٢ | حدَث الليلَة.

ابدأ من البداية
                                    

هذا كثيرٌ حقاً.

هذا اليومُ غريبٌ بشكلٍ يثير القلَق، أم أنني كثيرَة التفكيرُ فحَسب؟.

هيَ كانَت تنوِي التحَدث لكنّني سبقتُها أسألُها بسُرعة فقَد زاد الأمرُ عن حدِّه وأرِيد أن افهَم مَا الذِي يجرِي من حولِي.

«ماذَا هناكَ كارلاَ؟، لماذا القلقُ ظاهرٌ على ملامحِك يافتاة؟، هل حدَث شيءٌ ما؟..  ما خطبُ الجميع اليوم!.. تعلمينَ أنّه بمقدوركِ إخبارِي بكل شيـ.. ».

لم أواصِل كلامِي، بسبب مقاطعتهَا لي «حسناً، حسناً.. إنتظرِي تيانَا..  كل ما في الأمرُ أنّ المطعَم سيغلَق اليوم بوقتٍ أبكرَ من العادَة، قدمتُ لإعلامكِ بالأمر»، كانَت تتحَدث بهدوءٍ لكنّه كان واضحاً بالنسبَة لي أنها تحَاول جاهِدة تصنُع ذلكَ، هيَ لم تكن تنظُر لعينايَ أثناءَ حديثهَا حتى!.

«لما هذاَ الآن؟، منذُ متى نفعلُ ذلكَ كارلاَ، وبساعتين؟، بجديَة!..».

كادَت هي تلقِي إجابَة أراهنُ أنّها كذبَة، لكنّ صوت والدتنَا منعها من إتمامِ ذلكَ، وقد كانَت نبرتُها جديَة نوعا ما برغمِ ما كانَت تظهرهُ منذ الصباح «هيَا تيانا، كارلاَ.. إنتهى العملُ لليوم، لدينَا مكانٌ لنتوجه إليهِ بعد قليل».

كارلاَ أومئت بهدوءٍ متوجهة لتغييرِ ملابس العمل، لم يظهر على وجههَا أي علاقَة من علاماتِ التساؤلِ قبلَ ذلك حول المكَان الذي سنتَجه إليهِ على حَد قولِ أمِي فإستنتَجت أننّي الجاهِلة الوحِيدة بالوَضع!.

كانَت أمي علَى أهبّة الإستعدادِ للذهَاب كذلكَ لكنّني أمسكتُ بمرفقِها قبل أن تخطُو أي خطوَة، يجبُ عليّ معرفَة مايدورُ حولِي، أشعرُ بالغرابَة من تصرفَاتهم آخر فترَة وخاصةً اليَوم.

إلتفّت هي نحوِي لتواجهنِي، فرُحتُ أسألها «أمي، ما الذي يحدثُ وإلَى أينَ سنذهَب؟، لما أنا الوحِيدة التي لا تعلَم بالأمرِ؟» نبرتي العاليَة لم أستطع التحكمَ بها لأنّه قد طفحَ الكيلُ معي.

أشعرُ وكأنني شخصٌ تم إستبعادهُ من عائلتهِ، شخصٍ غير مهمٍ ولاَ يجدر به معرفَة الأمُور التِي تحدُث بينَ أفرادِ أسرتِه.

«لا بأسَ تيانا، ستعرفِين بخصوصِ كل شيءٍ بعدَ ساعاتٍ قليلَة، ثقي بي وبإخوتِك.. نحنُ لن نقومك بشيءٍ هو ضد مصلحتِك عزيزتِي».

رغم نبرتِي التي ما كَان علي استعمالهَا معها، هيَ لم تعلق علَى الأمْر بل اجابتنِي ببساطَة جوابًا زادَ من تساولَاتي ولم ينقِص منهَا شيئاً.. مالذِي تقصِده بكلامِها هذا؟. ولكِن قبلَ أن أستفسِر أكثر وجدتُها قد اتجهَت لتغيِر ملابسَها ايضاً.

حسناً الوضْع أصبَح أكثرَ جدِية الآن... وأنَا علَى علمٍ بأنّ لا أحد منهُم سيجِيب على تساؤلاتِي.. الشيءُ الوحيدُ الذي قد يجيبنِي هو أن أقوم بمَا يطلبونه مني لأكتَشف الأمر بنفسِي، إنهم عائلتِي بعد كلِ شيءٍ. سأثق بهم و أرَى ما يحدث بنفسِي.

تَـائـهـةٌ فِـي عَـالـمِـي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن