١-احداث غريبه

566 36 81
                                    

كانت الساعه قد قاربت الواحده صباحا وفلفل لا تزال تتقلب على سريرها تصارع الارق الذى لم تكن تدرى له سببا عدا الارتفاع الشديد فى درجه الحراره . فأضائت مصباحا صغيرا على منضده مجاوره ..ثم التفتت تنظر نحو السرير المقابل وزاد ما رأته من شقائها فقد كانت مشيره تغط فى نوم عميق هادئ وهمت ان تناديها ولكنها عادت فعدلت عن ذلك مشفقه على ابنة خالتها من هذا الارق اللعين
سحبت فلفل إحدى القصص من على المنضده ..رواحت تقرأ لعل النوم يواتيها اذا ما صرفت تفكيرها عنه ..واكنها لم تستطع ان تتابع ما تقرأ بل سرحت بتفكيرها بعيدا فى سبع كلبها العزيز الذى اضطرت للسفر الى الاسكندريه بدونه وراحت تفكر فى السبب الذى دعاها للحضور مع اولاد خالتها الى هذا المكان الرائع وانفرجت اساريرها عن ابتسامه فإن الفضل فى. هذه الرحله يرجع الى اعمال الطلاء فقد انتهزت والدتها اعتزام والدها السفر الى الاسكندريه لبعض شأنه ورجته ان يأجذ الاولاد معه حتى تستطيع استدعاء عمال الطلاء لدهان جدران البيت، التى كانت بحاجه الى ذلك جدا ، وامام توسلات السيده ((علية)) (واادة فلفل)وافق اادكتور مصطفى ( والد فلفل ) لأول مره على ان يسافر ومعه الاولاد الاربعه حاى ينتهى عمال الطلاء من مهمتهم تحت اشراف ربة البيت ولكنه رفض ان يأخذ سبع واصر على. بقائه فى القاهره ولم تعارضه زوجته فى ذلك فعى تعرف حبه للهدوء واقتناعا منها ان سبع لن يسئ التصرف او بزعج العمال ..ولكن هاهى ذى الايام قد مرت سريعا وبعد يومين او ثلاثه سيعودون جميعا الى القاهره .
استيقظت فلفل فى صباح اليوم التالى متعبه ومكدوده من النوم المتقطع وجلست تتناول الافطار مع اولاد خالتها (خالد ،طارق و مشيره)،وعندها دخل الدكتور مصطفى بقامته الطويله ووجهه الجاد قائلا :- سوف اخرج لقضاء بعض الاعمال وسوف نلتقى على الغداء فى منزل الدكتور مختار فقد دعانا لتناول الغداء معه اليوم .
لم ينتظر الدكتور مصطفى ردا من احد بل خرج من الحجره وهو فى عجله من امره ..ولم تمض لحظات حتى عاد مره اخرى ليقول :-انك تعرفين منزله اليس كذلك يا فلفل؟ فلفل:- نعم يا بابا
وهنا قالت مشيره :- لقد سمعت عمى مصطفى يتحدث كثيرا عن الدكتور مختار ولكنى لم اقابله !
فلفل:- انه احد اقاربه ...ولكنه لكثرة اسفاره لا يداوم على زيارة اهله ومعارفه وهو متخصص فى علم الاثار ..وقضى معظم حياته يحوب انحاء العالم لمشاهدتها ودراسة معالمها ...وقد اعتاد دعوتنا لتناول الغداء معه كلما حضرنا الى الاسكندريه حيث يقيم بصفه مستمره لكن فى معظم المرات التى حضرنا فيها كان هو بالخارج فى مكان ما من العالم
طارق:- وهل تصحبه اسرته فى هذه السفريات؟
فلفل:- انه رجل اعزب وهب حياته للعلم والمعرفه.
خالد(مداعبا) لاغرو اذ انه احد اقارب عمى مصطفى
★☆★☆★☆★☆
وصل المخبرون الاربعه امام فيلا
الدكتور مختار ووقفو يتأملونها بإعجاب ... كانت فيلا صغيره تحيط بها حديقه منسقه تناثرت فيها اشجار باسقه مختلفه الالوان والاشكال وكأن المكان قد اقتطع من هذا العالم الملئ بالضخب والضجيج .
وخلف فلفل دخل الثلاثه الاخرون الحديقه ثم راحو يصعدون الدرجات المؤديه الى مدخل البيت وهم متطلعون لمقابلة هذا العالم الشهير وفى بهو الفيلا الذى بدا وكأنه متحف رائع زينت ارجائه بتحغ من الشرق والغرب ..فهنا تماثيل من الخشب وسن الفيل ..من افرقيا ..وهنا بارافان مطعم بالاحجار الكريمه من احدى بلاد الشرق الاقصى ..وهنا اوان للزهور ..ومنافض للسجائر من مختلف البقاع والبلدان وعلى الجدار لوحات من الخشب المحفور لبعض المعالم الهنديه والصينيه .وقف الاربعه يلتفتون حولهم يمينا ويسارا وقد اذهلتهم هذه المجموعه الضخمه من التحف واقافو على صوتا هادئا مرحبا يقول:- اهلا فلفل مرحبا يا صغيرتى كم تغيرتى عن اخر مره رايتك فيها منذ اكثر من عام وهنا اندفعت فلفل نحوه و قالت :- اهلا عمى مختار كم يسعدنى ان اراك مره اخرى ...ثم اشارت الى اولاد خالتها قائلة :- لى ان اقدم لك اولاد خالتى الذين يقيمون معنا منذ سفر والديهما ،وتقدم خالد وطارق ومشيره ليصافحو الدكتور مختار وفلفل تعرفه بهم ..ثم جلس الجميع فى بهو الفيلا وراحو يتجاذبون اطراف الحديث ولم تمض فتره حتى سمعو رنين جرس الباب الخارجى ثم خطوات الدكتور مصطفى الذى استقبله صاحب البيت بالترحيب الحار وقاده مع الاخرين على الفور الى مائدة الطعام فقد بدأ الجميع يشعرون بالجوع .
كانت وجبه شهيه جلس الجميع بعدها يتجاذبون اطراف الحديث عندما تقدم الخادم وهمس بشئ فى اذن الدكتور مختار ولكنه هز رأسه قائلا :-ليس هناك داع ياعبده طالما ان اللص لم يتمكن من سرقة اى شئ ..وارجوك الا تشغل بالك بهذا الموضوع ودع الامر لى .

(المغامرون الاربعه)لغز تمثال بوذاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن