17 - | أخرق بالكهف |

Start from the beginning
                                    

لن أنكر أنني كنت أحتاج إلى المزيد من الوقت للراحة ولكن لعقة لطيفة بلسان "آزاد" على جبهتي كان مُرضيًا لي.

-" اصبحتِ بخير؟"
سألني ذو الرماديتين بفضولٍ فأجبته ببرودٍ معتاد:
-" بخير."

-" ماذا حدث لكِ؟"

-" لا أعلم فقط مجرد دوار."

أجبتُ على سؤال "قُوت" سريعًا وأنا اتغاضى عن أمر الحُلم..

-" مجرد دوار سببه التعب، لذلك قمنا بصناعة الحساء لكِ أنا ونور."

تناولته من يدي "مُنيرة" بعد أن ابتسمت لي بتخفيفٍ..
-" شكرًا لكما."

دقائق مرت وكانت كافية لشرودي كالجميع، كل منهم بعالمه يحمل أعتاق تفكيره وأحمال خيباته دون الإفصاح بها، مثلي..

لا أحد يكترث بالمستقبل الهالك، فقط نفكر فالماضي آملين أن نصحح الأخطاء الغارقة بالقاع..

كان هو يسرق النظر إلى حالتي المنهكة كل دقائق، لا أشك بأنني بدأتُ الشعور بأنه يحمل بداخله بعض القبول لي، ولكنه يستمر في دفن هذا الشعور من داخله وكأنه خطيئة، ولا الومه على ذلك فأنا بنفسي لا اتقبلني.

_تَيم_

لا أعلم سبب قلقي الذي ينبع فجأة من قلبي بين الحين والآخر، لا أعلم حتى ماهية ذلك الشعور الدافيء الذي احتل سقيع مشاعري الهالكة منذ زمن، رُبما ما يجذبني لكِ هي قوتك الكامنة داخل عينيكِ!، وذلك الإصرار الذي ينهمر من بين حديثك، أعلم جيدًا حجم جهدك لنسيان شيء مر عليكِ..
استطيع رؤية الأمر روز، ولكنني لا استطيع معرفته!

_قُوت_

لا أنكر أنني اصبحت بحالٍ أفضل من قبل، ولكني مازلتُ لا أفهم سبب كل هذا!، أشعر بالضيق يعصر رئتاي تارة، وتارةً أُخرى يتحول ذلك الضيق إلى امتنان..
لا أعلم لايٌ مما يحدث امتن، ولكني ما أعلمه جيدًا أنني ممتنة لنفسي..

أُحبني، وأُحب محاولاتي البائسة، بقدر السماء وأكثر أقدر الجهد الذي ابذله بحياتي، فأنا وحدي من أعلم أن ما مررتُ به لم يكن سهلًا، وأعلم جيدًا مأساة أن أشعر بالخوف بدلًا من الطمأنينة..

البعضُ يُضييع ذلك الجهد المبذول بلحظة حماسية وهمية تجعلهم ينسبون الفضل لأناسٍ لم يقوموا بفعل أي شيء للمساعدة، تلك الفئة التي تظل صامتة طوال الوقت حتى وإن شهدت صراعاتك بالطريق تتمسك بالصمت، لا داعمة هي، ولا حتى مُساعِدة، فقط ماهرون في الوقوف خلف الستار للترقب، وللأسف ينجحون في خدع البعض بأنهم كانوا هنا بالجوار، وأنهم السبب بكل شيء.

| چُــمَاڤـــيّ | °الجزء الثاني للعالم المعكوس° ✓Where stories live. Discover now