1) بالونةٌ صفراء

63 12 37
                                    

‹مدينة الملاهي نوكساترا،
الحادية عشر والنصف مساء الأربِعاء›

◦•●✿࿚༺꧁꧂༻࿙✿●•◦


صوتها المرتفع ينافس الضوضاء المُحدَثة في المكانِ من أحاديثٍ وصياحات وأغاني صدَحت، وبينما الأطفال يضحكون ببهجة ناقضهم صاحب البالونة الصفراء بعينيه المُغرورقتين، تجره والدته المتجهمة كالماعز يوم نحرِها، زجرت متوعدة من على الهاتف وانتهى حديثها ببصقة، لم يفهم الصغير لمَ هي غاضبة ولم يشغله سوى بالونه الذي علا عليه حتى علق بين قضيبين متمردين من منزل غابرييل ذو الواجهة الوردية ومجسمات المهرجين، لم تتزحزح عيناه الدامعة عن بالونه حتى اختفت عن ناظريه.

وقتها شعر أن العالم قاسٍ.. جدًا.

◦•●✿࿚༺.༻࿙✿●•◦

اليوم التالي 'نوكساترا '
7: 29am

" وكأنه يكتُب بإصبع قدمه الصغير! ما هذا الخط؟"

حَنِق الفتى المدعوّ 'سيفاك' وهو يحدج الورقة في يديه بنظراتٍ شزرة، تخصّر بضجر يبحلق في واجهة المنزل، منزلٌ لإقامة حفلات الشاي مع الأطفال، بواجهةٍ وردية ورسومات لمهرجين تُجاوِرها مُجسمات، كان عليه نقل بعضُ الأدوات فيه، ما يُدعى بـ'منزل غابرييل '، لم يشعر سيفاك بالراحة حياله، خاصةً تلك المجسمات التي تبدو وكأنها تنظر إليه!

بحلق في تمثالٍ لمهرج صغير بشعره البرتقالي ووَجْهُه المُصَبَّغ بالألوان وقد بدت عليه السعادة من ابتسامته الواسعة، اقترب منه يُحدق في عيني التمثال ووهلةً شعر أنه ينظر إليه، تضاربت دقات قلبه وانتفض عائدًا حيثُ كان.

حاول إبعاد الأفكار السوداوية تلك عن رأسه وهو يشجع نفسه على حمل الصندوق الممتلئ بأكوابٍ تُخدش بسهولة، انثنى يحاوط الصندوق بذراعيه حذرًا وأثناء رفع جذعه، جذبت أنظاره بالونةٌ صفراء محصورة بين قضيبين من البناء المبهرج، تمتم.

" حظّ ذاك الصغير!"

ولِج المنزل المُعَد خِصّيصًا للأطفال ورغبةً في الهروب من الخوف شرع يدندن ويحرك رأسه مع إيقاع خفيّ رغم دوران بؤبؤيه القَلِقيْن مع وجهه، قلبه يخبره أن يُلقي ما بيده ويخرج مُسرعًا وهذه المرة وافقه عقله بكل رحابة، لكنه ماهرٌ جدا في إيقاع نفسه في المشاكل، لم يُصغِ آبيًا وتابع مسيره،
همس مستنكرًا.

" أنّى للأطفال الشعور بالسعادة في مكان كهذا!"

كان المدخل طويلًا وضيقًا والظلام أخفى ملامحه، أنزل الصندوق وبدأ يحسس بأنامله فوق الجدار باحثًا عن مِكبس، تحرَّك للأمام قليلًا ولا تزال يديه تتلمس الجدار الأملس، اختفت الأرض من أسفله على حين غُرة فسقط تاركًا صراخه يلحقه، كان حدسه صائبًا.. لا تثق في مُهرّج، فما بالك بمنزله!

عصبWhere stories live. Discover now