الفصل الاول

201 10 1
                                    

الفصل الأول
(ليل داكن ينيره ضوء القمر مع اضاءه خافضه بفضل مصابيح الاناره التي تم توزيعها بشكل بسيط لتضفي علي المكان لمسه رومانسيه كانوا الشباب يجلسون يرافقهم المرح والسعاده ومن بين الضحكات بدأ كريم الكلام قائلا ...)
كريم :ما رأيكم بلعبة الصدق ام الشجاعه
اسيل : بمعني
كريم :سنجلس علي شكل دائره ونحرك الزجاجه بيننا لتختار اثنان أحدهما يسأل والاخى يجيب .... اما انا يجيب بصدق او ينفذ حكم بشجاعه
ادهم :لنجرب لما لا
كريم :ما رأيكم يا شباب
امجد :ما رأيكم من تختاره الزجاجه يتكلم عن من يحب بصدق وشجاعة
اسيل :امجد والرومانسية كالعاده
(ضحك الجميع فقال كريم :بالنسبة لي ... لا مانع لدى مادمت ساعرف رأي حبيبتي بي
امجد : ما رأيكم يا شباب
الجميع: هيا لنبدأ
(بدأت اللعبه واول من اختارته الزجاجه كان شريف الذي نظر الي رهف وابتسم بحب ثم بدأ حديثه قائلآ ....)
شريف : لكم ان تتخيلوا .. رجلآ بلا ماضي لا يفعل شئ في حياته سوى العمل ... ليس لديه احلام للمستقبل ... أيامه كئيبه مظلمه لا يتأمل منها شئ ... بل حرفيآ هو لا شئ صدفه واحده جعلته يلتقى بفتاه.... ليست مجرد فتاه ... في حقيقه الأمر كانت هي الروح لحياته ... كلما نظرت اليه يرسم احلام ... امال ... اتدرون شئ ... في عينيها فقط استطيع ان ارى مستقبلي
(ابتسمت رهف بخجل وقالت ...)
ولكنك لست الوحيد الذي كان ينتظر هذا الحب ... انا ايضآ كنت انتظره بشده ... انا ايضآ كنت أبحث عنه بكل ما أوتيت من قوه ... اقسم لك يا شريف انا ايضآ بدونك لا شئ
(ابتسم هو الآخر وتنهد بحب وبدأ في لف الزجاجه ثانية لتختار امجد هذه المره فنظر الي مسك قائلآ ....)
امجد :صديقة طفولتي وجارتي المشاكسه ونبض قلبي الدائم ... لا أعلم متي كان أول لقاء او كيف ... كل ما اذكره انك شريكتي في كل شئ ... شريكتى حتي في انفاسى ... انا عاشق متيم يا قطعة السكر
مسك :منذ أن فتحت عيوني للمره الأولى وانا أراك بجانبي ... دائمآ انت معي .. في حزني قبل سعادتي ... تجفف دموعي وتمنحني الضحكات .... اقسم انك شريك لي في كل ذكرياتي واحلامي
(أعاد كريم لف الزجاجه مع الابتسامه التي تملأ وجه الجميع فتكلم ادهم ...)
ادهم : بدأ الأمر معي في يوم كنت علي عجله من أمري .... خربت سيارتي وانا في منتصف الطريق كنت أبحث عن سيارة أجره لتوصلني الي العمل اوقفت بسيارتها وقالت في هدوء ... هل تحتاج مساعده ...تلك الكلمات لم تكن عرض مساعده طريق فقط ... بالتأكيد لا ... حبيبتي مدت يدها لي لتنتشلني من ماضى اليم اسجن نفسي خلف قضبانه دون رحمة او رأفه بحالي
فريده : عن أي ماضي تتحدث
ادهم :حادث .... فقدت اهل في سن صغير ... تشتت طفولتي في كل بيت ... نهبت مراهقتي.... اشياء كثيره لم اعيشها في حياتي كما يجب .... فظهرتي انتي وكأنك تمنحيني حياه جديده في كل مره انظر لك فيها ... تلك الحياه
فريده: تلك الحياه لا تكتمل بدونك ولا يكون لها معني سوى برفقتك ... وكأن الدنيا تقف عندك ومن أجلك... لا اخفي عليك ولكن كما كنت انا طوق النجاه بالنسبة لك فأنت ايضآ بالنسبة لي كذلك...لا ادرى ماذا اقول ولكني أكاد اجزم ان ذلك اللقاء هو أجمل هديه منحها لي قدري
(مع صوت الموسيقي الهادئ ونظرات الحب والابتسامات النابعه من القلب دارت الزجاجه للمره الاخيره فنظر امجد الي كريم قائلا ...)
امجد : وهاقد وقع الاختيار على كريم
كريم: ماذا تنتظرون مني ان اخبركم ....علي كل حال جميعكم علي درايه بكل شئ ...(تنهد بالم وهو ينظر الي اسيل قائلآ ...).... فقط حبيبتي لا تدري ولكن ربما حان موعد المعرفه ....
(نظرت اسيل له قائله ...)
اسيل :ومن قال لك انها لا تدري
كريم :فضلآ .... امنحيني فرصه عسى أن قلبك يشفق على قلبي
(في لحظه واحده عم الصمت المكان وحل التوتر في ارجاء المكان وجميعهم سلطوا انظارهم علي كريم واسيل فبدأ كريم حديثه قائلآ ....)
كريم : اذكر جيدآ ذلك اليوم ... كنت اتجول في الانحاء ... ليلة شتاء قارصه البروده ... شوارعها خاليه ... لا أحد هنا أو هناك فقط فرااااغ و ....
حبيبتي الساذجه ...تلك الصغيره ذات الابتسامه الصافيه تمارس هوايتها المفضله وتتجول تحت الأمطار... من يراها لن يصدق ابدآ انها تجاوزت العشرين من عمرها ... كيف وهي تقف أمامي تضحك وتلعب وتتصرف كأبنة العاشره التي لم يمس قلبها شئ سوى البراءه ... في ذلك اليوم دون ارادة مني وجدتني اراقبها ... ليس لدقائق او ساعات او حتي لأيام... ظللت اراقبها لاشهر وسنوات ... كل يوم وبلا توقف وانا في اسعد ايامي وايضا في اسوء حالاتي ... كنت اذهب الي أسفل بيتها واقف هناك لاراقبها من بعيد ... وليس هذا فقط قادني الجنون ان اشترى بيتآ بجانبها لاجاورها ... ... حاولت مئات المرات ان اتحدث معها وفي كل مره كان يوقفني الخوف ... نعم انا عرفت معني الخوف بسبب تلك العلاقه التي لا امل منها... ثلاث سنوات وانا احبها من بعيد وهي لا تعرف حتي بوجودي ... هل جرب احدكم هذا الشعور من قبل.... انا بالنسبه لحبيبتي لا شئ ... اقسم اني لو استمريت علي هذا الحال لبقيه عمرى ما كنت اشتكيت يومآ... حب في الخفاء... بلا عتاب ... بلا مقابل ... بلا لقاء ...بلا الم ... لا بل كان يملاه الالم (ضحك باستهزاء قائلآ ...) ولكن ماذا نفعل بطبع الانسان ....هذا القلب لم يكتفى ودائما يطلب المزيد ... او ربما كان لديه امل ... امل بداخلى قادني للظهور في حياتها لم اكتفي بالجيره فقط بل أصبحت صديق ... بت اخلق الصدف لنلتقي ...انتهز الفرص لاقترب ....اعد قلبي بالمزيد والمزيد والمزيد ابني الآمال واعيش الاحلام واقف علي باب حبيبتي طالبآ الود فلا اجد منها سوى ابتسامه حزينه مع جملة تم الرفض .... وفي كل مره احتضن نفسي وارتمى في غرفتي المظلمه احترق علي حالي وحال قلبي ولكن تلك الابتسامه الحزينه كانت كل مره تخبرني بشئ ... لا ادري ما هو ... ربما تمنحني امل ... ربما تنتظر مني المزيد ... هل تسألني المحاوله مره اخرى ... لا ادرى ماذا يوجد خلف تلك الابتسامه الحزينه ولكن كل ما اعرفه انى قلبي يبحث عن سبب للاستمرار والمحاوله
ولكني اكتفيت ... اقسم ان هذا القلب يحترق
ألم يحن موعد اللقاء يا اميرتي
(اغمضت اسيل عيناها بألم لتنجرف منها الدموع ثم تركت الجميع وتوجهت للفندق ... لم يكن هناك سيدآ للموقف سوى الصمت ... فقط الصمت والحزن والألم ... نهضت مسك قائله ..)
مسك :سأذهب للتحدث معها
(انجرفت دمعه من عينا كريم وهو يقول بالم
كريم : لا داعي للحديث .... كفى
فريده : اقسم لكم اني احترت في أمرها... صداقتنا ليست جديده ولكنها تبدو لي غريبه جدآ وكأنها تبدلت بشخص اخر
رهف :ايعقل ان يكون في حياتها شخص آخر
شريف : لا أظن ذلك ... اسيل ليست جبانه لتخفى شئ كهذا
فريده :اجل ... لو كان في حياتها شخص آخر لكانت عرفتنا عليه
رهف : لماذا اذا تلتزم الصمت ... لما لا تضع حدآ لهذه المعاناه
(وبينما كان الجدال مستمر نظر كريم لباب الفندق ليرى اسيل تخرج منه وهي تجر حقيبتها فابتسم بالم ليقول بسخريه ...)
كريم :كنت أعلم أنك ستختارين الهروب
(كلماته تلك كانت كفيله ان تلفت انتباه الجميع لينظروا الي المكان الذي ينظر اليه فذهبوا جميعآ لها عدا كريم و ...)
امجد :أين تذهبين يا اسيل
مسك :الهروب ليس حل
اسيل : ارجوكم دعوني اذهب
رهف : لما لا تواجهين الموقف
اسيل :وجودي هنا لن ينفع بشئ
ادهم : ماسبب رفضك ل كريم
فريده :هل تحبين شخص آخر
اسيل :لا اريد الحديث في هذا الأمر... دعوني اذهب
شريف :السنا اصدقاء يا اسيل ... الا يحق للمرء ان يأخذ بيد صديقه إلى طريق النور ... لما تأثرين نفسك في زنزانه مظلمه ونحن بجانبك
اسيل :ارجوكم دعوني اذهب من هنا
(في هذه اللحظه جاء كريم ونظر لها قائلآ ...)
كريم : هل يمكننا أن نتحدث لدقائق
اسيل : كريم ... من فضلك
كريم :هذا رجاء مني ... وطلبي الاول والاخير .... الا استحق منك دقيقتان فقط .... امنحيني دقيقتان اتخلى فيهما عن قناع الصداقه الزائف الذي اتخفى خلفه
(وضعت اسيل حقيبتها علي الارض وتوجهت له وبدءا بالسير معآ علي الشاطئ تحت أنظار البقيه ....)
كريم :هل انا سئ الي هذه الدرجه
اسيل : وما ادراك ... ربما السوء مني انا
كريم : مستحيل .. وردتى الرقيقه لم يمس قلبها سوء ابدآ ... طوال سنوات مضت وانا اعيش حلم جميل ... دائمآ ما كنت ارى نفسي شريك لك في كل شئ ... في الفرح والحزن والسعاده والالم ... لم يكتفى قلبي بالاحلام واراد أن نتشارك في الواقع ايضآ ... كنت أعلم أن المرأه التي احبها ستغرز سكين ساخن في منتصف قلبي ... ولكني تكبرت واخذنى الغرور واخترت المجازفه ....ولاني لا احتمل خسارتك قررت أن نتشارك كل شئ حتي وان كان رغمآ عنك .... فامنحيني كل حزنك والمك وتقبلي مني كل السعاده والفرح ... واسمحي لي ان ننسى هذه الليله ... دعينا نعود كالسابق ... اصدقاء فقط ...ولكن اصدقاء للابد ...ورجاء مني لك لا تهديني للهلاك بابتعادك عني
(انجرفت دمعه من عينا كريم الذي كان يحاول ان يخفيها بابتسامه زائفه رسمها علي وجهه ولكنه لم يستطع ان يحتمل ألم قلبه فادار وجهه عن اسيل قائلآ بمزاح ...)
كريم :ولكن لا تنسي يا اسيل ... انا شاب وسيم ورياضي وادى شخصيه رائعه والعديد من الفتيات يلتفين حولي يريدن الإيقاع بي ... اذا نجحت احداهن يومآ ما راجاءآ لا تغاري
(مسحت اسيل دموعها محاولة رسم الابتسامه قائله ...)
اسيل :اتمنى ذلك من كل قلبي .... اقلها لن ابتلي بك
كريم :يبدو أن السوء بي انا فعلا
(تركها كريم وتوجه الي الفندق فجلست في مكانها على الشاطئ تفكر في كلامه وبينما كان الأصدقاء ينتظرون رد فعل من اسيل او كريم ليعرفوا النتيجه قال شريف ....)
شريف : سأذهب انا لاسيل ... ربما تبوح بما في قلبها لي
( ذهب لها شريف وجلس بجانبها و ...)
شريف :الدموع في عيناك تخبرني انك تحبيه
(نظرت له بضعف قائله ...)
اسيل :ليس حبآ إنما......
شريف :إنما....؟
اسيل : عشق يا شريف .... هذا عشق
شريف :لما إذآ تضحين بهذا العشق
(صمتت اسيل للحظات بعد ان تنهدت بالم ثم قالت ...)
اسيل : مازلت طفله يا شريف ... طفله ذات خمسة عشر عام ... يليق بي اللهو في الازقه والحارات.... اعشق الرقص والجرى والسباقات ... يبدأ يومي في الثامنه صباحآ ولا ينتهى حتي اكتفى من الحياه ... أجل نسيت ان اخبرك اني كنت اعشق الحلويات ... بل مازلت اعشقها ... واعشق تلك الطفله التي لم تحمل للايام همآ ... انا سجنت نفسي داخل تلك الطفله في ذلك اليوم .... ولم اسمح لنفسي ان اتذمر او اعترض فالأمر يليق بي ... جسد أنثى بروح طفله بريئه ... لما اتذمر وكريم يعشقني بسبب تلك الطفله ... ولكن المؤلم ان تلك الطفله اهدتني شئ ....
(صمتت اسيل فنظر لها شريف بتساؤل ...)
شريف : ماذا اهدتك
اسيل :ورمآ خبيث .....
شريف :ماذا ؟
اسيل :كما سمعت .... ذلك الورم يتغذى علي أحلامي وامالي وايامي ....ولم يكتفى بكل ذلك بل ارشده الطمع الي ان يأخذ مني حبي وعشقي
شريف :مؤكد يوجد علاج
اسيل : في كل مره يتم العلاج كما يجب ... وانفذ تعليمات الطبيب ... وافعل كل ما بوسعى ....واتأمل ان كل شئ انتهى ثم اصحو من غفوتي علي كابوس ان جسدى انتج الورم من جديد لارتمى في معاناة المشفى والطبيب والعلاج
شريف :ولما لم تخبري احدآ منا ... هل نحن بعاد عنك الي هذا الحد
اسيل :شريف .... ارجوك لا تخبر احد .... دعني اموت وانا ارى الحب في عيونكم ... لا اريد رؤية نظرات شفقه او عطف ....
(انفجر شريف صارخآ في وجهها
شريف :موت ماذا .... هل جننتي
اسيل :ارجوك يا شريف .. اعطني وعد الان انك لن تخبر احد
شريف :ولكن....
اسيل : اقسم لك انك لو اخبرت احد ساختفى من حياتكم دون رجعه وصدقني ... فهذه آخر ايامي
شريف : ماذا
اسيل :مرضى هذه المره عاد وبقوه ... ربما ايام ... او اسابيع ... او أشهر ...ليس مؤكد ... المؤكد اني لن ابقى معكم لسنوات
شريف :ربما هناك حل
اسيل :عمليه خطيره ..... ليس هناك اختيار وسط ....ان نجحت العمليه نجوت من المرض ... وان فشلت خسرت حياتي
(نظرت اسيل له بابتسامه قائله ...)
اسيل :وانا لا اريد ان اخاطر بما تبقي من عمرى ولو ايام ... اريد ان اكون بجانب كريم ولو تحت غطاء الصداقه
(كاد ان يتكلم فقالت .. )
اسيل : الفضول يأكل الأصدقاء هيا لنذهب لهم
(نهضت اسيل ومعها شريف وذهبت تجاه الأصدقاء قائله ...)
اسيل : اعلم ان جميعكم تتسائلون ... ساريحكم باجابتي... يا اصدقاء انا لدى حبيب وقريبآ جدآ ستتعرفون عليه ...والان سأذهب للنوم
(اخذت اسيل حقيبتها ودخلت للفندق مره اخرى وتركتهم مع اسالتهم .....فنظروا الي شريف باستغراب فتجاهل نظراتهم وقال ....)
شريف : لقد تأخر الوقت .... هيا للنوم
(انصرف كلآ منهم متوجهآ إلى غرفته حزينآ علي حال الصديق الذي فقد آخر امل في حبه فتوجه امجد الي غرفة كريم ليطرق الباب قائلآ ...)
امجد :كريم ... هل يمكن أن نتحدث لبعض الوقت ..... من فضلك كريم ... افتح الباب ... ربما مازال هناك امل
(فتح كريم الباب قائلآ ....)
كريم : انتهى يا صديقي انتهى .... كل شئ انتهى ... الي هنا وكفى .... وكأن شئ لم يكن .... انا فقط تركت نفسي لقلب غبي وسمحت له ان يتلاعب بي كما يشاء .... ولكن الآن يجب أن أعود الي صوابي
امجد : ماذا تعني
كريم : لا شئ ... انا فقط سانهى هذا الحب بيدي
امجد :ليس بهذه السهوله
كريم : وربما ليس بتلك الصعوبه
امجد : كريم ... في مسائل الحب ليس هناك وجود للعقل
كريم :انجرفت مره خلف قلبي وانت تعلم النتيجه ... ربما يفيدني عقلي هذه المره
امجد : لا ادرى ماذا بيدى لافعله
كريم : فقط ادعمني .... هذا كل ما اريده ... اقنعني ان كل ما اهدتني اياه كان زيف وخداع ... تلك النظرات ... والابتسامات .... والكلام المعسول ... اتصالاتها للسؤال عن حالي .... ايمكن ان يكون هذا حالها ونحن مجرد أصدقاء... أتدري شئ ... أخبرتني ذات يوم انها تشعر بجانبي انها بحال افضل دائمآ.... دائمآ تشعر بالامان .... كل هذه الكلمات اعتقدت انها إشارات.... دعوه منها للبقاء والاستمرار ... ظننتها ترسل لي رسائل مخفيه محتواها انا استحق ان تفعل كل ما بوسعك لأجلي ....
(نظر له امجد ليجد الدموع التى يمنعها فقط الكبرياء تملأ عيناه فاقترب منها ليحتضنه قائلآ ....)
امجد : ليس سهلآ يا صديقى .... ليس سهلا
( انجرفت الدموع من عيناه وهو يقول ليواسي نفسه ....)
كريم :وربما ليس بتلك الصعوبه
(في هذه الاثناء كانت اسيل تجلس في غرفتها تبكي علي ما وصل إليها حالها فامسكت هاتفها لتنظر الي صوره تجمعها مع كريم فتبتسم من الخب الذي يبدو واضحه في نظرته لها فتنهدت قائله ...)
اسيل : هل استحق كل تلك المعاناه
هل انا سيئه الي هذا الحد
ولكن قلبي ليس اسود فلما التزقت بي كل تلك الآلام
اهي لعنه ام عقاب
او ربما ذنب تخلصه مني الايام
كان داخلي يحترق يا حبيبي
لا ادري هل احترق من أجلك ومن أجل حبك الذي لا يعوض
ام احترق من اجل نفسي وروحي التي تشتاق اليك في كل لحظه
ام احترق من أجل قلبي الذي ظل ينتظر اللقاء وحين جاء موعده صدمه القدر
ماعدت احتمل يا صديقي ورفيق دربي
ساظل احترق .....ولكن ليس من أجل شئ
ساحترق فقط من أجل نفسي
( في هذه الأحيان كان شريف يجلس في غرفته يتحدث مع رهف و ....)
رهف : حتي الآن لا أصدق ما حدث .... ايعقل ... اسيل تحب شخص آخر ... من هو .... أين تعرفت عليه ... متى التقت به ... وكيف ... لما لم تخبرنا عنه شئ من قبل
( كان شريف يستمع إليها ولكنه شارد فانتبهت رهف الي صمته فقالت ...)
رهف :شريف ... أين أنت يا حبيبي .... لما لا تتكلم
شريف : رهف ... هل يمكن أن نغلق الآن... انا متعب وأريد أن أنام
رهف :ماذا ... تنام الآن
شريف : اخبرتك ... انا متعب
رهف : حسنآ ... اتمنى لك نومآ هنيئآ
شريف : انا اسف ... اعتذر منك كثيرآ ... انا فقط
رهف :لا داعي للاعتذار .... هذه الليله اهلكتنا جميعآ .... تصبح علي خير
(اغلقت رهف الهاتف فتنهد شريف بحزن قائلآ....)
شريف : وضعتي حملآ ثقيلا علي عاتقي يا اسيل
( في هذه الاثناء كان ادهم وفريده يجلسون في غرفة مسك و ...)
فريده : وفي لحظه واحده انقلبت الأحوال وتحولت من سعاده الي حزن
ادهم : ذهبت الي كريم وحاولت التحدث معه ولكن دون جدوى
مسك: تكلمت مع امجد منذ قليل أخبرني ان كريم يتظاهر بالقوه ولكن
ادهم : داخله يحترق ... اعلم ولكن ماذا نفعل
فريده :كل شئ كان يدل انه هناك حب بينهم ... علاقتهم تجاوزت حدود الصداقه بشكل واضح
مسك : ولكن اسيل قالت إن لديها حبيب آخر
فريده :هل حدث سوء فهم
ادهم :او ربما تخفى شئ
مسك : مارأيك يا فريده ان نحاول التحدث معها
فريده : تكلمت مع رهف واتفقنا على نفس الشئ
مسك :غدآ بإذن الله نحاول إيجاد حل
(مضى الليل ببطئ شديد علي قلوب ارهقها الالم لتشرق شمس يوم جديد بدأ بجلوس كريم في المطعم شاردآ ينظر إلى البحر من بعيد مع دخول اسيل الي المطعم لتجده يجلس فتتنهد وتذهب اليه عازمه علي الاعتذار و ....)
اسيل :اسعد الله صباحك
( ابتسم حين سمع صوتها والتفت إليها قائلآ ....)
كريم : اسعد الله جميع أوقاتك
اسيل : هل يمكن أن نتحدث
كريم : الن تتناولي فطورك
( جلست اسيل بهدوء قائله ...)
اسيل : كريم ... اريد ان اعتذر منك بشده
كريم : علي ماذا تعتذرين .... ليس هناك شئ يدعو للاعتذار ... اما بخصوص البارحه فقد كان وانتهى .... لا داعي ان نطيل الأمر اكثر .... ليس بكل هذه الاهميه
اسيل : ماذا تعني
كريم : كل ما في الأمر انني احببتك دون ارادة مني وليس كل الحب يجد حبآ بالمقابل
اسيل :ليس هكذا كريم
كريم : لا داعي لان تطول الأمور اكثر ... كنا أصدقاء .... وسنظل
اسيل : حقآ
كريم :أعدك بذلك
(بدأ الشباب بالمجئ والجلوس معهم لتناول الإفطار .... كلآ منهم ينظر الي الآخر في في صمت حتي بدأ ادهم الحديث قائلآ ....)
ادهم :حسنآ يا اصدقاء .... اليوم اخر يوم في رحلتنا كيف نستمتع به
كريم :اظن ان الأفضل أن يكون كلآ منا علي حريته
شريف : كيف
كريم : لا داعي ان نجبر علي مرافقة من لا يريد .... فليذهب كلآ منا الي وجهته التي يفضلها
مسك : دائمآ ما كنت تفضل ان نكون معآ في كل مكان .... هذه أول مره تختار فيها ان نفترق
فريده : لماذا يا كريم .... وجودنا معا افضل
كريم : عذرآ منكم يا رفاق ..... أحيانآ يجب علي الانسان ان يضع لنفسه نقطة رجوع ليختار الطريق الصحيح
اسيل : لكنك وعدتني ان نكون اصدقاء
كريم : وانا عند وعدي
اسيل : كيف وانت من اللحظه الأولى نسيت وعدك
كريم : انا لم انسى وعدي ... انا فقط عدلت رؤيتى للامور
اسيل : بمعنى
كريم : سابقا كنت انظر لكى واتكلم معك واتصرف كأنك حبيبتي كنت ارى المكان الذي يجمعنا كالجنه .... متعتي بكل شئ كانت مقتصره فقط علي وجودك اما الان انت صديقتي .... فاصبح علي عاتقي هم جديد ... ان اسعد نفسي بنفسي ... ان ابحث عن متعتي في عدم وجودك ( تنهد مطولآ وهو ينظر اليها بألم قائلآ ...).... مؤكد انك ستلاحظين الفرق .... بين الحب والصداقه خيط رفيع جدآ انا أخطأت وتخطيته وحان الوقت لتعود الأمور الي وضعها الطبيعي ..... والان اترككم في امان الله يا رفاق ... فلتبدأ رحلتي
(تركهم كريم وانصرف فنظر لهم امجد قائلآ ....)
امجد : لا تحزني اسيل .... جرحه مازال حيآ
رهف :قد يستغرق الأمر بعض الوقت ولكن حتمآ
سيتم إصلاحه
ادهم :ليس بهذه السهوله
فريده :اسيل ... هلا اخبرتينا شئ ... حبيبك ذاك الذي تحدثتي عنه البارحه .... من هو يا ترى
(بدأ التوتر يظهر علي وجه اسيل ولاحظ شريف ذلك فكاد ان يتكلم لكن كلمات مسك كانت اسرع منه وهي تقول...)
مسك : اجل .... هل نعرفه
رهف : منذ متى وانت تعرفيه
اسيل( بتوتر : انااا
شريف : شباب ....اظن انه لا داعي من الضغط عليها أكثر من ذلك .... دعوها تخبرنا وقتما تشاء
امجد : انت محق ... وانا ايضآ أؤيد كلامك
اسيل( بتنهد في حزن : حتمآ ستعرفون كل شئ ولكن ليس الان
مسك : حسنآ اخبروني الان .... ماذا سنفعل
فريده :سنخرج معآ كالمعتاد
رهف :اجل ... دعونا لا نفوت متعة اليوم
اسيل :اعذروني ... دعوني اذهب وحدي اليوم
فريده : ولكن إلى أين
رهف : هل حبيبك هنا ؟
ادهم : الشاب الذى كان يقف معك قبل قليل في الاستقبال هو حبيبك
اسيل (بتردد ): اااااا.... أجل .... لقد جاء هنا في عطله وتواعدنا اليوم
(نظر لها شريف بتساؤل فتجاهلته اسيل ونظرت الي فريده التي قالت بمرح ....)
فريده : إذآ سنتركك اليوم من أجل حبيبك
امجد :حسنآ يا شباب .... هيا لنبدأ رحلتنا الاخيره هنا
شريف ؛ عذرآ يا أصدقاء ... اليوم أشعر بالتعب .... لن استطيع المجئ معكم
(نظرت له رهف بقلق قائله ...)
رهف :ماذا أصابك يا حبيبي ... هيا نذهب للمشفى بسرعه
شريف :لا داعي للقلق حبيبتي .... فقط رأسي يؤلمنى ... فقط اتناول مسكن وانام لبعض الوقت وسينتهي كل شئ
رهف : حسنآ سأظل معك
شريف :لا .... رجاءً لا تفوتي استمتاعك بالاجازه من أجل لا شئ ....أعدك حين أشعر بتحسن سألحق بكم
رهف : ولكن....
شريف :من فضلك رهف ... لا تجادليني
مسك : وانا لديه مسكن جيد جدآ ... علي الاغلب سينفعك
امجد :اجل ... تناول قرصآ واحدآ وسرعان ما ستشعر بتحسن
شريف :حسنآ ... عليكم ان تستمتعوا بيومكم
ادهم : لننطلق إذآ
(انصرفوا جميعآ وظلت اسيل مع شريف علي طاوله الإفطار و.....)
اسيل : هل تشعر حقآ بالمرض
شريف : وهل تواعدت مع حبيبك اليوم
(ابتسمت اسيل بالم قائله ...)
اسيل : ليس حبيبي ... كان لدى زميل في الثانويه يدعى محمد
شريف : وبعد
اسيل :هو الان طبيب ... حين ارسلت له آخر تحاليل واشاعات اجريتها..... حزن كثيرآ من أجل المريض وشرح لي الوضع بصدق ووضوح ... وحين علم ان المريض هو انا أصر علي مقابلتي للتخفيف عني ... وربنا آدهم حينها
شريف : هل تبقين هنا طوال اليوم
اسيل : احتاج لذلك فعلآ
شريف :وهل البقاء وحدك حل
اسيل :شريف ... من فضلك .... ليس لدى طاقه للكلام
شريف : ولكن ....
اسيل :هذا رجاء مني يا شريف ... دع الأمور تسير كما هي ... لا اريد ان ارى في عيونكم نظرات شفقه وعطف ... اريد ان تكون العلاقات بيننا طبيعيه حتى النفس الاخير ...
شريف : ربما وجودنا بجانبك يفيد العلاج وخاصة كريم
اسيل : هل تظنني سأكون سعيده بوجودكم معى وانا الفظ انفاسي الاخيره وحالتي سيئه علي فراش بارد تحيط به الاجهزه يمينآ ويسارآ... هذا يقرأ نبض قلبي وهذا يظهر ضغط دمي وهذا يمدني بالاكسجين وهذا يمدني بدواء يحرق دمي واعضائى ....( انجرفت دمعه من عيون اسيل لتتنهد بالم قائله ...) .... لا اريد ان اترك لكم ذكريات كهذه ... اريد ان تتذكروني دائمآ ك أسيل تلك الفتاة الطفله المرحه الضاحكه دائمآ .... و ... كريم ... لا اريد ان اكسره بمرضي اللعين ... فليكرهني ... ليظن انني احب غيره ويكرهني .... ان ينسي تلك الجميله خائنة احلامه سيكون اسهل من نسيانه لحبيبه ماتت بين يداه .. لا اريده ان يتألم مع كل مره يأتي معي فيها الي جلسة علاج ... لا انتظر منه ان يتصل بي ليطمئن علي حالي باستمرار ... لا اريد ان يرغمني حبه ان اجازف واختار اجراء العمليه من اجل امل البقاء معه ..... لا اريد ان يفنى سنوات عمره وهو ينتظرني... فربما يمل الانتظار ....
(نظرت اسيل الي شريف لترى دمعه انجرفت من عيونه فناولته منديلآ قائله وهي تحاول أن ترسم الابتسامه علي وجهها ...)
اسيل : هذا بالظبط ما لا اريده
شريف :هذا ليس شفقه او عطف ... هذا ألم من أجل احبائنا يا اسيل ... تعلمين انك كأخت لي ... هل تكون دموعي اعز منك
اسيل :سلمت يا اخي .... سلمت من كل ألم وحزن ....عسى مرضي هذا وألمى ان يكونا آخر الأحزان ...... والان يا اخي العزيز سأتركك وأخرج للتنزه ... لا تنسي ... اليوم اخر يوم لنا هنا .... اذهب إليهم الان وانسى كل ما تحدثنا به
شريف : اسيل
اسيل : ماذا
شريف :دائمآ وابدآ انا موجود
(ابتسمت له اسيل قائله ...)
اسيل : بالطبع .... اول باب سأطرقه في اسوء حالاتي سيكون بابك انت .... والان ...الي اللقاء
___________________^_
انتظروا الفصل القادم وانا انتظر ارائكم

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 28 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

قلبي يحترق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن