الفصل الأول

ابدأ من البداية
                                    

..............................................

حالتها المزاجية الرائقة استحثتها على تمضية سهرتها في مشاهدة الأفلام الرومانسية على حاسوبها المحمول، ومعايشة لحظات مفعمة بالشوق والمشاعر المرهفة، لهذا أعدت العدة لذلك، وجلست باسترخاء على فراشها، ثم بيدٍ أمسكت بالمشروب، وبالأخرى قطعة من البيتزا، انتفضت في عينيها فراشات الحب حينما غازل البطل محبوبته بطريقته المخضرمة، لم تشعر بالابتسامة المشرقة التي بقيت تتراقص على ثغرها مع كل مشهد يعزز من تعميق المشاعر بين البطلين. فجأة انفلتت منها صرخة مستنكرة عندما انقطع التيار الكهربي، وتجمدت الشاشة للحظاتٍ قبل أن تنفصل نهائيًا لكون جهازها لا يعمل بالبطارية المشحونة. نفخت عاليًا وأخذت تدمدم في استياءٍ:

-هي كانت ناقصة الكهربا تقطع؟!!

تركت كوب المشروب، وما تبقى من قطعة البيتزا في الصينية المجاورة لها، وسحبت منديلًا نظيفًا لتمسح البقايا من يديها وهي لا تزال تشكو:

-حتى الحب الوهمي مش عارفين نعيشه!

أدارت رأسها نحو هاتفها المحمول المتروك على جانب الفراش الأيسر عندما صدح رنينه مبددًا السكون، استطالت ذراعها لتلتقطه، وأجابت عليه فور أن رأت صورة رفيقتها تحتل شاشته:

-أيوه يا "بسنت".

سألتها رفيقتها في صوت يبدو للوهلة الأولى باكيًا:

-إنتي صاحية؟

في شيء من الاستغراب المستهزئ أجابتها:

-أومال هرد عليكي إزاي؟

اندفعت تقول دون مقدماتٍ تمهيدية أجبرت "بهاء" على تحفيز كافة حواسها واستنفارها دفعة واحدة:

-طب في مشكلة كبيرة حصلت، واحنا عايزينك معانا فيها!

..................................................

على هذا الفراش الناعم –متوسط الحجم- جلست الشابات الأربعة في حالة جمعت ما بين التحفز والضيق، يواسين صديقتهن الخامسة، تلك التي تبكي بحرقة على ما وصفته بخيانةٍ عظمى لا تغتفر، من قِبل من اعتبرته حب حياتها اليافع. استلت "ميرا" المخدوعة منديلًا ورقيًا نظيفًا آخرًا من العلبة التي أفرغت ما يقرب من نصفها، لتمسح أنفها الرطب، وأكملت شكواها المريرة:

-أنا مجرد رقم في القايمة بتاعته، واحدة بيتسلى بيها، لحد ما يشوف غيرها تلفت نظره وتغريه، وبعد كده أترمى في الزبالة.

فداحة مشكلتها معه، لا تكمن في كونها قد أفرطت في التعلق به، بل لأنها وضعت كامل ثقتها بشخصٍ أجاد استغلالها من كافة النواحي العاطفية والوجدانية، فجاءت الصدمة قاسية وموجعةً لها بشدة. تكلمت "بسنت" في غيظٍ وهي تشير بيدها:

ضبط وإحضار - قيد الكتابةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن