26- | النهـاية |

Comenzar desde el principio
                                    

كان يسبح بالفضاء من خفة سعادته حتى لاحظ ابتعادها، فإعتذر من "روز" وركض خلفها يقول باستفسار:
-" دارلين، إلى أين؟"

دارت ناحيته تجيب ببسمة وهي تحاول تخبئة النار الناشبة داخلها:
-" إلى مكان يشبهني أنا وأوين"

-" هذا هو مكانك دارلين، ستعيشين هنا من اليوم."

ابتسمت باستخفاف:
-" بصفتي من؟"

-" بصفتك من العائلة!"

طالعت روز عن بعد واطالت النظر بها، فلاحظ هو والتفت ليتأكد ثم قال:
-" لم أقصد يومًا أن اشعرك بما تشعرين به الآن دارلين، أنتِ تعلمين هذا جيدًا أليس كذلك؟"

أومأت بعينين دامعتين عدة مرات ثم هربت ببصرها إلى أوين الذي عاد لحالته وقالت:
-" على أي حال.. أنا سعيدة لأجلك صدقني"

تنهد بحزنٍ دون حديث ليأتيه قولها المنسحب:
-" سأذهب تَيم، ليس مكاني ولم يكن يومًا"

دارت تخطي خطواتها المنسحبة ليقول هو بعلوٍ:
-" إلى أين؟"

التفتت له تقول ببسمة ذات مغزى:
-" إلى الجحيم"

ضحك رغمًا عنه وهو يتذكر تلك الأيام، فقال لها مختتمًا:
-" سأنتظر عودتك.. بأي وقت!"

-" بالتأكيد سأعود، أيها المظلم."

تأمل طيفها الفارغ بحبٍ ثم عاد إلى رفاقه، وتزامنًا مع عودته خرجت ق"وت" من فوهة القصر برفقة "نيثان" و"تالين" التي امسكت بين يديها وجنتا "تيم" وبدأت بالنحيب، تبكي على شقيقها وزوجته تارة، وتارةً أخرى تحتضنه وهي تتذكر هيئة ابنها العزيز "فارس".. يصبح من الصعب أحيانًا أن يصدق العقل واقعًا فرض عليه، فرغم تعدد الدلائل وتيقن القلب يظل هناك ركن صغير بعقل المرء يحثه على عدم التصديق، ولكنها على الرغم من ذلك تحاول جاهدة ألا تنهار أكثر، فهم للتو قاموا بتحرير ورثهم من بين يدي "سلاف"، ذلك الوحش الأناني الذي نال ما يستحقه بآخر المطاف..

تركها هو بعد أن جفف وجنتيها بنظراتٍ مطمئنة، ثم عاد للخلف خطوتان يحادث رفاقه:
-" ماذا عن الأضرار التي لحقت بالأراضي الزراعية والمنازل؟"

-"دع الأمر لنا" تمتمت بها "روز" وهي تطالع البقية بحماس..

وبالفعل استطاعت "روز" إعادة إحياء التربة والمحاصيل الزراعية بواسطة تحكمها بالطقس وحالته، فكانت بعد اعادتها لترتيب التربة تكلف سحابتين صخمتين بروي التربة، من ثم تشاركها في التحكم بمستوى حرارة الشمس "منيرة"..

أما بالنسبة لِـ"قوت" فكانت تستعين بالأعشاب والحيوانات العملاقة نسبيًا بمساعدة حراس اصدقائها لترتيب الأحجار الضخمة الخاصة بالمنازل، وساعدها في الأمر "خضير" حيث كان يسمح لأغصانه بتركيب النوافذ والأبواب..

أما "أنس" فقام بتنظيف الأرض التي توازي فوهة القصر، وتحديدًا المكان الذي قُضيَّ فيه على "سلاف" بواسطة شلال متوسط من المياة العذبة التي نبعت من بين كفيه، و"نور" على الجهة الأخرى تولت اشعال اعمده الأنارة الخاصة بالطرقات والمنازل، نتيجة ملاحظتها للظلام الدامس الذي حل بسبب الليل..

| چُــمَاڤـــيّ | °الجزء الثاني للعالم المعكوس° ✓Donde viven las historias. Descúbrelo ahora