"صحيح ان الإقامة كانت قصيرة ,لكنها كانت حقا رحلة شهر عسل
موفقة."
احمرت وجنتا ليندا ,فضحك دون ادريانو وقال :
"حسنا ,الأن بإمكاننا ان نتكلم في أمور العمل ."
ثم توجه بالكلام الى ليندا قائلا :
"ارجوك ان تعذرينا ,لكن علينا ان ننفرد لبعض الوقت .كاتب العدل هنا وبانتظار توقيعنا .لقد حددت سفري غدا بعد الروديو .هذه الرحلة تعز على قلبي وليس هناك مجال لتأجيلها بعد الآن ."
اكتشفت ليندا بعد ذلك ما يعني الروديو ,اذ كان الموضوع الأساسي المتداول حاليا في المزرعة .كارمين وبيلا اعلمتاها ان الروديو كناية عن مظاهرة ذات أهمية كبرى ,يقوم فيها الرعاة بالتمارين الخطرة على ظهور خيل لم تدرب بعد .
وأكدت لها بيلا قائلة :
"يجب أن يكون المرء قويا وشجاعا وماهرا .الناس يأكلون ويغنون .ويعم المكان الضحك والضجيج .كذلك هناك العازفون والأكرديون و..."
تنفست الصعداء ثم أضافت :
"لكن ما أحبه اكثر من أي شيء آخر .هو عندما يدخل الثور الحلبة ."
غير أن ليندا لم تكن تصغي .كانت شاردة الذهن تفكر في المستقبل .ان غياب الكونت الطويل سيكون له الأثر على حياتها .لا شك أن ماريو سيعود الى خروجه الليلي .فهي ترى ان وجود كابرييلا يعم الجو ويحيط بالمنزل .
لاحظت فجأة أنها تضغط على معصميها وأن فكها يتقلص .فوجئت بعنف ردة فعلها وقالت بصوت مخنوق :
"لكن ,إنسي هذا الرجل ."
انتفضت ويندي وراحت شفتاها ترتجفان .اسرعت ليندا لمواساتها وراحت تقول لها :
"لا تبكي ,يا حبيبتي .أنا غاضبة حقا ...لكن ...لا أفهم ما الذي ترينه في هذا الرجل ,وتنظرين اليه بعينين ملتهبتين ."
غصت ويندي ,فراحت ليندا تقهقه ضاحكة .
في المكتب الواقع أسفل غرفة ليندا ,كان الكونت رافع الرأس يسمع ضحكتها .وفي حركة أنيقة ,وقع على المستند امام كاتب العدل .ثم التفت الى ماريو وابتسم له قائلا :
"يبدو ان زوجتك سعيدة .هذه القهقهات تؤكد قناعتي .الآن ,يا بني ,عليك ان تعترف انني لم أخطىء في جلبها الى هنا ,انتما تشكلان زوجين مناسبين ."
فضل ماريو الموافقة على كلام جده ,برغم معرفته ان ضحكات ليندا سيتبعها البكاء والنواح.

"في المساء سنحتفل قبل سفري .واصر أن يكون هذا العشاء محفورا في ذاكرتي ...هذا سيعزيني خلال غيابي ."
هز ماريو رأسه موافقا وقال:
"طلبت من ليندا ان ترتدي أجمل فستان لديها ."
أطاعت ليندا تعليماته وفي المساء كانت ترتدي فستانا من الموسلين الأزرق الناعم فبدت كأنها عائمة على غيمة .
قال لها ماريو :
"دعينا نتصرف كما لو اننا وقعنا في غرام بعضنا البعض سيذهب جدي مرتاح البال وسعيد .لا تستغربي ان تصرفت معك بطريقة حميمية وعائلية .واذا رأيت ان هذا التصرف في غير مكانه ,رددي لنفسك انها المرة الأخيرة التي سأتصرف بها هكذا .
وتذكرت هذا الكلام وهي تدخل الصالون حيث كان الكونت يتناول المقبلات مع ماريو .
عندما شاهد ليندا ,قام ماريو بوضع كوبه جانبا وراح للقائها .قبلها وأمسكها من خصرها ,فراحت ترتعش منفعلة وهمس في أذنها قائلا :
"انت رائعة الجمال ,يا زوجتي الحبيبة "
كان يلفظ هذا الإطراء بصوت عال كي يسمع جده ذلك .ثم انحنى وعانقها ببطء وشغف .
وفكرت ليندا :
"اذا كان هذا العناق مقدمة لما سيحل هذا المساء ,فماذا تبقى لآخر السهرة؟."
ضمها إليه وتقدم من الكونت مبتسما بفخر واعتزاز.
وقف جده بدوره وقبل ليندا وقال :
"انا الآن أسعد رجل في العالم ."
ابتسمت له ليندا وردت على قبلته بالمثل وقالت :
"انت الرجل القوي المتفهم ,لم أعرف على مثلك من قبل ."

روايات احلام/عبير:خدعه مصيريهWhere stories live. Discover now