الفصل التاسع وأربعون "2"

ابدأ من البداية
                                    

أنهي كلماته وهو يتقدم منها يمد كفه لها بكوب اللبن ذلك، مما جعل الإبتسامة ترتسم على ثغر شيماء وهي تمد كفها لتلتقط منه كوب اللبن وقد ارتجف كفها وهي تنظر نحو عيناه وهي تقول بأمتنان نابع من أعماق قلبها:
_شكراً بجد على كل حاجه يا رامي

نطقت بتلك الكلمات وهي ترفع الكوب لترتشف منه رشفه بسيطه وقد اهتز الكوب بين كفها وهي تلاحظ عيناه اللامعه بنظرات واضح بهم الحب..

وضعت الكوب على الطاوله ثم عادت تنظر له بمقلتيها المتوترتين قائله بنبره مرتبكه:
_ بجد يا رامي أنا مش ندمانه أني وافقت أتجوزك

نطقت بتلك الكلمات التي خرجت مهزته بعض الشئ لكنها كانت نابعه من داخلها فهو أصبح يشعرها بالذنب على حبها لغيره حتي لو كان ذلك الحب قبل أن تتزوج به..

التوي ثعر رامي بابتسامة جانبيه ثم مد كفه يمسح على أحد وجنتيها برفق مما جعل القشعريرة تصيبها و كأنه يلمسها للمره الأولي، أبتسم هو قائلاً بصوت جاد متزن:
_ أنا مدرك كويس أوي أنك معملتيش حاجه غلط و أن مش ذنبك أن إنتي..

بتر باقي كلماته وهو يبعد كفه عن وجهها فهو مازال يشعر بالغيرة من وقوعها في حب غيره..

ألقي نظره على طاولة الطعام التي قام بإعدادها ليشير لها بعينيه قائلاً بنبره لطيفه للغايه:
_ طب يلا اقعدي عشان شويه و هنخرج أنتي تقريبا من وقت ما أتجوزنا مخرجتيش

نطق بتلك الكلمات وهو يعاود النظر إليها وقد تعلقت عيناه بمقلتيها التي قد لمعت بالدموع، ليضيق ما بين عينيه قائلاً بضيق طفيف:
_ مالك؟

رفعت هي أناملها المرتجفه تمسح على عينيها برفق وهي تحرك رأسها يميناً و يساراً قائله بصوت متحشرج للغايه:
_ مفيش بس أنا كده لما بفرح عيني بدمع

التوي ثغره بابتسامة وهو يحاوط وجهها بكفيها ثم طبع قبله رقيقه على جبينها و ثم حاوط خصرها بذراعه لتستند هي برأسها على صدره..
٠٠٠٠٠٠٠
بعد مرور شهرين، جلست على تلك الأريكة عائشه بثوبها الطويل الأبيض الذي قد ذهبت مع والدتها و زوجة عمها إبراهيم و بالتأكيد عبير ونهي من أجل شرائه..

وقع بصرها عليه يخرج من المطبخ ينزل الهاتف من على أذنه، لترتسم إبتسامة طفيفة على ثغرها و حركت شفتيها تخرج الكلمات من فمها غير مترابطة:
_خلصت، كنت بتكلم مين؟، قصدي يعني خلصت المكالمه !

التوي ثغره بابتسامة جانبيه وهو يلقي الهاتف على تلك الطاوله الصغيره ثم تقدم منها مبتسماً قائلاً بحبور:
_ و أخيراً خدتك من عمامك ده أنا لو بخلص ورق في مصلحه حكوميه كان زمانه خلص

نطق بتلك الكلمات مبتسماً ليلاحظ وهو إنعقاد حاجبيها من هذا التشبيه الغريب مما جعلها تنهض من على الأريكة وقد توردت وجنتيها خجلاً وهي تتقدم منه قائله بنبره خافته متلعثمه:
_جدك كان واضح عليه أنه فرحان عشانك جداً

وجدته يتقدم نحوها و بدون سابق إنذار كان يحاوط خصرها بذراعيه محدقاً إياها بعيناه التي تربكها وقد شعرت هي أنها غير قادره على الوقوف على قدميها ثم وجدته ينطق بخشونه معاتباً:
_ مكنش ليه لازمه المكياج ده

خفضت نظراتها وهي تشعر بخفقات قلبها تكاد تصم أذنيها وقد ذادت حرارة وجنتيها وهي تقول بتبرير وقد خرجت نبرتها متحشرجه أثر خجلها:
_ أنا عروسه

قد خرجت كلماتها عفوياً ، ليضيق هو ما بين عينيه و عيناه تترصد كل حركاتها ثم تحدث قائلاً بنبره متهكمه قاصداً المزاح:
_ يعني دفعت فلوس عشان الست إلي مسمينها مكيب مش عارف أي دي تبوظلك وشك بالمنظر ده !

نطق بتلك الكلمات وهو يضع أنامله أسفل ذقنها ليرفع وجهها جاعلاً إياها ترفع رأسها وقد حدقته بمقلتيها الواضح بهم التوتر لتخرج منها الكلمات تلقائياً بنبره مضطربه:
_ أنت زعلان على الفلوس إلي دفعتها !

نطقت بتلك الكلمات وقد ضغطت على الحروف في آخر كلمه مستاءه، ليرفع هو حاجب و ينزل الآخر ثم تحدث قائلاً بتأكيد أجش:
_جداً

تهربت هي بعينيها بعيداً عن نظراته المترصده وقد شعرت به يضغط بذراعيه على خصرها أكثر مقرباً إياها منه ، حركت هي شفتيها تنطق باستياء مفعم بالخجل الذي يتملكها:
_ يبقي أنت بخيل أوي !

نطقت بتلك الكلمات محركه رأسها تنظر بعيداً عنه لتشعر بشفتيه تهبط على أحد وجنتيها المقابله له بدفيء مما جعل القشعريرة تسري في جسدها وهي تعاود النظر نحوه قائله بصوت متحشرج:
_ أنا منمتش بقالي أسبوع

نطقت بتلك الكلمات وهي تحاول التخلص من محاصرة ذراعيه لها فقد شعرت بقواها تخور ليقع نظراته على عيناه المحدقه إياه وهو يقبض أكثر بذراعيه على خصرها قائلاً بنبره ساخره مبتسماً:
_ منمتيش بقالك أسبوع ده إلي هو أزي؟

أشتعلت وجنتيها خجلاً ثم أبعدت نظراتها بعيداً عنه وهي تشعر بدقات قلبها تكاد تصم أذنيها لتعاود النظر نحوه بأنفاس مضطربه وهي تخرج الكلمات من فمها بارتباك عفوياً:
_ لا أسبوع و نص بقالي اسبوع ونص منمتش

نطقت بتلك الكلمات وهي تحاول فك نفسها من حصار ذراعيه على خصرها فلم تعد لديها قوه فهي من فرط توترها قد شعرت بألم في معدتها إلي جانب قدميها المرتجفين ليقع بصرها عليه يغمض جفونه ثم ذاد من ضغط ذراعيه على خصرها وقد قهقه ضاحكاً ليهتز جسده وهو يردد جملتها الغير منطقيه:
_ أسبوع و نص منمتيش يا عائشه !

حركت هي رأسها إيجاباً وقد أصابها اليأس من فكرة أن يتركها و ما جعل شفتيها ترتجف عندما وقع بصرها على عيناه اللامعه ببريق عابث وبصره معلق بثغرها لينبض قلبها بعنف متوتر..













فرت إلي قسورة "مي الفخراني "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن