العشرون & الواحد والعشرون

ابدأ من البداية
                                    

خدعها ؟؟ خدعها وهي من تخلت عن كل شيء لأجله ؟؟ تنازلت عن كل حقوقها بزفافٍ عادل لأجله ؟؟ وعدها واخلى بوعده، لا لا بالطبع لن يفعل بها هذا، هي زوجته وابنة خاله، لن يتجرأ على ذلك بالطبع لا لن يفعل، يجب أن تتحدث لياسر، هو لن يفعل بها ذلك.

ولم تكن روضة تدري أنها خلال كل تلك الأفكار تبكي بقوة وصوت شهقاتها يرن في المكان، حتى أن حسن نظر لها بريبة وقد شعر بفداحة ما فعل، ياالله هو لم يقصد، هو لم يعلم أن ياسر كذب بشأن ما فعلوه هناك ..

_ أنا آسف يا روضة والله العظيم ما اعرف أن ياسر محكاش ليكِ .

لكن روضة في ذلك الوقت، كانت مسجونة هناك في اللحظات التي مرت عليها منذ تقدم لخطبتها حتى الآن، تراجع شريط غبائها، كم إشارة ظهرت أمامها وهي من تعامت عنها ؟! هروبه في كل مرة يخرجون سويًا وقت الدفع بأي حجة كانت، يوم انتقاء الذهب، والشقة ...الشقة ؟؟

شهقت بصوت مرتفع وقد اتضح لها الآن أنها تلقت أكبر صفعة قد تتلقاها في حياتها، لا يوجد خليج ولا أموال ولا شقة فاخرة، ولا المزيد من الذهب كما وعدها، لا يوجد سوى المزيد والمزيد من تلال هيبتها، هي الآن ستتزوج شاب مُعدم .

_ لا ..لا اكيد أنا في كابوس ..لا لا .

تدخلت سيدة في المركز وهي تقول :

_ خير يا حسن حصل ايه ؟؟ مالها العروسة ؟؟

نفى حسن علاقته بالأمر خوفًا أن يُطرد :

_ أنا معرفش يا مدام اجلال، هي مرة واحدة كده لقيتها بالحالة دي .

تدخلت السيدة تحاول أن تتحدث مع روضة والتي انفجرت في بكاء حار ورثاء وندب، واستمر الأمر لساعات حتى استطاعوا إقناعها بإنهاء طلتها قبل حلول وقت رحيلها، وجارتها أخذت تتحدث لها باكية :

_ يا روضة متعمليش كده اهلك ذنبهم ايه وابوكِ اللي دفع دم قلبه في الجواز، خلصي ياقلبي وافهمي منه يمكن فيه سوء تفاهم .

وهي هدأت، هدأت تعطي نفسها املًا زائفًا أنه لن يخدعها، وفي قرارة نفسها تدرك أنه استهلك مخزون أملها ..

وفي المساء سمعت صوت الأبواق تصدر من الخارج والغناء والزغاريد، وعلى عكس المتوقع شعرت بانقباضة صدر مرعبة كما لو جاءوا ليسوقوها صوب مذبحها ..

لحظات ورأت والدتها تدخل المكان بالزغاريد والاغاني والسعادة، وهي تنظر لها بندم شديد تتمنى لو صدقت للحظة أن هناك شيء مريب يحدث، لكنها كانت عمياء.

اقتربت منها والدتها تبتسم :

_ ايه يا حبيبتي القمر ده، بسم الله ماشاء الله، خسارة في الواد ياسر وامه .

وحينما اقتربت لتضمها انفجرت روضة في بكاء عنيف جعل السيدة التي زينتها تدخل :

_ لا لا ارجوكِ هتبهدلي الميكب كله يا عروسة، فيه ايه كده افرحي ده النهاردة يومك .

إعلان مُمَوّل ( مكتملة ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن