و بالفعل كانت سيارة تايهيونغ تنتظره في نفس المكان المعتاد لكنه لم ينزل زجاج النافذة و يلوح له كما يفعل دائما

مشى نحو السيارة و وقف لبرهة ممسكا بمقبض الباب من دون أن يفتحه يرتب اعتذارا لائقا في ذهنه ثم فتحه و ركب السيارة

لم يكن تايهيونغ موجودا و هو بالكاد استطاع تمالك نفسه حتى لا يبكي عندما سأل
" لماذا لم يأتي تايهيونغ معك ؟ "

" هو مريض لن يذهب اليوم إلى المدرسة "
ألهذه الدرجة هو لا يريد رؤيته ؟ هل عنى حقا ما قاله؟

" سأعود لأقلك بعد المدرسة لأن الجو سيكون عاصفا"
أخذ المظلة من يد مينهو و أومأ لينزل بصمت ، هو لم يفتح المظلة و سمح للمطر أن يبلله فلا فائدة من الاحتماء منه لأنه كان داخل قلبه أيضا 

هذه أول مرة لا يستطيع فيها التركيز  مع دروسه ، الوقت كان يمر ببطئ شديد و عيناه لم تفارق الساعة على الجدار  ينتظر أن تنتهي أخر حصة ليذهب لرؤية تايهيونغ

رن الجرس أخيرا ليجمع أغراضه و يخرج مسرعا ليركب  السيارة التي كانت تنتظره و يطلب من مينهو أن يأخذه إلى منزل تايهيونغ

لا يعلم ما الذي سيفعله تحديدا لكنه حتما لن يعود إلى منزله قبل أن يسامحه

اتبع الخادمة لتأخذه إلى حيث كانت تجلس والدة تايهيونغ لينحني لها بتهذيب ثم تقدم منها يعطيها الكتاب الذي استعاره على الرغم من أنه لم يقرأ منه حرفا ، كان حجته في حال أن تايهيونغ رفض رؤيته
" شكرا لكِ "

" تعال إلى هنا "
ربتت على المكان الفارغ بجانبها على الأريكة و هو استجاب لها و جلس
" الأصدقاء يتشاجرون طوال الوقت و لا اعلم من منكما أنت و تايهيونغ أحزن الأخر لكنني غاضبة منك "
قالت كلماتها بهدوء ليرفع رأسه عن أصابعه ناظرا إلى ملامحها التي لم تحمل الغضب
" حتى لو كان تايهيونغ هو من أحزنك لم يكن عليك تركه يعود وحيدا و هو مريض ماذا لو كان قد أصابه مكروه "

وسع عينيه بصدمة ، لقد ظن أن ما قاله له البارحة كان سيئا لكن عدم ملاحظته لمرضه كان أسوء

تايهيونغ يلاحظ أبسط تغيرات وجهه و يعرف فورا إذا كان حزينا او منزعجا أو متعبا لكنه لم يلاحظ أنه كان مريضا !

عن ماذا سيعتذر بالضبط ؟

" هل هو بخير ؟ "
ظهر القلق جليا في صوته المرتجف لتضرب والدة تايهيونغ ضهره بخفة
" هو في غرفته ، اعرف ذلك بنفسك "

" لقد بكى و شتمك كثيرا ليلة البارحة "
اردفت ضاحكة لكن كلامها جعله يشعر بالضيق بشكل أكبر ، هو أبكى من كان سببا لابتسامته

Drown in gray Waar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu