لن تعشقي غيري....فانتي فتاتي

11.2K 317 9
                                    

الجزء الرابعــ...







عندما أجابت بهدوء ودون ان تتحرك من مكانها اشتد غضبه عليها وصرخ ..
_ تحركي وإلا تركتك هنا .. لن يأتي احد ليأخذك .. هيا ..
كان غاضباً جدا .. فلم تستطع سؤاله عن رالف سائق السيارة أللتي أحضرتها للمدرسة ..
ركضت بسرعة وركبت بجواره وحرك السيارة قبل ان تضع حزام الأمان حتى فتحركت للأمام
وضربت رأسها .. لم تكن الضربة موجعه ولكن إخافتها سرعته .. شعرت أن هناك شيء ما لهذا جاء ليأخذها ..
لقد كان وجهه كالصخر .. يداه تمسك بالمقود بقوه شديدة .. كلوديا تنظر له دون ان تفهم شيء .. كانت خائفة جدا من ما
قد يكون حدث وجعله هكذا .. بدا مخيفاً جداً .. ادخل يده في جيبه بعصبيه واخرج منه علبة سجائر و علبة كبريت ووضعها أمامه ..
لم تكن كلوديا تعرف انه يدخن .. هي لا تعرف عنه سوى ما تسمعه او تراه في الجامعه .. ان تحدثنا عن أللذي تعرفه فـ هو شيء قليل جداً ..
فتح علبة السجائر ليأخذ منها واحده فأسقط علبة الكبريت .. راقبته كلوديا وهي تحاول تهدئة نفسها وصياغة
سؤال عن سبب عصبيته وسرعته .. استدار لها وهو يضع ألسيجاره في فمه وقال بنفاذ صبر
_ هلا رفعتها .. ؟
نظرت له مستغربه من طلبه قبل ان تستوعب انه كان يقصد علبة الثقاب أللتي أسقطها للتو .. تحركت بسرعة كي تلتقطها من أرضية السيارة ورفعتها وقدمتها له .. لكن كل ما فعله كان انه أبقى السيجارة في فمه وأشار لها بإشعال عود الثقاب وإشعال السيجارة في فمه .. بدت يدها ترتعش قليلا وكانت متوترة جداً من قربه منها .. لم يكن ينظر لها بل كان ينظر بأتجاه الشارع ..ومع هذا كان الموقف صعب جداً .. ولكنها استطاعت إشعال سيجارته أخيرا بعد إسقاطها لثلاث اعواد ثقاب من التوتر .. حسناً الحق معها فهي لم تشعل من قبل سيجاره لأحد .. و هذا ليس بأحد .. بل هو ادوارد .. ادوارد أللذي لا تستطيع التكلم معه يريد منها اشعال سيجارته .. هذا ما فكرت به وهي تنظر له وهو يدخن بعصبيه .. لم تعد تتحمل هذا الوضع .. تشعر انها ستنفجر .. لقد طال الوضع بدون ان يقول لها شيئ .. بدأت تخاف حقاً ان مكروهاً أصاب احدهم في القصر .. هل يمكن ان تكون امها ..؟ لما يأتي هو ليأخذها .. وان كانت امها لن تتوقع ان يتأثر هكذا ابداً ..
_ سيد ادوارد ..
كان صوتها خافتاً و قريباً من الهمس .. التفت لها وكانت على وجهه نظرة استغراب من تلقيبه ومناداته بالسيد من قبلها ..
قال بنبره ساخره وكما هو المعهود بدون أي ابتسامه ..
_ ماذا هناك .. سيدة كلوديا ..؟
احست بسخريته منها فأزعجها هذا كثيراً .. لقد كانت متوتره جدا وخائفه يجب عليه ان يطمئنها على الاقل ..
تشجعت وصرخت وهي تنظر له .. - ادوارد ارجوك .. اخبرني ماذا حدث .. ؟ هل حدث لأمي شيء ..؟
نظر لها وعقد حاجبيه وهو يضع السيجاره في فمه - امك ..؟ لم يحدث لها شيء
_ اذن ماذا حدث .. لما انت مستعجل و غاضب جدا .. ما اللذي فعلته ..؟
_ ومن القى اللوم عليك ..
لم تعرف بما تجيبه بعد ما قاله . لقد كان يتكلم معها وهو ينظر للأمام .. لم يستدر لينظر لها بتاتاً .. ولم يكن يجيب على اسألتها كما يجب ابدا ..
ازعجها ذلك بشكل كبير .. تشعر انه لا يأبه بها بأي شكل .. لا يشعر بوجودها ابداً .. ولكن الان ليس الوقت
المناسب لتفكيرها السخيف هذا ... هذا ما فكرت به وهي تكاد تبكي من شدة توترها .. لن تسأله شيء هو لن يجيب على ايٍ من
تساؤلاتها .. لا تعرف لما يتصرف معها هكذا .. يستطيع ان يقول ما حدث وحسب .. لم هذا الصمت كله ..
دخل صوته فجأه افكارها فأرتبكت واستدارت له بسرعه ..
_ كلوديا ..
ضاعت في عينيه .. هذي هي المره الأولى اللتي ينظر لها مباشرة .. نحو عينيها .. هي فقط .. لقد رأت لون عينيه لأول مره ..
انهما فضيتان كأنهما احجار كريمه وضعت داخل عينيه .. كان لونهما يجعل من نضراته مخيفه وكأنه وحش .. حاولت استعادة نفسها من
داخل عينيه .. حاولت التركيز في ما يقوله .. ولاكن يبدو انه اوقف السيارة وكان ينتظر منها رد ..
_ نعم .. ماذا ...؟
_ انا على عجله من امري وليس لدي الوقت لنظرات المراهقه هذي .. هيا انزلي ..
يبدو انها بالغت في نظرها له .. ولكن لم يقولها هكذا لقد احرجها جداً .. لم تعرف بم تجيب ..
استدارت بسرعه كي تخرج من السيارة ولم تستطع النظر للخلف وهي تتقدم من البوابه الخلفيه للقصر ..
كان لا يزال واقفا ولم يحرك السيارة بعد ... لقد قال انه مستعجل لم لا يذهب اذن .. لقد بدء وقوفه هناك يزعجها ..
لم تعرف كيف تفتح هذه البوابه فـ بقيت تنظر علها تجد شيء تضغط عليه .. كان هناك في طرف البوابه ارقام كما في البوابه الأماميه
ولكنها لا تعرف الارقام السريه اللتي تفتح هذا المكان .. استدارت له فكان ينظر لها بنفاذ صبر ..
قال بصوت عالي من داخل السيارة - ثلاثه ثلاثه واحد ..
وحرك السيارة بعدها .. ضغطت على الارقام اللتي قالها وحقا ماحدث هو ان البوابه الكبيره فتحت امامها وكأنها مغارة علي بابا ..
دخلت ففوجئت بالجميع يقف في حديقة المنزل .. كانت امها تقف في الوسط و كان هناك رجل بقربها يمسك بيدها .. لم تعرفه كلوديا واستغربت وقوفه بقرب امها وامساكه ليدها هكذا .. كانت السيدة كاميليا ايضاً هناك وبقربها تقف الشقراء الجميلة .. ضلت كلوديا مستغربه من وجود الشقراء ايضاً هنا .. عندما رأتها امها جرت نحوها وهي تبكي واحتضنتها بقوه .. لم تفهم كلوديا شيء وبدأت تهدأ امها ..
كانت روزا تبكي بقوه وكأنها تريح نفسها بهذا البكاء - لقد خفت .. ضننتك ذهبتي مني .. حمداً لله انك بخير ..
_ امي اهدئي ارجوك .. ماذا حدث انا بخير ..
_ نعم .. نعم انتي بخير ياعزيزتي ..
ابعدت امي قليلا عني وكانت السيدة كاميليا قد تقدمت منا وربتت على كتف امي وهي تنظر لي بفرح كبير ..
ماذا حدث هنا .. هل حدث لي شيء .. لما امي قلقه وخائفه هكذا ..؟
_ حمداً لله انك بخير عزيزتي .. لقد قلقنا عليك حقاً ..
بدأ هدوء امي يعود لها فأمسكت بوجهي بين يديها وهي تبتسم بين دموعها .. - كدت اموت خوفا .. من جاء بك .. اين كنتِ ..؟ انتي لم تكوني مع رالف في السيارة اليس كذلك ..
استغربت كلوديا سؤال امها او لنقل اسألتها فقالت .. - نعم لم اكن .. لقد احضرني السيد ادوارد ..
لم تعرف لما قالت السيد ولكنها احست انها لو قالت اسمه بدون تلقيبه بالسيد سوف تكشف شيئا ..
اكملت بعد هذا بقلق .. - ولكن امي ماذا هناك ..؟ لم تبكين ..؟
قالت السيدة كاميليا مقاطعه الموقف الحميم بين كلوديا وامها .. - تعالا لندخل .. لقد تعبتي من الوقفه هنا روزا ..
وهذا ما حدث دخلنا للقصر مجدداُ وامي تحتضنني بين يديها .. ودخل بعدنا الرجل الغريب اللذي كان يمسك بيد امي معه تلك الشقراء المغروره اللتي كانت تنظر الي طوال الوقت بحقد .. لقد كرهتها كلوديا الان جداً .. ربما لانها كانت للتو مع ادوارد .. فكانت الغيره في اوجها ..
جلسوا في غرفة الضيوف فجلست كلوديا بجوار امها اللتي ما تزال ممسكة بيدها بقوه
وجلس الرجل قرب السيده كلوديا بينما جلست الشقراء على الجانب الاخر قرب السيدة كاميليا ..
بعد ان طال الصمت وانا انظر للجميع عدت لأمي وفي عقلي اسأله كثيره اخترت بينها الاهم - امي .. ماذا هناك ..؟
كنت اشعر بالضياع بين ما يحدث هنا .. وما كان عليه حال ادوارد .. ماذا يحدث
_ عزيزتي .. لقد ضننا انكِ كنتي في السيارة مع السيد رالف .. لقد تعرض لحادث وهذا ما اخافنا
صدمت الكلمه كلوديا بشده واطالت النظر بوجه امها - ماذا ..؟ السيد رالف حدث له حادث ..؟ كيف هو الان .. ماذا حدث له ..؟
اقلقها ماقالته امها جداً ... خافت ان يكون قد حدث شيء للسيد رالف .. يبدو ان ماكان يقلق ادوارد هو هذا ..
هل كان قلقاً عليها لهذا كان غاضب .. افرحها هذا التفكير قبل ان تفكر انه لو كان يظن انها كانت في السيارة اثناء الحادث
لما جاء ليأخذها من المدرسه .. - وكيف هو الأن امي .. ؟
_ لا نعرف .. لقد ذهب ادوارد ليراه ولم يتصل بنا حتى الان ..
_ لم لا تتصلون به انتم لتسألوا ..؟
_ لقد اتصلنا كثيراُ ولكن يبدو ان هاتف ادوارد مغلق .. لم يجب على اي من مكالماتي
هذا ما قالته السيده كاميليا .. وبعدها ساد الصمت في الغرفه حتى قررت السيدة كاميليا تعريفي بالرجل الذي كان يجلس على الكرسي المجاور لها .
كان رجل عريض المنكبين ذو قامه طويله .. وكان يبدو في اواسط الااربعينيات .. نظرته كانت لطيفه ولكن لم كان يمسك بيد والدتها بينما كانت السيدة كاميليا بعيده عنهم .. اليس من المفروض ان تكون هي بقرب امي ..
_ هذه هي كلوديا زهرة روزا النادرة ..
كان وصفها لي جميل جداً ويبدو انه ازعج الشقراء بقدر ما اسعدني .. ابتسمت وانا انظر لها
كنت سعيده جدا بأزعاجها وكأني طفله .. لقد وقف الرجل ومد يده لي فوقفت بسرعه وصافحته
قال بشكل مهذب جداً - انا دانيال .. اخ كاميليا سررت بمعرفتك صغيرتي

لن تعشقي غيري ...فانتي فتاتيWhere stories live. Discover now