Chapter 1

21.1K 538 79
                                    

رواية
على دين حبك

* الفصل الاول :

تالية

نظرت للسماء عبر النافذة كانت تبكي بهدوء .. تبكي بصمت لتنشر دموعها على الطرقات بهدوء .. اتت النادلة البدينة ذات الابتسامة المبهجة سألتني قائلة : هل تودين بأن تطلبي شيئا .
ابتسمت قائلة : ليس الان .. عندما يأتي خطيبي .
ابتسمت وقالت : حسنا .
وانصرفت لاعاود النظر للنافذة .. وكأن افكاري تحاول ان تتسلل لخزانات الماضي التي اغلقتها منذ مدة طويلة فغطاها غبار الايام واصبحت متكدسة في قلبي منسية ..
ولكن !.. صوت انبعث في ارجاء المقهى .. انها ( adele ) كان المقهى كالعادة يشغل الاغاني ولكن هذه الاغنية هزتني .. ( Hello ) ..
اتت كلماتها لتجعلني اتذكر حب قد انطوى منذ سنوات وكما قالت فيروز ( امس انتهينا ) وانتهى ذاك الحب واصبح ماضي ..
اتت تلك الكلمات لتخبرني انني مازلت عالقة بك .. ومازلت انت تسكنني ..
Hello ..its me , I was wondering if after all these years you would like to meet .
To go over everything , they said the time is supposed to heal ,but I aren't done much healing .
حقا انا لم اشف منك .. مازال حبك العظيم يؤلمني !..
...
اتذكر لقائنا الاول .. اؤمن كثيرا بالقدر وبكل مايكتبه .. وغالبا ماتأتي اجمل الاشياء في الاوقات التي لا نتوقع قدومها .. مثلك انت !..
في يوم ممطر كجميع ايام تورنتو الباردة ذهبت للجامعة .. كان الدوام الرسمي قد بدأ من اسبوع حتى انهم اقاموا حفل تعارف ولكنني لم اذهب .. مهملة انا لدرجة لا تصدق .. اخذت معي في يوم الاول احدى رواياتي كي تشاركني في وحدتي .. وصلت في التاسعة والربع كان قد بقي ربع ساعة على بدء المحاضرة الاولى .. جلست على كراسي الانتظار التي بجانب القاعة .. اتت فتاة شعرت بها تجلس بجانبي .. لم اركز في ملامحها .. الى ان قالت لي : انتي عربية .
رفعت رأسي ورأيتها .. كانت بيضاء البشرة جميلة للغاية .. جمالها شامي قلت بابتسامة : اي من العراق .
قالت بلهجة شامية : انا من سورية .
لم استغرب فلطالما عرفن الشاميات بجمالهن .. قالت لي : انا اسمي روان .
- عاشت الاسامي اني تالية .
دخلنا معا وحضرنا المحاضرة الاولى بعدها كانت لدينا محاضرة اخرى وهي رياضيات .. ففي الفصل الاول ندرس المواد الاساسية للتخصص بعدها نتوغل بمواد التخصص ..
قالت لي روان اثناء دخولنا للمحاضرة : استاز الماث كتير كيوت هلأ رح تشوفيه .
- همة كلهم كيوت وهيجي مبتسمين يحسسوج الحياة حلوة .
وقد حضرنا المحاضرة لم اكن اعير شئ اهتمام .. لا اعلم كيف لم ابدي اي اهتمام في ذاك اليوم رغم لقائي بك !.. من المعروف ان الشخص في اول يوم يحمل كما من الفضول لاستطلاع كل شئ .. الا انا !..
وانتهى اليوم الاول بهدوء .. تلاه اليوم الثاني حتى الاسبوع الاول ..
بدأت اذاكر مافاتني في الاسبوع الذي تغيبت فيه .. حتى وجدت موضوعا لم افهمه .. كنت خجولة حينها لم اعتد على هذا العالم الكبير وكيف اتصرف في الجامعة .. فكرة انني اصبحت فتاة كبيرة ليست طالبة مدرسة كانت تربكني ..
الى ان قررت ان اسأل استاذ الرياضيات في ذاك الموضوع بعد انتهاء المحاضرة .. خرج الجميع من القاعة فسرت الى مكتبه الموجود في الزاوية بجانب تلك النافذة الكبيرة .. اقتربت وقلت : عفوا استاذ لدي سؤال .
حينها وقعت عيني عليك !.. او بلغة اخرى رأيتك جيدا !.. وكأنني طوال الفترة التي مضت لم انتبه لوسامتك !.. حتى انني صدمت من نفسي فأنا شديدة الملاحظة .. عيناك السوداوتان .. شعرك الاسود وبشرتك البيضاء .. مع انني لا احب ملامح الرجل الا الشرقية ولكن احببت ملامحك .. قلت لي بابتسامة واسعة : بالطبع .
شيئا فشئ بدأت الاحظ طريقتك بالكلام .. حركة يديك التي تستخدمها كثيرا لتوصيل الفكرة .. حتى نمط ثيابك كان يختلف عن بقية الاستاذة .. كيف ولا وانت اصغرهم !.. واكثر جنونا !..
شرحت لي حينها بوجود روان .. فلطالما كنت خجولة من التحدث مع الرجال ولكن بدى لي الحديث معك اكثر راحة واكثر جرئة ..
مازلت اتذكر كلام صديقتي المقربة سارة عندما اخبرتها انني ارتحت لك وبدأت اتحدث معك وانني تخلصت من عقدة الخجل : لا بعدج تستحين بس الفرق انه اجنبي .. لونفسه وعربي جان قعدتي متوترة وياه .
سألتها بحيرة : ليش ؟.
- لأن لو واحد عربي حتخافين وتقولين شحيقول عني والعربي متوقع الادب ويعرف حدود البنية الشرقية .. بينما الاجانب عادي محد يظن ظن موزين .. يعني عدج اقل شقة ويا واحد عربي هسة يعتبرج خفيفة .. مو الكل يفهم ان عفويتج .
- صح .
ومضت الايام وانا اراقبك عن كثب !.. استغرب كيف لي ان استيقظ كل يوم بنشاط لأهم بتجهيز نفسي والتحقق من اناقتي ومظهري قبل الخروج !.. يوما بعد يوم كنت ازداد اعجابا بشخصيتك المرحة العفوية .. اوربما المجنونة ...
فلطالما كنت تتفوه بكلمات نسميها نحن ( عيب ) ولكن الجميع يضحك لخفة دمك .. سيرك في الممرات الجميع يحبك ويحيك فأنت قريب من الجميع وصديق للجميع .. تدخل لتجلس على الكرسي واضعا قدميك على الطاولة وكأنك في منزلك .. فتضع بيان يدها على فمها قائلة بضحك : لك شو هاد .
- ههههههه مخبل وربي .
حتى ذاك اليوم عندما كنت اريد ان اسألك سؤالا .. ( سبحان الله ) فجأة اصبحت مهتمة للمادة !.. اقتربت من مكتبك الذي في القاعة وقلت لك : لدي سؤال .
ولكن ورد بيان مكالمة فخرجت من القاعة تركتني معك !.. كم احببت اسلوبك في الشرح قلت لك : لم افهم هذه المسألة .
امسكت قلم السبورة وناولتني اياه وانت تجلس على كرسيك والسبورة بجانبك .. قلت : حليها .
- ههه كيف !.
- امسكيه .
- لا اعلم .
قلت ساخرا : لاتعلمين كيف تمسكين القلم !.
رفعت حاجبي وقلت بسخرية : لم اقل كذلك .
- اذا خذيه .
اخذت القلم من يدك وبدأت انت تخبرني عن المسألة كي احلها .. وحللتها بمساعدتك .. نظرت للوح وقلت بتعجب : واو لقد حللتها .
ابتسمت انت بثقة وقلت : انتي رائعة .
- انه بفضلك .
ابتسمت فبدأت انا احزم اوراقي التي على مكتبك .. سألتني قائلا : ماذا ستفعلين في عطلة نهاية الاسبوع .
التفت اليك وقلت : سأنام .
- ههههه وماذا ايضا .
- واكل .
- وانتي لاتنامين ولا تأكلين في الايام العادية !.
- بلى ولكني سأفرط بذلك .
- هههههههه انتي رائعة .
ابتسمت بخجل واخذت اغراضي وخرجت اخبر روان التي انهت مكالمتها : ااااااااه يمة قلبي مداقدر .
روان : لو انا مكانك كنت بحتفظ بالقلم .
- ههههههههههه شدعوة .. بس قالي اخبل .
- ههههههههه حكيت لكل رفئاتي عنو رح يجنو بدهون يشوفوه .
- ههههههههههه .
....
وتوالت الايام وانا الاكثر نشاطا وتفاعلا في محاضراتك .. مازلت ابتسم كلما تذكرت ابتسامتك الدافئة التي تهديها لي عندما اجيب اجابة صحيحة .. او عندما تغمز لي بعينك وانت تقول بطريقة طريفة ...
كان حديثي عنك يشد انتباه صديقاتي كثيرا يضحكن ويعلقن وهن معجبات بك بسبب حديثي عنك !..
وانا ايضا كنت اعتبر مايحدث شئ جميل .. كلمات عابرة منك .. نظرات .. رؤيتك .. كلها اشياء تجعلني اتحمس وابتسم وافرح ..
لم اكن اتخيل انها ستتحول لمشاعر حقيقية ... ثم عشق .. ثم الم .. لينتهي به المطاف لفراق !..
ماكان بيننا يحكى عنه في نطاق المزاح .. ان تجاوز هذا الحد اصبح محرما !..
بل حتى مجرد التفكير فيه جنونا !..
فأي جنون خضناه معا !..
...

اتذكر ذات يوم ناديتني بأسمي بعد ان انتهت المحاضرة : تالية .
بقيت متوقفة في مكاني حتى خرج الجميع .. قلت لي وانت تبتسم : مامعنى اسمك ؟.
- انها التي .. ممم حاولت ان افهمك بغلتك .. الفتاة التي تقرأ القران .. ولكنها ليست اي قراءة بل تكون بطريقة معينة .. اقصد قراءة كتابنا نحن المسلمين .. هل فهمت !.
قلتها وانا ارفع حاجبي ضحكت وقلت : ههههههههههه نوعا ما .. انه جميل .
...
لم احاول ان اختلط بالعرب في الجامعة .. احب ان ابقى علاقاتي محدودة .. فغالبا ما في الغربة يصبح ابناء البلد الواحد اكثر معاداة لك عن غيرهم ..
فقط روان كانت تلازمني .. هي ايضا تعاني من الحب .. بل هي تحتضر يوميا شوقا لحبيبها الذي في تركيا بعد ان ترك سوريا مدمرة خلفه ..
كم احب سوريا .. فهي كانت كالخالة لنا نحن العراقيين عندما مرض موطننا العراق .. وكما قيل فالخالة والدة !.. سنوات قضيناها هناك الى ان اصيبت هي بالمرض فأصبحنا نعاني مثل بعضنا ..
ولأن روان تحب العراق كثيرا فهي دائما تطلع على صفحات عراقية على مواقع التواصل وبهذا الشكل فهي تفهم كل ما اقوله جيدا ..
انا وروان نعاني بسبب بلدينا ..
برغم انني قضيت خمسة سنوات في كندا ولكنني احمل هويتي العراقية معي في كل مكان .. اتبرج بها حتى يظهر في ملامحي انني عراقية .. حرصت دوما على ارتداء بعض قطع الاكسسوار التي تحمل اسم العراق او ترمز له .. حتى غلاف هاتفي كان على شكل علم العراق ..
وثاني اكثر شئ كنت افتخر به في غربتي هو ديني .. انا لست ملتزمة .. ولست بانسانة كاملة .. ولكنني مؤمنة جدا بالله .. حتى حجابي اقتنعت به فارتديته بارادتي .. احببته كثيرا ولاسيما في بلد غربي .. كنت افتح به كثيرا .. اشعر به بأنني مميزة لأن اغلب العرب الذي هناك قد تخلوا عن هويتهم واندمجوا مع المجتمع الذي يعيشون به ...
مازلت اتذكر مرة عندما سألتك قائلة : اليس لديك فضول في ان تراني بدون حجاب .
ضحكت بجاذبية وقلت لي وانت تنظر لي بحب : ارغب بشدة .
- ولكنك لم تخبرني من قبل .
- لأنني اعلم مدى تعلقك به .
ابتسمت وقلت : ولكن بعد ان احببتك اصبحت اشعر بأنه يقيديني .
- لماذا !.
- ممم في هذه الفترة اعاني عندما اجد صديقات كثيرات لي محجبات ايضا ولكن يسمحن لحبيبهن ان يراهن بدون حجاب .
- اذا اريني اياه !.
نظرت لك بدهشة وقلت : حقا !.. ولكنك قبل قليل قلت ..
قاطعتني وانت تضحك : هههههههههه الا تعلمين انني املك شخصيتين .
- اجل !.
- شخصية الاستاذ تخبرك ان عليك فعل ما انتي مقتنعة بك .
سألتك : وجانبك المظلم !.
- يريد ان يراك بدونه .
سألتك وانا اضحك : هل اطيع الجانب المظلم !.
- اجل .
قلت لك بتحدي : سأريه لك .
بدأت اعبث بهاتفي وانا انظر لصوري التي بدون حجاب .. فجأة رأيت رسالة قد وردتني منك .. فتحتها كتبت لي : جانبي المظلم يقول انك جميلة في كل حالتك .
ابتسمت وانا ارفع رأسي وانا تزيح بنظرك بعيدا كأنك لم تفعلها .. قلت لك : دين انت مجنون !.. تخبرني ان التزم بشئ لاتؤمن به .
- بلى اؤمن .
- كيف !.
- لأنك مؤمنة به .
- حسنا ان اخبرتك انني اؤمن بأن الكحول حرام هل ستؤمن مثلي .
رفعت يدك وقلت بمكر : انا اؤمن بالاشياء التي تخصك لا التي تخصني .
- ههههههه انت مخادع .
- وانتي جميلة .
...
كان من الصعب جدا ان اتعامل مع رجل مثلك .. كامل النضوج متفتح للغاية متعدد العلاقات .. واظنك ايضا عانيت مثلي بالتعامل مع فتاة لم يدخل لحياتها رجل من قبل سواك انت !.. تتحدث معك بحذر ولا تستطيع ان تتجاوز حدود دينها ..
اسرتي لم تكن يوما اسرة متحكمة .. على العكس فهي متفتحة ليس متفتحة بشكل كبير لتنسى عراقها !.. او دينها !.. ولكنها اسرة تمنح الحرية ..
فوالدتي انسانة مؤمنة جذورها ممتدة معها توغلت في العراق لتسافر معها الى كندا .. امي قد تسمرت بشمس العراق حتى تلونت بشرتها بها .. شربت ماء دجلة حتى اصبحت ثملة بها .. ورثت منها حبي لفيروز وحبي للحدائق ..
تعشق الحدائق لطالما افتخرت بحديثها عن حديقتنا التي كنا نملكها في العراق .. تخيلت ان تعود لها يوما من الايام فتقيم بها حفلات وجمعات كالماضي .. حديقة هذا المنزل صغيرة ولكنها جنة .. مليئة بالازهار .. تحرص يوميا على ان تسقي نابتاتها بنفسها .. حتى اركان المنزل لا تخلو من انايات النباتات التي تزرعها بنفسها .. سور السلم المزين بالنباتات وعلى درجاته انيات النباتات ..
...
اما ابي فقد ورثت عنه اغلب صفاتي .. كطيبة القلب .. نسيان اي شئ بسرعة .. حبي للاطلاع والكتب .. في ظل كل مانراه من مشاكل الفتيات يوميا .. تمنيت ان ابقى مستقيما كي اصبح بابا للجنة من اجل ابي ..
اجل انا وحيدة ولكنني سأكون بابه ..
حدثت امي كثيرا عنك ولكن كاستاذ .. اعجبت بشخصيتك واحبتك ولكنها لم تتوقع في يوم ولم يخطر في بالها كمية الحب التي تحملها ابنتها لك !.. ابنتها متورطة بك !..
امي ابنتك تعاني !..
...
مازلت اتذكر ذاك الحفل الذي اقامته الجامعة بسبب الهالويين .. بدأنا نضحك انا وروان ونحن نفكر في شئ نرتديه ..
قالت : بدي اعمل مصاصة دماء .. البسي عدسات حمرة .
- فكرة تخبل زين اني وحجابي شسوي الساحرة الشريرة !.
- ههههههههه .
- اقول اني مرح اجي شلي بهالسوالف .
- بدنا ننبسط شومالك معقدة .
- مو معقدة بس مابية حيل البس .
- تعي بدون ماتتنكري .
- هو اذا كلش كلش هيج حسوي .
وفعلا حضرت الحفل .. تم اقامته في مبنى الحفلات الذي في الجامعة .. كان الحفل يبدأ في الساعة التاسعة .. كان هناك اضواء كثيرة تسطع في السماء وتشير لمن هو بعيد بوجود حفل في هذا المكان .. دخلت انا وروان للداخل كان الجو صاخبا جدا .. اضاءة منخفضة ولكن اضواء ملونة تتحرك مع صخب الموسيقى واجهزة التي تبعث الدخان .. رقص وازدحام .. لم يعجبني الجو شعرت ببساطة انني لا انتمي لهذا المكان ثيابي لا تنتمي له .. اعلم ان المحجة ليست معقدة وانها فتاة عادية يحق لها ان تعيش كل شئ ولكن في وجود صخب كهذا وهذه المشاريب لا يمكنني ان ابقى فيه ..
قلت لروان بصوت عال بسبب الضوضاء : اني رح اطلع .
- ليش ؟.
- ماريد هوسة ماحب هيج جو .
- طيب استنيني شوي .
- زين اني حطلع برا .
حاولت ان اخرج ولكن اصطدمت بأحد .. رفعت رأسي فرأيتك ابتسمت لي وقلت : مرحبا .
- اهلا .
سألتني بصوت عالي : انتي خارجة ؟.
- اجل .
خرجنا معا قلت لي : الم يعجبك الحفل !.
- بلى انه جميل ولكنه لا يناسبني .
- لماذا ؟.
اشرت لحجابي : لاجل هذا .
- هل يمعنكم الحجاب من الاحتفال .
- لا .. ولكن لا اظن انه .. ممم اقصد لا ..
ضحكت معلقا : ههههههه حسنا لقد فهمتك .
رفعت حاجبي متسائلة : حقا !.
- اجل .
نظرت لك كنت ترتدي قميصا اسود وبنطال ( jeans ) قلت : لم انت لست متنكر .
قلت بمرح : ماذا تظنين يناسبني ؟.
- ممم شخصية تظهر في احدى افلام الاكشن .
- اووه حقا مثل من ؟.
- مممم لا اعلم لأنك تمتلك اكثر من شخصية .
قلت بدراما مصطنعة : لهذه الدرجة انا مخيف !.
- لست مخيفا !.. بل مميز .
ابتسمت بسحر وقلت : كيف ؟.
- لا اعلم ولكنني اشعر بذلك .
اتت روان وقطعت حديثنا .. القت التحية عليك بعدها دخلت للداخل وانا عدت معها للمنزل ..
لطالما كنت اشعر بالفرح عندما اتحدث معك .. صديقاتي يحثنني على ان احادثك ويتحمسن لسماع حواراتنا .. صديقاتي يؤمن بحبنا ان كتب في رواية ولكن يحطمنه ان كان على ارض الواقع ...
...
بطبعي اخجل ان انظر في وجه الاشخاص الغرباء .. حتى ان بعض صديقاتي ان خرجنا معا يعلمن من يراقبهن وينظرن في عين الشخص ويعرفن مانيته .. اما انا فلا اجيد فعل هذا .. ان مر رجال بقربي ازيح بنظري .. لا افعل هذا بأسم الدين ولا اتظاهر بالكمال .. فأنا فتاة عادية اعشق العديد من الرجال الذي هم في التلفاز واملك صورهم .. ولكن في الواقع لا اسمح لأحد بتعدي حدودي .. انا عفوية وقريبة جدا من القلب كما اخبروني صديقاتي بذلك .. ولكن ربما اكتشفت هذه الخصال بي مؤخرا .. اخبرتني ذات مرة صديقتي سارة : تالية انتي متخلين احد يقرب منج .. واذا حسيتي هالشخص بدا يدخل حياتج تخربين كل شي وتبتعدين .
قلت لها بحيرة : مادري .. يمكن صح .. بس ماحب ماريد احد يدخل بحياتي .
- تخافين ؟.
- لا عادي .. بس قصص الحب الي حولينا دتكرهني بيه .
- مو انتي الي تقولين انه الحب برئ منهم !.
- صح ومغيرت كلامي .. بس الي احبه فجأة حلقاه بداخل قلبي موبس حياتي .. فجأة القاه مثل مرض منتشر بجسمي ماله علاج ومزمن ماتخلص منه .
- الحب حلو ليش تسميه مرض ؟.
- اعتقد ان اقوى حب هو الحب الي يخلينا نتألم .. لما ابجي صدق من قلبي واعاني معناها احب صدق .
حبك كان كبيرا جدا .. بقدر حزني .. تمنيت ان لا احزن ولا ابكي كثيرا .. لأنني اعلم جيدا انني كلما بكيت سيزيد حبك بداخل قلبي !..
نحن لا نبكي لننسى !.. بل نبكي فيزداد حبهم في فؤادنا ..
اعظم حب هو غالبا الذي يؤلمنا .. احببت حد الوجع !..
اتعلم ما الوجع !.. هو الذي ولد في قلبي بسبب حب مستحيل !..
حبك كبير .. ووجعك اكبر !..
...
في احدى المحاضرات تغيبت روان وكان من المقرر ان نعمل بشكل ثنائي .. كنت جالسة بمفردي نظرت لي قائلا : لم لا تنضمين لأحدى الفتيات اللاتي هناك ؟.
فعلا كان هناك فتاتين عربيتان يعملان معا .. قلت : لا يمكنني العمل بمفردي .
بدأت اعمل بمفردي ولكن وجدتك تقف بقربي .. سحبت الكرسي الذي بجانبي وبدأت تساعدني .. بل حتى ان اغلب العمل قمت به انت بالنيابة عني .. كنت قريبا مني رائحة عطرك قريبة .. من اقوى الاعداء بعد الفراق هو العطر الذي يستمر بمهاجمتنا بصواريخ الذكريات ليدمر حصون القوة التي نصطنعها !.. عطرك مميز وكأنما صنع لك لا اظن ان هناك شخص يليق به ان يستخدم هذا العطر غيرك .. مجرد ان اغمض عيني اتخيل ان احتضن جسدك الضخم لتدخل ذرات العطر لصدري .. انتهينا من العمل وبدأ الجميع يخرج .. كنت تجلس خلف تلك المنضدة الكبيرة التي امام السبورة .. امسكت بورقة العمل التي حللتها او بمعنى اخر التي حللتها انت معي .. وسرت كي اسألك عن شئ بها واسلمها .. وقفت امامك ولا يفصل بيننا غير تلك المنضدة .. لكنك لم تأخذها مني وكأنك كنت متعمدا اخذت بقية الاوراق من الطلبة الى ان خرج الجميع .. اخذت ورقتي اخبرتك عن سؤال وتأكدت من اجابته ..
عدت بظهرك على الكرسي للوراء ومددت ذراعيك للاعلى لتمد جسدك بتعب .. قلت لي : كان يوما متعبا .
ابتسمت قائلة : انت تبذل جهدا كبيرا شكرا لك .
ابتسمت بتعب : هذا عملي .. هذه اخر محاضرة لك ؟.
- كلا لدي اخرى .
- وغدا !.
- وغدا ايضا سأبقى لوقت متأخر .
اعجبتني عندما سألت عني .. تجرأت وسألتك عن مسلسلك المفضل .. قلت لي : انا احب كرة القدم الامريكية وكرة السلة .
- لا احب هذه الاشياء .
- اشياء !.
- هههه رياضة .
قلت وكأنك تتحداني : هل المسلسل الذي تتابعينه جميل !.
قلت بحماس : انه رائع .
- حسنا سأراه .. ما اسمه ؟.
- vampire dairies.
- سأشاهده وان لم يعجبني ساخصم منك درجات .
- ههههههه اتفقنا .
احببتك في ذاك اليوم لأنك انت من بدأت بالحوار معي .. لم يكن حبا كالحب الذي تورطنا به لاحقا .. بل شئ جميل ان يشعر الشخص ان هناك احد مهتم لأمره .. شعور بالدفء تسلسل لقلبي عندما ساعدتني في عملي .. شعرت بأنني لست وحيدة او ربما انت شعرت بوحدتي !..
......
اعلم انك كنت تبذل قصار جهدك محاولا ان تدخل لعالمي .. كنت اعلم كيف تتعامل معي بدون ان تلقي تلك الكلمات التي اخبرك بأنها ( عيب ) كنت تضحكني عندما تقولها بالانجليزية : aieb
حاولت ان اجعلك تقلع عنها وانت معي .. حتى محاولاتك لتتغزل بي بتلك الجراءة اجعلك لا تستخدمها .. وكأنني اتعامل مع طفل صغير اعلمه كل شئ من جديد ..
لطالما كنت تتصل بي ليالا لتحادثني وانت تشرب .. كنت لا احب ان احادثك وانت كذلك اخاف من ان تقول شئ لا احب سماعه .. اعلم ان في عالم مباح كل شئ .. لطالما اعتبروك اصدقائك بأنك مجنون لأنك تحب فتاة مثلي !..
مازلت اذكر دهشة صديقتك عندما كنا معا في احد المقاهي قالت وهي تضع يدها على فمها : انتما لم تقوما بعلاقة جسدية !.
الحب لديكم يبدأ بقبلة .. والحب لدينا ينتهي بقبلة !..
ومابين الاثنين لم نحظى انا وانت بذلك !..
مضحك !..
قلت لها بحرج : لايمهني هذا الامر .
ولكن كنت تكذب .. الجميع في عالمك يهمه هذا الامر فالنساء في عالمنا يخجلن من هذا ولكن لديكم بفتخرن به !..
حتى انها تعتبر اساءة لرجولتك !..
في احدى الليالي قلت لي وانت ثمل وانت تتنهد عبر الهاتف : ااه كم ارغب بتقبيلك .
لم اعلق ولم انهي المكالمة اكتفيت بالصمت فحسب ..
.....


في احدى المرات اقترحت روان ان نذهب لمكتبك بحجة انها ترغب بسؤالك عن شئ ما .. طوال تلك الفترة تقربي الغير ملحوظ منك .. كل شئ ظننته انه مراهقة ربما .. كم احب مكتبك اعشق اسمك المكتوب على بابه الخشبي .. بجانب الباب يوجد نافذة تطل تظهر مابداخل المكتب .. خلف مكتبك توجد نافذة كبيرة .. بها حافة كبيرة تضع انت عليها بعض قطع الزينة .. وايضا يوجد مكتبة صغيرة .. كرسيان امام مكتبك ومشغل الموسيقى الذي يذيع الموسيقى دائما .. دخلت روان الاول ودخلت خلفها اعبث بهاتفي .. مدت لك روان الورقة لتريك سؤالها اما انا فحاولت ان اتصنع عدم اهتمامي بعبثي بالهاتف .. ولكن فاجئتني مددت يدك حاملا القلم وحركته فوق شاشة هاتفي لتلفت انتباهي رفعت رأسي وانا انظر لك بابتسامة قائلة : ماذا !.
رفعت حاجبك قائلا : انتبهي .
قلت بمزاح : ولكنني افهم هذا السؤال .
نظرت لي بتحدي وقلت : حقا !.. اذا اشرحي لروان .
- أأأ .. اسحب كلامي .
- اذا ركزي معي .
فتحت عيني على وسعها وقلت : ها انا معك .
- هههههههه .
كنت اشعر بأنني مميزة لديك .. لا اعلم ولكن معاملتك كانت خاصة ...
...
اتذكر كلام سارة عندما قالت لي مرة : اني اذا ححب واحد ممكن اعوف الدنيا كلها واروح وياه ميهمني شي .
كنت موقنة انني ان احببت يوما ساحب بعمق ولكن كنت دائما اتوقف عند نقطة هل حقا سأترك كل شئ من اجل من احب !...
بأختصار انا عالقة بعالمي !.. بعائلتي بمبادئ !.. هل حقا سأترك كل شئ من اجلك !.. هل حقا استطيع ان امسك بيدك واسير معك بدون هوية !..
هل حقا انا حرة لدرجة ان اترك عائلتي ديني وتقاليدي من اجل الحب !..
اتعلم مالذي اكتشفته بسبب حبي لك !.. هو انني انسانة محافظة استغربت من نفسي .. فأنا استمع للاغاني بكثرة .. احتفل في جميع الاعياد والمناسبات .. مجنونة ولطالما احببت بعض تقاليد الغرب .. ولكن !.. عندما اقتربت مني !.. من عالمي تشبثت بقوة بردائي المسلم والعربي وغطيت نفسي به .. وكأنني بذلك اعبر عن هويتي !.. لا اظن بأنني كنت سافعل هذا ان احببت شخصا غيرك !.. ولا اظن انني كنت سأضع تلك الحواجز مع غيرك !.. ام ربما انني خفت من ان اجرف معك فتضيع هويتي !.. صدقا لا اعلم لم انا افعل هذا ولكن وجدت نفسي متمسكة وقنوعة بما انا عليه !..
كنا في يوم متخاصمين .. كان سببا تافه لأنني شعرت بالغيرة عليك ولكنني رغبت بأن اخذها حجة كي ( اتدلل ) .. قررت يومها ان ادخل للمحاضرة متأخرة .. كم يعجبني ان استفزك .. دخلت بعد عشرة دقائق رغبت بأن تطردني وكالعادة روان لا تدخل الا معي .. لم تعلق مررت بجانب مكتبك نظرت للاسفل ولكنك قلت : صباح الخير يافتيات .
تقصدني انا وروان .. لم اعلق باستثناء روان التي ردت عليك .. جلست في مكاني وطوال فترة شرحك كنت انظر انا للاوراق التي في يدي .. تسير في ارجاء القاعة وانت تشرح .. حتى تقترب من الطاولة التي اجلس عليها تقترب اكثر فتمد يدك على الورقة التي امامي وكأنك تتذكر المعلومات منها ..
بقيت واقفا بجانبي تنظر لورقتي وتشرح لهم .. وجودك مازال يربكني .. ضربات قلبي تتسارع عطرك يقيدني ..
انتهت المحاضرة قلت لي : تالية ورقتك هنا .
عقدت حاجبي اي ورقة !.. خرج الجميع نهضت واقتربت من مكتبك كنت تجلس على حافته .. ثنيت ذراعيك لصدرك قائلا : ماهذه التصرفات !.
قلت ببرود : اي تصرفات !.
- الموضوع تافه .
- انه ليس كذلك .
حاولت ان تتظاهر بأنك متفهم : تالية احتضاننا لبعض هذا شئ طبيعي .
- اما لدينا فهو ليس كذلك .
- انها زميلة ثمة ان جميع الاصدقاء يفعلون كذلك .
رفعت سبابتي وقلت بغضب : لقد قبلتها .
قلت انت باستنكار : من وجنتها !.
- مالفرق .
- هناك فرق .. قبلة الوجنة للاصدقاء .. وقبلة الشفاه للحبيبة .. اما انتي تحرمينني من كل شئ .
- لا تحاول ان تظهرني انني المخطئة .
ابتسمت بمكر : لم اقل شيئا حاولت ان اوضح .
فجأة تهورت وبعدها لمت نفسي كثيرا كثيرا .. وقفت على اطراف اصابعي طبعت قبة سريعة على وجنتك وقلت : اذا هكذا الاصدقاء .
وجريت لأخرج من القاعة .. دخلت الحمام بسرعة وبقيت انظر لنفسي في المراة كأنني قتل احدا !.. تالية كيف فعلتها !.. عيب عليك !.. هل جننت !.. لامست شفتاي وجنتك !.. سعيدة ولكن كان خطأ فادح مني !.. حاولت روان ان تجعلني اشعر بأنه شئ طبيعي وان جميع العشاق يتبادلون القبل ولكنني لم اغفر لنفسي .. عاقبت نفسي بل لمتها كثيرا ..
على الرغم من ارسالك لي برسالة قائلا : حسنا بعد هذه القبلة غيرت رأيي .
ضحكت كثيرا حينها ولكن عدت للوم نفسي

على دين حبكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن