ماذا تحبين أن تشربي يا حبيبتي ؟شراب الورد مشروبك المفضل ,أليس كذلك ؟"
ابتسما لبعضهما البعض ببرود بينما كان دون ادريانو يقهقه ضاحكا ثم قال :
ألم أعدك بذلك ,يا ابنتي؟ عندما يواجه حفيدي لغزا,يريد معرفته في الحال .والآن لنتناول العشاء اني أشعر بسعادة كبيرة تفتح الشهية على الطعام .انوي الإفادة قدر الإمكان من هذه الوجبة العائلية الأخيرة."
خلال العشاء بذلت ليندا كل جهدها ان ترد على كلمات ماريو المبطنة .لكن شيئا فشيئا اصبح الجو متوترا وأعصاب الزوجين بدأت بالانهيار .الاان الكونت نام في مقعده .واغتنمت ليندا نوم الكونت ,فراحت تعبر عن غضبها قائلة لماريو :
"لم أعد احتمل هذا الكذب .سأعود الى غرفتي ."

"يكون ذلك اصدق ما فعلته في هذه السهرة ."

ادارت له ظهرها وكادت تنسحب عندما أمسكها ماريو من خصرها ,ورمقها بعينيه السوداوين في عينيها فارتعشت فقال :
"لقد لعبت دورك بإتقان .انت ماهرة عندما تريدين خداع الغير ...الآن, ارجوك ان ترحلي ."
كادت تتعثر وهي تمر قرب دون ادريانو النائم .
عند منتصف الليل ,سمعت بوضوح صوت خطوات على الشرفة .طقطقة المهاميز كانت تتجه نحو الإسطبل .سمعت حوافر جواد يخرج لتوه من الإسطبل .امتطاه الرجل وولى بعيدا .
استيقظت ليندا عند الفجر على أصوات آتية من الخارج .كان الرعاة قد انهمكو في تحضير الحلبة ,الأسيجة الطويلة البيضاء المغلفة بالقش تذكر بسلة الغسيل الكبيرة .
بعد قليل رأت ليندا جمهور المشاهدين يزداد ليحيط بالحلبة .وبالرغم انهماكهم قام الرعاة بتحية المرأة الإنجليزية وويندي التي تشبهها بشعرها الأشقر وعينيها الزرقاوين .
وكان جيران الكونت وعائلاتهم ومعظمهم من الملاكين الكبار ,يتهافتون بأعداد كبيرة لحضور الإحتفال .
غير أن ماريو لم يظهر بعد .قرب موعد الإحتفال وبدأ الإعلان بالعرض الأول ,جاء الكونت ليستعلم من ليندا عن تغيب حفيده ,لكنها لم تقدر ان تفيده بشيء.

تلعثمت وهي تقول :
"ليس من مهمة ماريو أن ينظم الإحتفال !"

وبينما كانت تتظاهر باللامبالاة ,كانت ليندا بنظرها تتجول بنظرها بين الحضور علها تلمحه بينهم .لكنها اقتنعت أخيرا ان ماريو ليس موجودا هنا .
انتهى العرض الأول ,والعرض الثاني كان اكثر أهمية .وهو امتطاء الخيل دون سرج .توجهت ليندا مع الكونت الى ممر ضيق مبني من حواجز عالية معدنية حيث يربط الحصان قبل ان يطلق داخل الحلبة .يكون الحصان معصوب العينين بمنديل وبالتالي لا يمكن ان يرجع الى الوراء ,مما سيجعله يقوم برفسات عنيفة .

تسلق أحد المنافسين الحاجز وشد الحبل بقوة وقفز على ظهر الحصان .
ركض الحصان بعنف في المساحة امامه أخد فارسه في عجلة رهيبة .
صراخ فرح صدر عن الحضور واحتل الحماس كل واحد منهم .
شعرت ليندا فجأة بجفاف في حلقها .هذا الفارس الوقح الذي يقوم بكل بجهده كي يبقى على ظهر الحصان ,كان... ماريو بالذات !وراحت تنظر اليه بعينين قلقتين وهو يتمايل الى الأمام والوراء ,لكنه كان مسيطرا على الوضع تماما.
أطلق الجمهور صرخة كبيرة ,اخفت وجهها بيديها خائفة ان ترى ماريو مصابا تحت الحصان غير ان التصفيق صعق أذنيها ,فتحلت بالشجاعة وفتحت عينيها .كان ماريو محاطا بالفرسان يحيي الجمهور ويبتسم مظهرا شجاعة فائقة .وبهدوء خرج من الحلبة .

روايات احلام/عبير:خدعه مصيريهWhere stories live. Discover now