وربما ابدا

21 1 0
                                        


الساعة الثالثة صمتًا بعد منتصف الليل
أعيش في عالم لا ينتمي إليّ
عالم يشهد على وجعي دون أن يكترث.
لا أصدقاء يسمعون
ولا أهل يشعرون
وكأنني لست جزء من عالمهم
كل ما أتمناه الآن هو أن تمر الأيام
بلا صوت، بلا وجع، فقط تمر.
اليوم يا عزيزي لم يكن يوماً عادياً
بل كان ثقيلاً على روحي حد الانكسار.
أشعر وكأنني جسد بلا روح
كتلة من التعب المعلّق بين السماء والأرض. لا حزن واضح يشفع لي، ولا سعادة تُضيء لي طريقي.
مجرد إنسانة تائهة
لا تدري إلى أين تمضي، غارقة في صمتٍ أشبه بعاصفة تلتهمني من الداخل.
أدركت متأخرة
أن ليس كل ما تسعى اليه يسعى اليك
وليس هناك نسيان ونحن فقط نعاود العيش بأيام مختلفة لجمع لحظات تغطي على ذلك الشيء الذي نحاول نسيانه.
ليس كل مايرحل يستحق التمسك والبكاء ربُما دخل لحياتك فقط لأنه وجد فيك ما لم يجده عند الأخرين..
وليس كل ما يتمناه المرء يستطيع تحقيقه
لطالما تساءلت أين تذهب احلامنا الضائعة؟ هَل للقدر صندوق يحمل احلامنا داخلهُ؟
أم انها تذهب لأشخاص لم يحلموا بها ابدًا !
ولماذا يدخل أنسان حياتنا ليذهب حينَ ذاك؟
وَلِما المشاعر عندما نُنسى لا تذهب من داوخلنا نحن ايضًا؟
لِمَا هذا التمسك والعَناء ..
وهم في هذا القرب البعيد !
تزاحمت هذهِ الافكار في رأسي الليلة
ولقد نجوت بأعجوبة من عقلي
فأنا وهو كشخصان مختلفان يتقسمان القلب ذاته ... الروح ذاتها
لسَتُ ممن يفَصح عمّا به
ولا انحني باكية أمام أحدهم
أستلقي على ظهري وحيدة في الظّلام
أتأمّل الفراغ أرى مخاوفي أمام ناظريّ
وتبدأ الأفكارُ المُرعبةُ تطرقُ باب عقلي لتنهشه وبكلّ استسلامٍ وخنوع أدعها تدخل
ليعاودَ الألم أجتاح جسدي من أخمص قدميّ حتّى رأسي
والنّارُ تشتعلُ بأعصابي
فأغدو جثّةً حيّةً
لا تشتهي شيئاً سوى أن تنام بسلامٍ وهدوء
ولكنّها لا تلقى مرامها!
اشعر وكأن جدران كبيرة انهارت فوقي !
الألم الذي داخلي كبير لدرجة لا قوتي ولا قوة أحد تكفي لسحبه..
على آمل الحصول على أجوبة رُبما في الايام القادمة وربُما أبدًا .

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Mar 17 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

مذكرات منتصف الليل (مكتملة )Where stories live. Discover now