1

2 0 0
                                    

تبدأ القصة بشاب في الثلاثينات من عمره..
املس الرأس.. طويل القامة.. يرتدي نظارة نظر سوداء.. يرتدي ملابس تقليدية.. سروال فاتح مع قميص يميل للكحلي مع ساعة يده الفضية الكبيرة.. يبدو عليه من الشباب الذي يأمل بحياة سعيدة مع عمله و زوجته المستقبلية..
شاب يتعلم من أستاذه الذي درّسه في الكلية و ها هو يأخذه ليعمل معه في المصحة النفسية خاصته..
الدكتور عصام الدين..
من عظماء أطباء النفس في الوطن العربي.. و الذي يدرّس طلاب جامعيين.
كما ان شكلاً يشبه العظيم آينشتاين..

طرق أحمد باب مكتب الدكتور عصام ثم دخل..
_ صباح الخير يا دكتور!
_صباح النور يا أحمد.. تعالى اتفضل!
تقدم أحمد و جلس على كرسي أمام مكتب الدكتور عصام ثم قال بسرور:
_بشكر حضرتك جداً على ثقتك فيا يا دكتور!
ده شرف ليا اني اشتغل مع دكتور عظيم زي حضرتك!
ضحك عصام ثم قال:
_الشرف ليا يا دكتور!
و انا واثق انك هتكون خليفي في المجال!
_ده كلام كبير اوي حضرتك!
_لا كبير و لا حاجة..
بص يا سيدي..
المستشفى هنا لسه جديدة و مفيهاش ممرضين..
في دورين.. الدور الأرضي للاستقبال ، الدور الأول لغرف المرضى و المطعم ، و الدول التاني مقفول عشان بيتعمل فيه إصلاحات.
و كل اللي بيشتغلوا فيها.. انا و دكتورة مروة و حضرتك يا دكتور.. ده غير شيف بتاع ال buffer ..
الموظفين لسه بيقدموا.. و الحالات وصلت في وقت بدري.. بس معلش ما تقلقش.. هما كلهم على بعضهم ٥ حالات بس!
و ال٥ جم في حقبة واحده.. يعني عملنالهم تشخيص نفسي و نوعاً ما فهمنا القشرة الخارجية بتتكلم عن ايه في حالتهم..
و زي ما قولتلك.. ٣ مسؤولين عن ٥ !
هتبقى قد المسؤولية يا أحمد؟
_ربنا بيعين يا دكتور!
_و انا واثق في ربنا.. ثم فيك!
ابتسم أحمد في سعادة غامرة من أخذه لهذا المنصب بهذه السرعة من بعد تخرجه من الجامعة..
كما انه لم يفكر في العواقب الناتجة عن هذا!
_هتيجي بكره عشان تستلم الشغل!
اومئ أحمد في تفهم..
****
ممدد أحمد على سريره في منتصف الليل.. عاجز عن الدخول في سبات عميق..
يفكر في العمل الشاق الذي سيتولاه في الغد.. لديه بعض القلق بشأن المستشفى..
بدأ يفكر في جملة.. "مافيهاش ممرضين"
كيف؟؟
بالطبع يوجد حالات تحتاج إلى ممرضين.. بالطبع يوجد مريض في حالة هستيريا مثلاً.. او من المحتمل ان يهرب مريض فبالتالي يحتاج إلى رقابة صارمة..
فكيف سيقوم ٣ أطباء بهذه المهمة الصعبة؟؟
يوجد شئ ما يحبس أنفاسه من هذا العمل..
اجواء المصحة؟
ممكن..
لكنه هو من اختار هذا المجال.. و عليه ان يدفع ثمن اختياره!
تثاءب أحمد قبل ان يعتدل بوضعيته و يغمض عيناه محاولاً كسب السبات..
****
في صباح اليوم التالي..
ها هو يجلس أحمد في مكتب الدكتور عصام منتظره و هو يصنع السائل الأسود (القهوة).. و ها هو يصب السائل الغامق في الفنجان و تتصاعد منه الدخنة البيضاء التي تتراقص في الهواء حتى تختفي..
ثم جلس الدكتور عصام أمامه و تنهد أحمد و قال بأدب:
_بس تسمحلي يا دكتور اسأل سؤال محيرني من امبارح؟
اومئ عصام و هو يرشف من القهوة:
_هو ازاي مفيش ممرضين..
اكيد في حالات محتاجة رقابة مستمرة.. او محتاجة حد يكتفها او كلام من ده..
ابتسم عصام قائلاً:
_سبق و قولتلك ما تقلقش يا دكتور..
زي ما قولتلك برضه اننا دارسين قشرة الخمس مرضى اللي هنا..
و الاربعة مش محتاجين ممرضين بالشكل اللي بتتكلم بيه..
_اربعة؟؟
سكت عصام قليلاً ثم قال:
_الحالة الخامسة هي اللي محتاجة..
بس ما تقلقش..
احنا حاطينها في غرفة العزل و مربطنها بجنازير!
انشل لسان أحمد عند سماع هذه الجملة..
و قال بكل طلقائية:
_جنازير؟؟
هي الحالة صعبة و لا ايه؟؟
تنهد عصام ثم قال:
_صعبة..
ما تستعجلش.. دلوقتي هعرفك على الخمس مرضى.. و اقولك تشخيص كل واحد فيهم..
الدكتورة مروة هي اللي هتكون معاك في الاربع حالات.. اما الخامسة.. فدي ليها وقتها.. و انا اللي هكون معاك!
اطمن!
الموضوع مش بالشكل اللي في دماغك!
اشرب قهوتك قبل ما تبرد!
ينظر له أحمد في عدم فهم و هو يومئ في قلق..

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Sep 29, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

Psychopathy (the victims) 1Where stories live. Discover now