"الجزء التاسع"

43 12 6
                                    

[ وهل سننتهي كقيسٌ وليلى
ونلتقي على حافةِ قبري
.
وتكثرُ الرواياتُ عنا
واضيعُ مِنك وانت قمري
.
.
وأخافُ ان تُبلى بعشقي
فتغدوا هآئماً ولست قدري]
.
.
« هناك من يريد التحدث!»
.
.
[زينب]
هو شخص غامض يطيل التفكير والصمت،  اذا أسئت اليه لا يغضب واذا احسنت له لا يشكر،
هادئ للغايه لدرجه انني لا اعلم ان كان في المنزل ام خارجاً،
لا يكلمني ولا يأمرني ولكنني ” أحبه“ ...
...............
[بيان]
رفضت المحكمه اعتبار الوثائق التي قدمتها ادله كافيه بل وطلبت اربعة من الشهود وكنت انا احدهم، يااللهي من لي يشهد على صدقي،
تراودني فكرة ان اطلب من اختي سلوى ان تشهد معي ولكن زوجها لن يسمح بذلك،
انا احاول الاجتهاد وكذلك جاد يحاول معي وكلينا غارقٌ في التفكير ...
.......................
[جاد]
لدي اخباراً سارة ستحبها بيان كثيراً واخباراً أُخرى سيحبها كلن من عائلتي وبيان،
”مفاجئات جميله ستحدث “
..................
[تالة]
”بشرى“ فتاة صغيرة ليست بذلك الخبث والمكر هي مثلي كانت ضحية لقرارات والدها،
هي بعمر يحب ان تكون فيه برفقة الاطفال لا ان تكون مسئوله عن منزل وزوج،
انني أحياناً اشفق عليها عندما تأتي الي مشتكيه من مسئولياتها،
اغضب من خليل عندما اراه يميل الي وينفر من بشرى فهي ليست مذنبه فخليل هو من اتى وطلبها من والدها وليس العكس .
........................
« واكتفى البقية بالصمت»
.........................
كانت بيان تجلس بالصاله وتهز رجلها بتوتر  وفجئه رن الهاتف بجوارها،  رفعت بيان السماعه ثم قالت
”م م مرحبا، م من ا ا أنت؟ “
قال جاد
”هذا انا جاد“
ثم اكمل
”كنت اود اخبارك بأننا وجدنا الشهود “
قالت بيان بفرحه
”ح ح حقاً و و من هم؟ “
قال جاد
”لقد رفضوا الافصاح عن اساميهم“
ثم اكمل
”الأربعاء القادم سوف تقام المحكمه، هل ستأتين“
قالت بيان بأنفعال
”ب ب بالطبع سأكون ب ب بين الحاضرين“
تغيرت نبرت صوت جاد وقال
”لماذا؟ أمن اجل رؤيته؟ “
لاحظت بيان تغير صوته فقالت
”ا ا انا ا ا اكره جاحظ “
قال جاد بهدوء
”بيان أنسي ماحدث وركزي معي، أنا حقاً حائر“
قالت بيان
”ف ف فيما انت ح ح حائر ؟ “
قال جاد بأبتسامه
”اسمعي والا تقاطعيني حسناً، هناك سؤال يشغلني أفإن هممتُ بخطبتك اطلبك مِن مَن؟“
احمرت وجنتا بيان وبسرعه قطعت الاتصال بخجل، ولكن جاد عاود الاتصال مجدداً ، استنشقت بيان الهواء ثم رفعت السماعه وقالت وهي تغلق عينيها
”ا ا اطلبني م م من جاحظ“
............................
دخل  الفلاح وأبنته سميه الى المنزل بعد ان شهدا ضد جاحظ وقدما المستند الذي وجداه بين ملابس تالة،
قالت سميه لوالدها متسائله
”أبي كيف يشهد يونس ضد ابا زوجته“
قال الفلاح
”انه الحق ياأبنتي والساكت عن الحق شيطان اخرس“
........................
دخل جاد على جاحظ في غرفة التحقيق،  رفع جاحظ رأسه وقال
”ماذا تريد لقد اخبرتك عن كل شيء“
اتكئ جاد بكفيه على الطاوله ثم قال وهو يتأمل شعر جاحظ الابيض وليحته التي اصبحت شديدة البياض
”انا سأتزوج طليقتك! “
نهض جاحظ بغضب وقال
”اهذا ما استدعيتني لأجله؟  يالك من احمق“
امسك جاد جاحظ من ملابسه واعاده الى مكانه قائلاً
”انا لم اكمل حديثي بعد“
ثم اكمل
”انت من ستعقد نكاحنا الليله“
.
...................
[الاربـــعاء]

