"معجزتي "

22.2K 811 81
                                    


"يقال ان لكل شيئ في الحياة ضريبته وحتى

السعاده فضريبتها كبيره "

لا أعلم فعلا ما الذي أكتسبته من هذه الحياة لأتلقى ضريبتها بهذا الشكل المؤلم
احيانا اخبر نفسي بأن الأشياء الجيده مازالت مخبأه لي في طيات المستقبل وربما دفعت انا مقدما ثمن ما سأجنيه من السعاده مستقبلا ..او هذا ما كنت أتأمله حتى قابلته !
لقد قلب حياتي رأس على عقب هز كياني وحطم حدودي البائسه في الاروستقراطية والسلام المبالغ فيه الذي أعيشه

أدعى أكاني أنا فتاة في السادسه عشر من عمري في المرحله الثانويه نشئت في بيئه فخمه

توفيت والدتي اثر مرض السل الذي اصابها وبات ينخر فيها الا ان قتلها اصبحت امقت رؤيه الدماء ولونها بسبب ماعايشته امي وما رأيته من بقع حمراء تملئ مناديلها شديدة البياض وهذا كان اخر ماتبقى منها حين رحلت ..

أعيش حاليا مع والدي في منزلنا او بالاحرى في ذاك القصر الكبير العتيق الذي يعج دائما بالنبلاء والحفلات الراقصه

في احدى ليالي ديسمبر البارده
كنت جالسه قرب النافذه واحتسي كوبا من الشاي الساخن واضعتا معطف على كتفاي وانا اتكئ على حافه النافذه الكبيره المطله للخارج ...الظلام كان حالكا والهدوء قد عم المكان كنت أتأمل ببطئ منظر الثلج الذي يتساقط بنعومه لمحت طفله صغيره تركض في الشارع بدت مذعورة وهي تلتفت يمينا ويسارا وكأنها تبحث عن مكان للأختباء فيه
بعد ان اتخذت قرارها ركضت نحو احدى الأزقه عقدت حاجباي ووضعت كوب الشاي خاصتي جانبا ارتديت معطفي وهلمت للاسفل لمساعدتها فربما قد افترقت عن والدتها ولم تستطع العوده بهذا الجو المثلج تبعت الطفله ودخلت خلفها في ذاك الزقاق الضيق المقابل للقصر

..كان الظلام حالكا للغايه فكنت اخطو خطواتي بحذر والخوف اجتاح قلبي كلما تقدمت ازداد الظلام اكثر فتحت فمي لأناديها ..فسمعت صوت طلق ناري في نهايه الزقاق وشراره الطلقه قد أضائت المكان لثوان معدوده لألمح أجساد ثلاثه رجال يحيطون بجسد ممدد على الارض بلا حركه وعلى الأرجح انه عائد لتلك الطفله الصغيره

تجمدت في مكاني وعجزت عن الحركه ازدادت دقات قلبي وساقاي باتت ترتجفان
عدت للخلف قليلا لأهرب فأنا لا اجرؤ على التقدم أكثر
واللعنه على حظي فقد دهست على بعض أكياس القمامه حينما تراجعت لينتبه الي اولئك الرجال
سمعت اصوات اقدامهم وهي تقترب نحوي

قال ثالثهم بصوت مرتفع : "لا تتركونها تهرب "

انتزعت قدماي من على الأرض والتفتت بسرعه لأخرج من هذا الزقاق المشؤوم وصوت داخل رأسي يصرخ
"ما الذي أفعله هنا "
" لماذا ال بي الحال الى هذا "

انا لن اتخلى عنك رغم هذا !! (قيد التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن