3) عظامٌ عارية

36 7 29
                                    

مكث كيران عاري الصدر والقطراتُ تسيل من خصاله، بقبالتِه لوحة الموناليزا المدمرة وتلك الفتاة بقطعةِ القماش البيضاء لوثتها بقعةٌ حمراء من الخلف حول رأسها، خزرهما بنظراتٍ حِداد قبل أن يلقي بأسئلته المتجهمة.

"كيف ولجت للمنزل؟"

"لا أدري"

"لمَ وجهها ملطخ بسوادٍ فاحم هكذا؟"

"لا أدري "

"كيف تأذّت رأسها؟ "

تلعثم وهو يفكر في جوابٍ مناسب.

"ءء.. سقطت؟.. تقريبًا!"

حدّجه كيران بسخط فآثر الآخر الصمت، أشار نحوها بعينيه قبل أن يتحدث.

"لن تمكث هذه الفتاة هنا، أرسلها للشرطة"

همهم لوجام موافقًا فنهض أسمر البشرة متوجهًا لغرفته تزامنًا مع ذهاب الآخر بالصغيرة نحو المرحاض.

وضع الفتاة في الحوض ونزع عنها قميصها، اتسعت حدقتيه وبقي متسمرًا بموضعه إلى أن استوعب ما رآه فانطلقت منه صيحةً وقد اتخذ خطاه للخلف، توجه له كيران مهرولًا بخليطٍ من القلق والغضب، دفع الباب فرأى لوجام محدقًا نحو الفتاة الهادئة بفمٍ مشدوه، اقترب منه كيران بضيق.

"ماذا حدث؟"

أشار للفتاة

"انظر!"

تقدم نحوها متأملًا عظامها البارزة من ظهرها وكتفها ولحمها المتقطع، الدماء متخثّرةً والكثير من الجروح، تغيّر لونُ وجهه وفزع، خشيَ أن يمد يده وفي نفسهِ توترٌ يأكله.

نظر نحو لوجام ثم قال" يجب إرسالُها للشرطةٍ فورًا!"

﹏﹏﹏﹏﹏﹏

" لا تنسِ تحضير وجبتي المفضلة! طبتِ يا حُلوتي.. أنتظر انتهاء العمل بفارغ الصبر كي ألقاكِ، وأنا أيضًا!"

الرجل يتهامس في الهاتف وكيران جواره لوجان الحامل للصغيرة ينتظرانه وشرر أعينهما تكاد تثقب صاحب المعدة المتكوّرة!

لم يكونا بأفضل حال، فلوجان بوجههِ المطحون، وكيران بشعره المبعثر وملابسه غير المهندمة.

أنهى الرجل ببسمةٍ سرعان ما تحولت لتجهّمٍ وهو ينظر نحوهما ويقول.

"ماذا الآن؟"

ازدرد لوجان ريقه بينما تولّى كيران زمام الأمر.

"يا سيد.. أريد تقديم بلاغ، لقد وجدنا هذه الطفلة وعليها آثارُ تعذيب."

نظر نحو الطفلة فكانت تحدق نحو أنفِ لوجان المتضرر بطريقةٍ مُريبة، كاد الشرطيّ أن يتحدث لولا اتصالٌ آخر، التقط الهاتف ليجيب.

"ماذا تريدين؟ كيف عليّ أن أتحدّث إذًا؟ ألا يكفي أنكِ تعطلينني عن عملي!

ماذا! كيف علَمت أمك؟ أأخبرتِها؟ سحقًا لكِ! كان يومًا مشؤومًا الذي رأيتكِ فيه!.."

عصبWhere stories live. Discover now