[1]

176 17 55
                                        

 ودعَ النُجوم ودخل قاعة الطعام، لتتأقلم عيناهُ سريعاً مع الإضاءة الذهبية الخافِتة،  وقد شمَ رائحة الخُبز والسمك التي  تكادُ  تطغى على رائحة البحر التي يشعُر بِها ثقيلة مِن حوله بِشكل مُريب

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

ودعَ النُجوم ودخل قاعة الطعام، لتتأقلم عيناهُ سريعاً مع الإضاءة الذهبية الخافِتة،  وقد شمَ رائحة الخُبز والسمك التي  تكادُ  تطغى على رائحة البحر التي يشعُر بِها ثقيلة مِن حوله بِشكل مُريب.

حيّاه زُملاؤه وكِبار الجُنود. فابتسم لهم بِتكلُف،  وشرعَ بِتناول حِصته قبل ان يتِم التِهامها, فاذا اصغى لانعِدام شهيته ورغبته في الأكل فـسيبقى جائعً، رُبما لأيامً بعدها,  قبل ان يُرمى كطُعمً ركيك لِوجبة غذاء دسِمة.

اجبرَ نفسه على ابتِلاع عِدة قطمات, قبل ان يتوقف فجأة! حالما احسَ بِشيءً ثقيل يلُف عُنقه كالثُعبان.

جمِد عن الحراك، و حاول الهدوء والتنفُس، لكِن الهواء لم يدخُل،  لم يتحرك.

فتوسعت عيناه حين زاد بِه الأختِناق, فرفعَ يداه يتحسس عُنقه، فتح ازرار ياقته وارخاها،  وقد بائت كُل محاولاته لصيد شهيقً واحِد بِالفشل.

" آرثر؟ ما الخطب؟"

رفعَ عينيه المرتعشة الى وجوه زُملاؤه التي تُحدِق بِه بِفزعً وقلق.

فتصبب العَرق مِن جبينه رُغم بُرودة الجو.
اذ بات قلبهُ يضرب صدره كالطُبول, تلاشت الأصوات، ولم يبقى إلا صفيرً حاد يصرُخ بِأُذنيه، وصوتً صاخِبً لِلأمواج.

شعرَ بيد تمتد لِكتِفه وتهُزه، واصواتً اُخرى تصرُخ بِاسمه.. لكِن كُله كان بعيدً ومُشوشً.

" تنفس.. خُد نفساً! "

" تنفس! "

" آرثر؟! "

نظر اليهم بعينان ضبابية، ثُم تحركت قدميه بِبُطء تجُرانِه بعيدً عن المقعد, رُغم كونه لم يأمُرهُما بِشيء,  و يده دفعت زميلة بعيدً كأن جسده اصبحَ آلة لا يتحكم بِها.

خطا خُطوة.. ثُمَّ خُطوة أُخرى مُترنِحة سريعة، ومن وسط ذُهولهم وصرخاتهم غادر القاعة وكُله يتوق لِنفسً واحد، اذ بات صدرهُ يشتعِل كالنار والأختناق يقتُله.

عُمقِ المُحيطWhere stories live. Discover now