كرسي غدار !

95 22 93
                                    

****ولا تنسوا تزينها بنجومكم، وإحياءها بتعليقاتكم ***

صعدتُ إلي قمة التل وأخيرًا بعد ساعتين كاملتين من التسلق الغير سهل أبدا والمليء بالسقوط للوراء بسبب ذلك الكرسي الأحمق...

أخذت نفسًا قويا حتى ارتفع صدري معه وامتلأت رئتاي لحدها بهواءٍ نظيف خال من ثاني أكسيد البشر، رأسي موجهٌ للسماء وأغمضتُ عيناي لأشعر بكل ذرة نسيم تلاعب وجهي وتتخلل بين خصلات شعري الخفيف، الذي جمعتهُ بِربطة شعرهِ....

أخرجت ما جمعته داخلي ببطء وأنا انتهي من عقد شعري للأعلى في ذيل حصان مهمل ففتحت عيناي أنظر بابتسامة مشرقة للمشهد البديع وما يزداد الا جمالًا كُلما زرته.

لوحة رقصت فرشاة راسمها بين درجات الأخضر والبرتقالي وبعض من الظلال السوداء المختبئة من الشمس وهي تنسحب بهدوء لنصف الكوكب الأخر فينتج تناسق وتخلق تضادٌ منعش ومجنون ينسيني واقعي ومكاني ومن أكون.

لم أفق إلا عندما تذكرت أني أريد تصويره فرسمه، تحركت في كرسيِّ بما أقدر عليه كتمهيد لذلك الجسد الواهن الذي...« أه »!!

وقعتُ كالحمقاء لأني مجددًا عندما وضعت يدي على حافتي الكرسي رفعت نفسي للأمام لا للأعلى فتراجع الكرسي بعجلاته الملعونة أثر زاوية ذراعي وثقل جسدي عليه للخلف وسقطت ثم اخذ باقي ظهري نصيبه التصاقًا في الأرض حين ارتجفت ذراعي أبيتًا ثقلي ولو مرة.

اعتدلت بسرعة ثُم أخذتُ عِدة صور قبل أن يَفسد المنظر بتوديع الشمس له نهائيًا

بدأت أتحرك بيداي زحفًا بشكل مثير للشفقة حتى وصلت لأقرب شجرة استندتُ عليها ووضعت لوحتي وعلبة الألوان وثلاث فُرش واحدة في فمي بلا سبب كعادة غَريبة لي والأخرى بدأت على عجلة أخلط بها الألوان بعد نقعها في الزيت للحظات.....

*****

خرجت تنهيدة عالية، ومعها تمدد جسدي تلقائيًا فألقيت الفرشة واستلقيت على ظهري أغمض عيناي أتنهد مجددًا وأحرك ظهري بغير راحة.

 أكثر من ساعة ونصف أو أقل وبالكاد أنهيت الرسمة كأساس ولم ابدأ في التظليل والتفاصيل الصغيرة التي تمدها بالحياة.

تثائبت أيضًا أشعر بالنعاس، لو نمت هنا لن يخطفني احد لأن هذا أبعد تل عن القرية ولا يأتيه الناس إلا عن طريق الخطأ، وأمي في سفرةٍ عِند جدتي لمدة ثلاثة أيام، إذًا أنا في السليم.

ابتسامة بلهاء ارتسمت دون علم مني وسرعان ما اتسعت كما حدقتاي فور ما شعرت بتلك القطرات على وجهي وطرفاي وتبلل ملابسي

اعتدلت حيث قدماي مفرودتان للأمام ويدي تسند ظهري وباقي جسدي ورأسي للأعلى أطالع الغيوم الرمادية وهي تَبكي.

هذا مضحك ورائع !

انفجرت في الضحك والقهقهة كما لم أفعل منذ مدة حقًا، ارتميت على الأرض مجددًا التي بدأت بالتحول لطين بالفعل.

أريد البقاءWhere stories live. Discover now