حيث إنني منذ رحيل زاكرِياس وأنا لم أستطيع أدخال الطعام في فمي، أكلت من الندم والحزن ما يكفي لأشباعي لمدة طويلة، حتى عندما أتناول شيئاً فأنني أستفرغه، لأنني بالفعل مُشبعة بتلك المشاعر ولا أقوى على تناول أو شرب شيئاً غير الماء.

لقد تركته لِيموت وحده بين الغرباء

أستمر لورنس بسؤالي أن كُنت أريد الطعام طوال هذه الأيام، وكان جوابي دائماً هو 'لا شكراً لك'، كما هو جوابي الآن، "كلا، شكراً لك لورنس."، لقد كان واضحاً من نبرتي إنني قد نفذت طاقتي، ومن الجيد إن لدي طاقة مُخزنه بِمكان ما تجعل صوت حديثي مسموعاً للآخرين.

عدى إنني لم أتحدث مع أشخاصٍ كُثر منذ يوم المحاكمة التي حدث ولا حرج إنها لم تقف ضد عائلة زوِيلد، بل حتى ولي العهد قد شهد له بالبرائه، بعد أن صُدِمت من الشاهد الذي أحضرته لكي يشهد لي وشهد ضدي، ثم أهانتي للأمير قبل أن أخرج من عتبة أبواب المحكمة العليا بِسبب غضبي الشديد وخيبتي.

والآن الناس يضنون إنني أتصرف كالأطفال المجانين والمُراهقين، أما الأمير بالتأكيد بعد أهانتي له، لن يسامحني، أنا بالمُقابل لو لم أكن بِحاجة لرأس كبير يقف بِجانبي لن أطلب مِنه السماح أبداً، كان عليه التفكير قبل أن يشهد لقاتل، لكنني مُجبرة على صفه بِجانبي لأنني لست مُتأكدة إن كان يقف بِجانب زوِيلد حقاً أم إنه فقط شهد لعدة لحظات لكي يبرأ نفسه ويقوم بِواجبه إتجاه شعبه وأتجاه ضميره.


أما إذا كان رايَن زوِيلد موجوداً عند الأمير تلك الساعة حقاً، وأن شهادة ولي العهد ليست زوراً، هذا ليس دليلاً كافياً على إنَّ رايَن ليس قاتلاً، يُمكنه أن يرسل أشخاصاً لكي يقوموا بِحرق المنزل وهو متواجد بِجانب ولي العهد، ثم يهرع بعد ذلك مُسرعاً لكي يُمثل إنه خائف على فتى شقيقته.

وما زال إلى الآن يحتفظ به بِمنزله، بِمنزل القاتل، وهذا ما لن أسمح به أبداً، لن أدع قاتل زاكرِياس يأخذ حضانة فيكتور حتى وإن كان عمه ويحمل دمه، ليس ذنبي إن عم فِيكتور، رايَن زوِيلد هو من قتل أبيه، عليَّ فقط أن أسحب فيكتور لجانبي.


فيكتور والأمير يجب أن يكونا بِجانبي مهما كلفني ذلك من ثمن، عدت أنظر إلى واقعي حين تحول نظر لورنس خلف كتفي إلى المكتب الصغير، الذي كان يجمع مجموعة رسائل فوقه، رسائل تعزيّه وأستفسارات عن الأعمال التي سوف أشرف عليها مُستقبلاً، لكن كان نظره مُثبّت على تلك الرسالة المشؤومة، "هل قرأتيها سيدتي؟"، أبعدت يدي عن الباب ثم تقدمت أسير إلى المكتب، أبعدت يدي عن الباب أشارةً على إنني أسمح له بالدخول، وهذا ما فعله لورنس، دخل يلحقني ثم توقف خلفي، أمسكت بالرسالة ثم قلبتها، لقد فتحتها مُسبقاً بالفعل، مددت يدي أقدمها له بِعدم أهتمام، عكس محتوى الرسالة الذي أحرق قلبي، والآن لا أملك طاقة لكي أشرح له حتى لذا أنتضرته لكي يقرأها بنفسه.

أحمـَـر || REDWhere stories live. Discover now