٢/ افي بوعودي

ابدأ من البداية
                                    

" هل ذكرتِ شيئاً عن خيبة الأمل آنسة انجليس ؟؟."

ذعرت لطرحه السؤال , وتسائلت عن السبب الذي يجعل هذا الرجل يشعرها وكأنها على شفير نوبة غضب عارمة ....
" خيبة الامل ؟."
هزت رأسها محاولة اعادة التركيز . وذكرها منظر البوابة الفخم بسبب وجودها هنا . فشعرت بالإثارة للفكرة وذلك لاول مرة منذ .......
حسناً بعد العرض الذي تلقته من محامي السيد فاروس لإعادة تجديد هذه الملكية , وبعد عدولها عن مشروع الزواج ...
وشعرت بغصة في حلقها حين تذكرت انها كانت مقتنعة بتلك الفكرة السخيفة , وانها كادت تندم على زواج رتبه لها جدها ..

" آآه , حسناً ... خيبة الامل ."

جاهدت لترى من خلال الاشجار .. لكن ,, لمِ العجلة ؟
فعما قريب سترى المنزل .
بدأت نبضات قلبها تتسارع ونظرت باستياء الى بال ...
قريباً سوف تتخلص من مرافقها المزعج ...
" حسناً ,س أخبرك ما هي خيبة الامل !!
خيبة الامل هي ان ياتي شخص فظ و نكد ليقلك من المطار ..
خيبة الامل هي ان تمضي ساعتين طويلتين برفقة شخص نزق .. سريع الغضب .. وخيبة الامل الفعلية هي ان تكتشف ان هذا الشخص النكد هو يوناني بخلاف اليونانيين الظرفاءو اللطفاء !!!. "
استمرت في تصويب سهامها نحوه والتفتت اليه آملة ان يضايقه تعليقها العدواني قليلاً ... ثم ضربته ضربة قوية على كتفه وقالت :
" هذه هي خيبة الامل الحقيقية ,, هذه قمة خيبةالامل !!!!..."

وانعطفت بهما السيارة , فرأت كالي لمحة من الالوان لا تشكل جزءاً من الخضرار الذي يطغى على المكان ..
امعنت النظر فوجدت انها ازهار وورود زكية الرائحة ,, اشبه بجنة على الارض ...
اخذت نفساً عميقاً وتملكها شعور جارف وحار , فأدركت انه الحب من النظرة الاولى ..
كان شكل البيت اشبه ببيوت الف ليلة وليللة ,,
عبارة عن زواج رومانسي بين القرميد و الحجارة وا لخشب .....
بدا لها المنزل غاية في الروعة من سقفه فنوافذه الى ابوابة المزخرفة و شرفاته الحجرية و برجه الشامخ .. كان فريداً من نوعه و غريباً ....
تنهدت وهي تشعر برغبة جامحة و قوية للبدء بالعمل ..

" هناك الكثير .. الكثير ...... "
واختفى صوتها .... لم يكن المنزل بالنسبة الى كالي مجرد مزيج من الجص و الخشب و الحجر ....
بل بدا لها كياناً ,, وكياناً حياً يتنفس ...
كائناً يملك روحاً وطبعاً خاصاً به ...
لكن سوء اختيار الالوان والاضافات التي الحقت به شوهت جماله قليلاً ...
وجدت كالي في فرصة المحافظة على تلك الثروة واعادتها الى ما كانت عليه فرصة يحلم بها كل من يعمل في مجالها ,, لذا اخذت تفكر بالدافع الذي حمل السيد فاروس على ايكال تلك المهمة لها ...
بدأت صورة المنزل ترتجف امام عينيها الى ان اصبحت غير واضحة , وفيما كان مرافقها يركن السيارة اغرورقت عيناها بدموع تقرُّ بالجميل .
" ارى ان المنزل هو قمة خيبة الامل ؟!! ".
ملاحظته الساخرة جعلت الدموع تنهمر من عينيها من دون ان تشعر بالاحراج لانها تبكي امامه ...
ثمة اشياء لا يستطيع المرء ان يمنع نفسه من التأثر بها ...
استند الى مقعده ووضع يده حول مقعدها وقال:
" اعتقدت انكِ تعرفين انني هنا !! ."
وتابع يقول بسخرية :
" انا اسف .."
ادارت ظهرها له واخذت تنظر الى المنزل .
كانت يداها ترتجفان من الغيظ واخذت تتخلل شعرها باصابعها .
ثم التفتت نحوه و قالت :
" عليك ان تكون آسفاً ... ساجيب عن سؤالك ...
المنزل لا يخيب الآمال ... انه رائع ..وانا متأثرة حقاً لأن السيد فاروس اختارني لتجديدة .. انه مثال للجمال الفطري , وسيغدو عملاً فنياً رائعاً اذا ما عملت عليه بعين مبدعة , وعين تعنى بالفن الرفيع ."

روايات احلام/ عبير: عروس الوقت الضائعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن