الدّجّالون

الدّجّالون

وذات صائفة، عقدت المجرمة الخطيرة فادية بائعة الكرواسون اجتماعا مع ربيعة بائعة الأحذية والأستاذة حنان وسهى بائعة الملابس المهرّبة في مقهى سرّيّ في دكّان الكرواسون، وقد استنكرت النّساء المجتمعات كثيرا تصرّفات الكثير من الرّجال وأخلاقهم الفاسدة على حدّ زعمهنّ وشدّدن أنّهنّ لن يسمحن لمثل هؤلاء الأجلاف أن يحكموا العالم، وقد كانت النّساء المجرمات المجتمعات يعددن لمؤامرة خديعة خطيرة جدّا للعالم. وعلى إثر ذلك، عقدت سهى اجتماعا بعدد من الثّوّار والمتحمّسين الملخبطين والذين يعانون ضياعا وجوديّا، وشرعت تمارس عليهم الخديعة السّياسيّة الخطيرة.

وفي خضمّ تلك الأحداث السّاخنة، عقد رجل الأعمال رمزي اجتماعا بعدد من الشّباب وشرع يقحمهم في فكرة جدّ رائدة تتعلّق بمشروع إصلاح اقتصاديّ دوليّ يتعلّق بتجميع الشّركات التي تشترك في الأهداف في منصّة الكترونيّة قصد التّعاون سويّا، وقد كان جميع هؤلاء الرّجال محكومين بالغفلة والنّوايا الطّيّبة وكانوا متأثّرين بعمق بعدد لا بأس به من أخطر النّساء في العالم وكانوا يحسنون الظّنّ بهكذا مجرمات. وبعد ذلك، عقد رجل الأعمال رمزي مؤتمرا صحفيّا خارقا للعادة للتّعريف بمشروعه الاقتصاديّ الثّوريّ وما سينبثق عنه من مشاريع لاحقة، وقد ناشد رمزي وسائل الإعلام الدّوليّة التّعريف بأفكاره ودعم من يملكون أفكارا ومبادرات مشابهة له إعلاميّا.

وذات ليلة، عقدت الأستاذة حنان لقاء منفردا مع أحد الصّحقيّين من أصدقاء رمزي المقرّبين ويدعى وليد، وشرعت حنان تدجّل على وليد وتغرقه في الخديعة السّياسيّة والإعلاميّة وتدمغج عليه وتغسل دماغه. وخلال نفس الأسبوع، عقدت الحقوقيّة نفيسة مؤتمرا صحفيّا دوليّا ثوريّا للغاية للتّعريف بقضيّة الاختفاء القسريّ لصحفيّة تشيكيّة فضحت حقائق خطيرة ولتسليط الضّوء على نضالات وتضحيات تلك الصّحفيّة التّشيكيّة ولتحريض الصّحفيّين الدّوليّين على فضح المافيات السّياسيّة الدّوليّة في العالم.

وفي تلك الأثناء، عقد الصّحفيّ وليد اجتماعا مع عدد من الشّباب من مصمّمي مواقع الانترنات وتحالف معهم في مشاريع اقتصاديّة وإعلاميّة دوليّة واهمة لا تقود إلّا نحو الخراب الأكبر. وإثر ذلك الاجتماع، قام هؤلاء الشّباب المخدوعون بتصميم مواقع على الانترنات، وقد كانت مواقع مغرية غالطوا بها الجمعيّات والشّركات والقنوات الإعلاميّة الدّوليّة، وقد أخدلوا بذلك عددا كبيرا من العاملين والرّوّاد والمبدعين والمناضلين حول العالم في لخبطة كبرى وفي دوّامة ضياع تبدو في بداية الطّريق كسير نحو مشاريع خارقة للعادة وخلّاقة ونحو نصر كبير والحال أنّه وهم خطير.

وخلال فجر خريفيّ ممطر، عقدت الأستاذة حنان اجتماعا بعدد من الشّباب الثّائرين والمبدعين وأصحاب المشاريع والمبادرات وراحت تدجّل عليهم بجرائم قتل وقضايا اختفاء قسريّ كاذبة وبعدد كبير من الأوهام السّياسيّة الكبرى، وقد اتّهمت حنان في كلّ ذلك بعض الحكومات الأوروبّيّة حتّى تصرف نظر هؤلاء الشّباب الغافلين عن جرائم المافيات السّياسيّة الدّوليّة الحقيقيّة. وقد قام الشّباب المغرّر بهم من طرف حنان إثر ذلك بمغالطة عدد من الصّحف والقنوات الإعلاميّة حول العالم بالأوهام التي أغرقتهم فيها حنان وقد حفّزوا تلك الصّحف والقنوات الإعلاميّة الدّوليّة للقيام بتحرّكات ثوريّة دوليّة ضالّة وواهمة تقحم الصّحفيّين والمصمّمين والمبدعين ورجال التّكنولوجيا ولا تقود إلّا نحو الخراب الكبير.