”طق.. طق طق“
عم الهدوء واسغ الجميع الى القاضي الذي قال
”حكمت المحكمه حضورياً بتنفيذ حكم الاعدام بحق المجني عليه جاحظ بن قاسم ال... وسالم بن ...[الخ اسماء جاحظ ورجاله] وسوف يتم اعدامهم بعد شهرين من هذه الواقعه“
.
خرجت بيان مع جاد من المحكمه وكانت الفرحه تغمرهما،
قال جاد
”بيان لقد حان الوقت لتنسي جاحظ وكل شيء يذكرك به“
أبتسمت بيان بعدم فهم واكمل جاد
”لقد حجزت لك اليوم موعداً عند طيبيه مختصه بعلاج حالتك النفسيه هذه“
غادرت الابتسامه بيان واكمل جاد
”بيان سيصبح لدينا في المستقبل اطفال اتريدين ان تستقبلي اطفالك دون ان تتعالجين“
شعرت بيان بأن جاد يقسو عليها وأنه ينزعج  من تئتئتها ورعشتها الناتجه عن [التوتر،القلق الخوف]
فقالت
”ا ا انا لم ا ا اطلب منك ان ان تتزوجني“
ثم تركته وهي تشعر بالحنق منه ولكن جاد سارع بأمساك بيدها قائلاً
”بيان أنا آسف“
ابتسمت بيان وقالت
”ب ب بليغ“
قال جاد بعدم فهم
”وماذا به؟ “
قالت بيان
”ا ا أسم طفلنا“
ابتسم جاد ثم ضحك وركب السيارة هو وبيان.
......................
[بعد شهران]
.
.
كانت زينب تبكي بغرفتها وتشهق بقوة وهي غير مصدقه بأن اليوم سوف يعدم والدها فهي لم تكن تعلم بأن الامور معقده هاكذا واليوم فقط اخبرها يونس بخبر اعدام والدها،
توقف يونس امام باب الغرفه ونظر الى زينب نظرة بارده وقال
”اتريدين رؤية والدك للمرة الاخيرة؟ “
رفعت زينب رأسها وهزت رأسها قائله
”نعم ارجوك “
قال يونس
”حسناً ارتدي عبائتك وسنذهب بعد قليل“
.....................
[المشنقة]
اجتمع حشداً كبيراً من الناس ينتظرون تنفيذ الحكم،
كان جاحظ يرتعش ولكنه يتضاهر بالقوة وخليل يقبل يديه ويبكي ويشهق على والده، شعر جاحظ بقيمته الحقيقيه في هذه اللحضه وشعر بالندم على كل مافعله وقال وهو يقبل رأس خليل
”اختك ياخليل هي امانتك اذا ماقام بها زوجها،  كن لها ضلعاً وسنداً“
قال خليل وهو يمسح دموعه
”لا تقلق يا أبي انها في عيناي“
.
كانت بيان وجاد يقفون قريباً من جاحظ وكانت بيان تشعر بالشفقة على جاحظ ولكنها كانت تقسي قلبها وهي تتذكر ما فعله بما
« من لا يرحم لا يُرحم»
.
دخل يونس وزينب وسط الزحمه، 
كانت زينب تبكي وهي تبحث بعينيها عن والدها، 
أشار يونس لزينب الى مكان جاحظ وركضت زينب بكل لهفه الى والدها وكانت الزحمه تعيق من وصولها، 
نظر خليل الى زينب اخته ولوح لها بيده بينما حركت زينب قدمها اليمنى متجه اليه ولكن فجئه
”طخ“
اخترقت الرصاصه رأس زينب التي سقطت على الارض صريعة مقتلها،
رفع جاد بندقيته واطلق على قدمين يونس الهارب والذي سقط على الارض وبندقية بجانبه،
اصاب الهلع الناس وبدأوا بالهرب والتدفق نحو المخرج بينما كبل جاد يدين يونس بقوه،
صرخ يونس بكل قوته وهو ينظر الى جاحظ الذي اغمى عليه من هول الموقف
انا لم اخطئ هو من بدئ، هو من أمر بقتل امي حين هربت بي
ركضت بيان الى زينب بخوف،

كان رأس زينب بحضن خليل،
ضرب خليل خدين زينب وهو غير مصدق ما حدث والدماء تملئ ملابسه،
ثم صرخ خليل
” زينب افيقي ... زينب“
مسح جاد العرق عن جبينه وهو يتذكر الحلم الذي رأه سابقاً بمنزل الفلاح،
صرخ يونس قائلا
” هو لم يذق مرارة الفقد فأردت ان اذيقه اياها قبل إن يموت“
ابعد رجال الشرطه يونس من المكان وكانت حالة خليل يرثى لها،
« لم يكن الظلم قط هيناً»

« النهاية ام يتبع؟ 😁» 

 "صرخات حُرِمَت عن القانون"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن