الجزء✪الثاني

5 2 0
                                    

.
.
.
.
.
.
نظرتْ إلى الحلويات بإبتسامة عفوية قائلة : أريدُ من هذه و هذه و هذه ، لِنَقُلْ من كلِّ الأنواع .
أبتسم البيَّاع قائلاً : لكِ هذا آنستي.
أقبَلَ بوضعها في كيس و هي ألتفتت حينما سمعت صراخ أحدهم على بعد بيتٍ واحد .
نظرت إليه و لم تستطع رؤيةَ وجهه تفاجأت عندما بدأ يتشاجرُ مع الممرضة و أصابها الفُضول لتعرفَ ماقصته .
تحدثت وهي لا تزالُ تنظر إليهما قائلة : من هذا ؟
ردَّ عليها البيَّاعُ و هو يقول : إنه كايرون بيرني .
خافت عليه حينما أصبحَ يضربُ رأسه بالبابِ و قادتها قدماها نحوه و البيَّاع يناديها : هيه ألا زِلتِ تريدين الحلويات؟؟
لم تُجبْ عليه و تابعتْ تقدمها نحوه ، وقفتْ أمامه قائلةً : يا سيد .
تعرَّفَ على صوتها و رفعَ رأسه و نظر إليها و لم يردف بأيِّ حرفٍ ، خافت من الدم الذي غطى وجهه و تحدثت بصوت يملأه القلق و الخوف : يإلهي إنكَ تنزِف .
بحركة سريعة جلستْ أمامه و أخرجت منديلاً و بدأت بمسحِ الدمِ بقلق شديد .
نظرتْ إليه بقلق و خوف - بعدما مسحت الدمَّ من على وجهه و يداها ما تزالانِ في خديه - و أقبلتْ تتفحص وجهه يميناً و يساراً ، ثمَّ أردفت قائلة - بصوت يملأه القلق و الخوف و العِتاب - : يإلهي مالذي فعلته .
كايرون وضع يداه فوق يداها و نظر إلى عينيها بحده ثم ابتسمَ مبعِداً يداها قائلاً : لا تقلقي إنه مجردُ جرح طفيف سيزول مع الأيام .
رأتهُ و هو يقف و يمدُّ يدهُ إليها ، أمسكتَ بيده و سارعت بالنهوض ، أمسكتْ بساعِدهِ و أقبلتْ بالنظرِ إلى عينيه بتعابيرَ جدِّية ، تحدثت قائلة : أخبرني لما تشاجرتَ مع الممرضة و ماذا قالت لكَ لتثورَ هكذا .
كايرون بإبتسامة أردفَ قائلاً : ما حدثَ هو أن أمي كانت مريضة بشدة و أتيتُ للعيادة ، و حينما وصلتُ أغلقتها بوجهي متحجّجَه بأن الطبيبَ مُتعبٌ و لا يستطيعُ أن يعالجَ أحداً آخر ، و هذا ما حدث .
تحدثت بحزن قائلة : يإلهي .
أبتسم بهدوء و أبعد يدها قائلاً : قلتُ لكِ ألا تقلقِ و الآن أذهبِ للبيت ، ستغربُ الشمس عمَّ قريب .
حركتْ رأسها بالموافقة و ذهبت إلى عندِ البيَّاع قائلة : هل يمكنكُ أن تحفظ عندكَ طلبي للغد؟
البيَّاع بإبتسامة ودودة : بالطبع فأنتِ الأميرة و طلباتكِ أوامر آنستي .
ابتسمت قائلة : هيا ، لا أريدُ من أحدٍ أن يعلمَ هذا .
البيَّاع ضحك قائلاً : لا تقلقِ سركِ في بئر .
.
.
.
.
.
عاد للبيت قلقاً ، حزيناً ، خائفاً ، لا يعلم ماذا يفعل ، هل يا ترى عليه الأنتظار للغد من أجلِ الطبيب ؟ أو أن أمه لن تتحمل أكثر .
دخلَ للبيتِ و نظرَ للأسفلِ ليرى حذاء سوزي موجود ،
نزعَ حِذاءه و أسرعَ بالذهاب لغرفة أمه - عالماً بأن سوزي ستكونُ هنالِك مثل كلِّ مره -
.
.
.
رأتهُ يدخل للغرفة و أقبلتُ بسرعة و أحتضنتهُ باكيه ،
خاف و أردفَ قائلاً : سوزي سوزي ما بكِ ، لماذا تبكين ؟
سوزي أجابتهُ من بين شهقاتها الحزينه : أمي .
تفتحت عيناه بقلق قائلاً - و هو يهزُ سوزي - : مابِها أمي ، اجيبِ ، مابِها !
سوزي أجابتهُ قائلة : إنها لا تردُ علي ، أرجوكَ إفعل شيء .
إبتعدَ عن سوزي و ركضَ إلى سرير أمه و جلسَ ممسكاً يداها الباردتان بقلق كبير ينظرُ بعينيه بقلق في أرجاء الغرفة ،
باتَ تلكَ الليلة مستيقضاً بجوار أمه في حين أنَّ سوزي كانت تنام قليلاً و تفيق .
.
.
.
.
حضن أخته و لم يُرِد أن يبكي أمامها حتى لا تنهارَ أكثر عندَ موتِ أمها فقد أشرقتْ الشمس في ذلك اليوم معلناً عن موتها بعد حياة مليئة بالآلام و اليأس .
.
في ذلك اليوم هي أرادتْ أن تراه و تطمأن على حالة أمه - نظراً لعدم معرفتها أين يسكنْ - لكنه لم يأتِ بالأبقار إلى النهر ، سئِمت من الأنتظار و قررتْ المشي و التنزه في الغابة قليلاً .
توقفتْ عندما رأت أمامها بيتاً صغيراً يحيط بجانبه حقل و الجانب الآخر يحيط به زريبة أبقار صغيرة ،
قادها فضولها لأمام البيت ، تعجبت من كثرة الناس الذين يدخلون و يخرجون و كأنه كان هنالِك إحتفالٌ كبير - حيث أنه كانت هنالِك بعضً الطاولات في الخارج و الناس يجلسون عليها ، لكثرة عددهم -
فقالت في داخلها " لربما هذا إحتفالٌ كبير و علي الأستمتاع قليلاً " ، مشت و صعِدت درجات الباب - الذي كان مفتوحاً على مصرعيه - دخلت و تفاجأت بأن الكل كان يرتدي لباساً أسوداً و كذلك الذين كانوا بالخارج -
توجهت أنظارُ الكثيرين إليها كونها كانت تلبسُ الورديَّ ،
ظهرتْ علامات الإحراجِ على وجهها و تمنتْ لو أنها لم تأتي إلى هنا إطلاقاً ، مشتْ رغمَّ ذلك و دخلت للمطبخ و أختبئتْ خلف الباب و جلست واضعتاً يداها في وجهها بإحراج شديد .
نظرتْ من بينِ يداها لترى أن هنالِك باب خلفي يقودها للخارج ، تنفست الصعداء و أرادت الوقوف حينما دخل أحد للمطبخ ، لم تُرِد أن يراها أحدٌ آخر لذا أغمضتْ عيناها و وضعت يداها لتخفي وجهها ، و بعدَ لحضاتٍ أحستْ بأنفاس أحدهم تصطدم بيداها .
.
.
.
نظرَ - من شرفةِ القصرِ - إلى الحديقةِ الكبيرة بملل شديد ، بينما كان واقفاً لا يعلمُ ماذا يفعل ، تذكرها و أبتسم ثمَّ مشى قاصداً غرفتها ، أخذ نفساً عميقاً ثمَّ أقبلَ بطرقِ بابِ غرفتها الكبير ، إنزعجَ من عدمِ الردِ على طرقه العنيف للباب ، لكنه تمالك نفسه قائلاً : بيرتا أعلمُ لما لا تردين علي ، أنا آسف حسناً ، و الآنَ إفتحِ الباب أرجوكِ أريد أن أحدثكِ قليلاً .
إنزعج كثيرا و صاح غاضباً - مشيراً للباب بسبابته - : إفتحِ الباب هذا أمرٌ مني .
إنفجرتْ أعصابهُ و ركل الباب بقوة ليصيح بألم ممسكاً قدمه ، رفع رأسه ليرى الخادمة تنظر إليه ممسكةً ضحكتها ، تحمحم بجدية قائلاً : إنسِ ما رأيتيه تواً - غير نبرة صوته بعصبية قائلاً - و الآن إذهبِ و إلا طردتكِ من عملكِ هذا .
إنحنت بأسف و أكملتْ طريقها ، أخذ نفسها عميقاً و رفع صوته بغضب قائلاً - و هو لايزال يحدثُ الباب - : إفتحِ و الباب و إلا كسرتهُ على رأسكِ ،.
لم يسمع منها أي ردٍ فقال : سأعُدُ للعشرة ، واحد ، إثنان ،
- إنزعج و استئنف حديثه قائلاً - يالكِ من فتاة عنيدة .
و ذهب ماشياً بغضب شديد ، و عندما وصلَ إلى عندِ أحد الحراس ، صاح في وجهه قائلاً : تعال معي هياا .
مشى الحارس بإنزعاجٍ خلفه ليتوقفا أمام بابِ غرفتها ، إلتفت للحارس و قال : هيا إفتح الباب .
أجابه الحارس : و لكن هذا بابُ غرفة الآنسة ، من نحن انقطع خصوصيتها في غرفتها .
أجابه الآخر : أنت الذي إسأل عن مكانتك و هيا افتح الباب أنا آمرك .
فتح الحارس الباب أو بالأحرى كسره ، إلتفت عليه قائلاً : و الآن انصرف من أمامي .
أجابه الحارس : أمرك .
صاح بقوة قائلاً : بيرتااااا .
أتوا إليه الحراس و بعض أفراد العائلة الملكية بخوف ،
والد كريستوفر - الأميرُ الثاني الأخ الأصغر للملك - : ماذا حدث يابني؟
كريستوفر : إن بيرتا قد إختفت .
والدة بيرتا - الملكة ميراندا - بخوف : ياللهول إبنتي بيرتا .
و ضعت يدها على جبهتها مغمى عليها لكن الملك أمسكَ بها قبل أن تسقط على الأرض و صاح قائلاً : عزيزتي ميراندا ، - نظر الحراس و صرخ قائلا - إستدعوا الطبيب مابكم تقفون بدون حراك هكذا .
جميع الحراس ألقوا تحيه قائلين : أوامرك سيدي .
بعد ذلك ،.
الملك بقلق شديد : مابها أيها الطبيب ؟
الطبيب : لا تقلق يا مولاي إنها بخير فقط عليها أن تستريح قليلاّ .
الملك براحه : حمداً لله .
الطبيب إنحنى قائلاً : بعد إذنك مولاي .
الملك أشار له بالمغادرة قائلاً : إذهب حيثما تريد .
كريستوفر : عمي أقترح أن ترسلَ دورية حرسٍ ملكي للبحث عن بيرتا فالوقت قد تأخر و الكل هنا قلق عليها .
قبَّلَ جبين ميراندا و خرج مسرعاً من الغرفة ،. و في طريقة قابلَ مستشاره قائلاً : أخبر أكبر عددٍ ممكنٍ من الحراس أن يجتمعوا في غرفة العرش بعد دقيقة .
إنحنى - المستشار ويليام - قائلاً : أمرك مولاي .
و في طريقه لنداء أكبر عدد من الحراس رأى اثنان منهم في ممرات القصر و صاح في وجهيهما قائلاً : اذهبا حالاً إلى غرفة العرش ، هذه أوامرً الملك .
ألقيا تحيه و بعد أن اختفى عن الأنظار أقبلا بالحديث قائلاً أحدهما وهو ينظر إلى وجه الآخر - : إنها الأميرة مجدداً صحيح .
نظر إليه الآخر قائلاً : بالطبع .
لاحقاَ في غرفة العرش،،
الملك : أيها الحرس الملكي المخضرم أنا آمركم بالبحث عن وريثة العرش الوحيدة الأميرة بيرثا في كل بقاع المملكة .
الحرس بصوتٍ واحد : أمرك مولاي .
صاح الملك قائلاً : لا تدعوا أي شبر يفُتكم .
.
.
.

Life Story: Carrion Bernie & BerthaOù les histoires vivent. Découvrez maintenant