16 - | ثلجٌ وتعويذة! |

Comincia dall'inizio
                                    

أومأ الصغير ببراءة بينما أكمل:
-" وتعلم أيضًا أنني أثق بأنك ستكون شجاعًا ورجلًا مغوارًا بالمستقبل؟"

حرك رأسه بالنفي وعقله شارد في تفسير بعض الكلمات التي قيلت له، فقهقه "مازن" عليه ووقف يغلق الإنارة وأختتم قبل أن يرحل..
-" تصبح على خير ياصغيري."

غفت جفون الصغير متهيئة لأحلامًا وردية كالمعتاد، فمن منا لا يستمتع بهذا القدر الكبير من الأمان؟
من منا لا ينام مطمئن البال بغرفته دون أن يتحسس ذلك السكون اللطيف الذي تنثره العائلة من حوله، صوت الباب الذي يحتويه من خوف الظلام، من منا لم يشعر بالامتنان يومًا للمكان والمسكن والأرض، وفراش دافيء نظيف!

شعر بإهتزاز الشرفة ولكنه أستمر في غلق جفونه متصورًا بأن سبب الإهتزاز ناتج عن الهواء الذي بالخارج، ولكنه فجأة قام بفتح مُقلتيه بعد أن سمع صوت آثار الأقدام التي تقترب من فراشه، لم يأخذ فرصته في التعرف على وجه الواقف أمامه حتى قام بنثر بعض المخدر على أنفه أفقده جزءًا من وعيه..

لم يشعر بجسده الذي كان يحمله الرجل على كتفه، ولكنه استطاع رؤية أرضية الغرفة الخاصة بوالده..

كان "مازن" يقف بشرفته يتأمل مملكته كالعادة، الكثير والكثير من الأحلام تطفو أمام عينيه، بريق الأمل ذاك لم ينطفيء حتى في أسوأ أحواله.

وسط الهدوء كان الرحل يقف خلف "مازن" يطالعه بحقدٍ وشر، ثم تمتم بخبثٍ..
-" أن تموت ببطيء أجمل من أن تموت فالحال."

ثم نثر بعض الكلمات التي خرجت مع طيف أسود اللون وحام حول هيئة "مازن" وقال..
-" تعويذة الخيبة مع هالتك الحالمة ستفي بالغرض.."

ثم خرج وهو يحمل بين يديه "تَيم" الذي أتسمع إليه يقول..
-"لا يوجد أجمل من اللعب على أوتار القلوب الحساسة يا صغير، فرغم كون تعاويذ المشاعر تافهة، إلا وأنها تكون مفيدة لأمثال والدك في بعض الأحيان."

أُفيق من حلمه بثباتٍ عالٍ كالمعتاد، ولكنه لم يتمكن من إيقاف تلك الوخذات القوية التي كانت تضرب قلبه كل ثانية تمر، جميع أوصاله أصبحت تهتز، تنفس الصعداء بكل هدوء مثقل، ووقف بصعوبة بعد أن أستمع لِـ "أنس" يعلن التحرك..

تحرك بخطواتٍ عشوائيةٍ مضطربة على العشب، فوجد حاله بقرب شقيقته التي لاحظ تغير ملامحها فسألها:
-" ما بكِ"

-" لا شيء، أشعر بالتعب فقط، فوق أنني اشتاق لأمي، أنتَ ما بك؟"

-" لا أعلم، كوابيس.. مجرد كوابيس، صحيح كنتُ أريد سؤالك."

-" ماذا؟"

-" هل يمكنك أن تقولي لي أنا أشبه من أكثر، أبي أم أُمي؟"

| چُــمَاڤـــيّ | °الجزء الثاني للعالم المعكوس° ✓Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora