لَقيتُ أَلنوٌرَ فِي حُب الْحُسَيْنِ

Start from the beginning
                                    

مشت القافله محمله الثقاله والارامل والايتام من كربلاء الى الكوفه بعدما قام عمر بن سعد بدفن أجساد قتلى الجيش الأموي وترك جسد الحسين وأجساد الشهداء معه ملقاة على تراب كربلاء

عندما وصلو الى الكوفه ادخلوهم الى السوق الكوفه ليتفرجو عليهم الناس ويسخرون منهم

لم يسبَ في الكوفة إلا النساء الهاشميات، و أما غيرهن فقد شفع فيهن أقرباؤهن من القبائل و أطلق سراحهن.

ثم أمر ابن زياد برأس الحسين (عليه السلام) فطيف به في سكك الكوفة كلها و قبائلها ،قال زيد بن أرقم: لما مرّ به عليّ و هو على رمح، و أنا في غرفة لي، فلما حاذاني سمعته يقرأ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَ الرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً. فوقف و الله شعري عليّ، و ناديت: رأسك و الله يابن رسول اللّه و أمرك أعجب و أعجب.
فلما فرغ القوم من التطواف به في الكوفة ردّوه إلى باب القصر.

و لم يرتدع ابن زياد لهذا الحادث الفظيع، فأذن للناس إذنا عاما، و أمر بإدخال‌السبايا إلى مجلسه. فأدخلت عليه حرم رسول اللّه (صلى الله عليه و آله و سلم) بحالة تقشعر لها الجلود.
و جي‌ء برأس الحُسين (عليه السلام) فوضع بين يديه، و أدخل نساء الحسين (عليه السلام) و صبيانه إليه.
وروي عن حميد بن مسلم: لما أدخل رهط الحُسين (عليه السلام) على عبيد اللّه بن زياد، أذن للناس إذنا عاما، و جي‌ء بالرأس فوضع بين يديه (في طشت).

فقال ابن زياد: كيف رأيت صنع اللّه‌ بأخيكِ و أهل بيتك؟. فقالت: ما رأيت إلا جميلا. هؤلاء قوم كُتب اللّه عليهم القتل، فبرزوا إلى مضاجعهم، و سيجمع اللّه بينك و بينهم، فتحاجّ و تخاصم‌ ، فانظر لمن الفلج يومئذ، ثكلتك أمّك يابن مرجانة.
فغضب ابن زياد و استشاط من كلاهما معهُ، في ذلك المحتشد، و كأن همّ بها.
فقال له عمرو بن حريث: أيها الأمير، إنها امرأة، و المرأة لا تؤاخذ بشي‌ء من منطقها، و لا تذمّ على خطئها.
فالتفت إليها ابن زياد و قال: لقد شفى اللّه قلبي من طاغيتك الحُسين، و العصاة المردة من أهل بيتك.
فرقّت العقيلة زينب (عليها السلام) و بكت و قالت له: لعمري لقد قتلت كهلي، و أبرزت أهلي، و قطعت فرعي، و اجتثثت أصلي. فإن كان هذا شفاؤك فقد اشتفيت.
فقال ابن زياد: هذه شجّاعة، و لعمري لقد كان أبوها شجّاعا شاعرا.
فقالت (عليها السلام): ما للمرأة و الشجاعة، إن لي عن الشجاعة لشغلا، و لكن صدري نفث بما قلت.

تطويف رأس الحُسين (عليه السلام) في سكك الكوفة:

ثم أمر ابن زياد برأس الحسين (عليه السلام) فطيف به في سكك الكوفة كلها و قُبائلها ،قال زيد بن أرقم: لما مرّ به عليّ و هو على رمح، و أنا في غرفة لي، فلما حاذاني سمعته يقرأ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَ الرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً. فوقف و الله شعري عليّ، و ناديت: رأسك و الله يابن رسول اللّه و أمرك أعجب و أعجب.
فلما فرغ القوم من التطواف به في الكوفة ردّوه إلى باب القصر.
-وسيلة الدارين، ص ٣٦٦

لَقيتُ أَلنوٌرَ فِي حُب الْحُسَيْنِ Where stories live. Discover now