حُسنُ المَآبِ

45 5 10
                                    

أهلًا وسهلًا ومرحبًا بِكُم، رشِدتِ أيّتُها الأوجُه المُنيرة المُنذرة بالخيرِ والبُشرَى♥

ظلّل الغَمَامُ هذَا الشّهرَ الفضيلَ، وأنعَم اللّهُ علينَا بخيرَاتِه، نَحمَدُه ونستَعِينُ بِهِ، وبِحَمدِه يَكشِف البَلوَى، وَنشهَدُ أنْ لا إِلَه إلَّا الله وحدَهُ لا شريكَ لهُ شهَادةً خالِصةً مُخلِصةً تقِي برحمَةِ الله من نَارِ السّمُوم، وَنَشهد أنَّ سيّدَنَا وَنَبِيّنَا مُحمّدًا عَبدُ اللهِ ورَسُولُه؛ اِجتَباهُ واِصطَفاهُ وَأعطَاهُ مَا يَرُومُ، صلَّى الله وسلَّم وبارَكَ عَليهِ وعَلى آلِه وأَصحَابِه أَجمَعِين، أمّا بَعد؛ قد تكلّمنا في الفصلِ السّابِق عن موضوعِ تّحدي غَمامِ لهذَا العَام واقتصَر علَى أن نختَارَ قُدوةً أدبيّةً مِن بينِ كُتّاب العالَمِ البُرتقَاليِّ، ومِثالًا يُحتَذَى بِهِ في الكِتابةِ الرُّوحانيّة والدّينيّة.

أمّا اليَوم فسنشرَع بأوّل تحدِّ كتابةٍ ألا وهُو نسجُ قصّة قصيرةٍ مِن الفئةِ  الرّوحانيّةِ، فالقصّة القصيرَة هي فنٌّ أدبيّ  حِكائيٌّ ونثريّ موجَزٌ مقارنَة بالرواياتِ، حيثُ تَعبّر القصَّة القصِيرة عَن جانِبٍ مِن جوانِب الحيَاة؛ فيُسرَدُ بأسلوبٍ خالٍ مِن التّشتيتِ ومِن وِجهة شخصيّةٍ وحيدةٍ أو أكثَر من ذلِك مَجموعةً في إطارٍ زمكَانيّ واحدٍ.

تتّسِم القصّة القَصِيرَة بحسٍّ مِن السّخريّة أو الفُكاهة مِن جانِبٍ، وبدفقات مَشاعِريّة مِن جانِب آخرَ، وَذلِك لتؤثّر على القارئِ وتَعِظَه وتَثريهِ عِبرًا.

أهمّ العَناصِرُ القصصيّة:

١- الفِكرَة: وهي بمثابة جذرٍ بالنّسبَة لِنبتة القصّة حَيثُ ترتَبِطُ بالمَغزَى، ويتشكّل كِلَاهُما في ذِهنِ الكَاتِب تبعًا لفئة القصّة المُختارة.

٢- الحِبكَة والتأزّم: هي الرّابِطة بين الأحدَاثِ، أو بصورةٍ أخرى؛ هي حدَثٌ موجَزٌ غيرُ مُتوقّّعٍ يَدفَعُ القارئَ لمعرفة ما يليه من الأحداثِ وذلِك لِيُشفِي فضُولَه، وتعدّ الحِبكة عُنصرًا أساسيّا لأنّه يثبّط الشعور بالضّجرِ مِن المُطالعَة.

٣- التّشوِيق: نُكهَة تمتَازُ بها القصّة، نَاجِمَةٌ عَن إضافَةِ الإثارةِ والأحاسيسِ لِطبَق الأحداثِ الّتي تُسرَدُ بسلاسةٍ وأنماطٍ مختلفةٍ، وهوَ تحفيزٌ للقارئِ على مُواصلةِ المُطالعَة.

٤- طَلاقَةُ اللّغة: تَداخُل الألفَاظِ الفصِيحَة بينَ العِباراتِ الّتي تفصِلها علامات الوَقفِ والتّرقِيم بأسلُوبٍ مُتقنٍ، مع تجنّب الهَفوَات الإِملَائيّةِ، النّحويّةِ الصّرفيّةِ ومُرَاعَاة طرِيقةِ بنَاء الجملِ وصيَاغَتها.

نصّ التّحدّي: اكتُب قِصّة قصِيرَةً من الفِئةِ الرّوحانيّة، موضوعُها عَن شَخصٍ قَد أضَاع عُمرَه وهُو بعيدٌ عن ربّه، ثمّ تابَ وتضرّع لله عزّ وجلّ، والآثارُ المُترتّبة عن ذَلِكَ، وِفقَ الشّروط التّاليَة:

١- التّقيّد بالموضُوع.

٢- ألّا يقِلّ عَدد الكَلِماتِ عن ألفِ كلِمةٍ وألَّا يزيد عن أربَعةِ آلافِ كلِمةٍ.

٣- أنْ تندَرِج القصّة القصيرَة تحتَ الفئة الرّوحانيّة، وأنْ تكونَ ذاتَ مغزَى دينيِّ.

٤- عَدَم الإساءة للاِعتقادات الدّينيّة الأخرى.

٥- اِستعمالُ لغةٍ فصيحَةٍ، والأفضلُ الإكثارُ مِن الألفاظِ الجَزِلةِ والقويّة لأنّ التّقييم يعتمدُ على بلاغَة اللّغة وجمَالِها.

حديثًا عن طَريقَة المُشاركَة، يُمكِنُكم البدءُ بكِتابَةِ القصّة القَصيرَة في الكِتابِ الذي أعددتُموهُ خصّيصًا لتحدّي غَمَام، ولَا زَالَ أمامَكُم وقتٌ كافٍ للكِتابَة لِذَا لَا عجَلَة لإرسال الكِتاب عبرَ اِستمارة المُشارَكة (الّتي ليست مُتاحةً حتّى).

نرجُو أن يكُون كلّ شيءٍ واضِحًا بخصوصِ تحدّي نسجِ القصّة القصيرَة، اِذكروا (منشن) أصدقاءكُم للمُشَاركة أيضًا، ونأمَل أن نستَلِم أعمَالًا أدبيّة خلّابة اللّغة والبلَاغَة.

آهٍ، إنّه آذَانُ العَصرِ، أراكُم لَاحِقًا...

رمَضانٌ مبارَك ودُمتم بخيرٍ.

~ ضَاد

تَحَدّي غَمَامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن