30_ الحلقة الثلاثون

Start from the beginning
                                    

نظر له "ياسين" بتساؤلٍ جعله يتحدث مفسرًا بقوله:

_إنك شبهي مع اختلاف وجهات النظر والأسلوب، يعني لو عليك ممكن تفرح أي حد في حياتك وأنا برضه عندي استعداد أدي لأي حد روحي، بس الطريقة تختلف وكذلك أسلوب التعامل، لكن المبدأ واحد، بس أنتَ بقى غاوي اهتمام بالناس أنا مش كدا خالص.

سأله "ياسين" بحيرةٍ من حديثه الأخير:

_يعني إيه ؟؟ أنا مش فاهم.

فسر الأخر القول بحديثه:

_يعني ممكن تكون بتهتم برأي الناس فيك بس أنا مش كدا، وممكن تكون بتبرر مواقفك أنا مش كدا، أنا ميهمنيش رأي حد طالما بنام مرتاح وأنا مش ضارر حد يبقى خلاص، اللي بيهتم بالناس بيخسر نفسه، ولو خسرت نفسك يبقى كدا أنتَ ضيعت، عارف لما جيت أتعلم السواقة مين اللي علمني؟؟.

حرك رأسه نفيًا ليضيف الأخر مفسرًا بقوله:

_"طارق" ابن عمي، ساعتها علمني درس عمري ماهنساه في حياتي، قالي لو عاوز تتعلم السواقة بصحيح على أصولها حط عينك على الطريق وسيبك من اللي على الطريق، متشوفش غير نفسك في السِكة، لو بصيت على طريقة كل واحد فيهم لازم تتلغبط، واللي عاوز يوصل معندهوش وقت للغبطة، لو عاوز توصل على طريق لازم تكون المنافس الوحيد ليك، لما قالي الكلام دا كنت فاكره لسواقة العربيات بس، لكن لما ركزت عرفت أنه ينطبق على كل حاجة في الدنيا، اللي بيسمع كلام الناس كسبان حبهم بس اللي بيسمع لنفسه كسبان حبها، فهمت؟؟.

حرك رأسه موافقًا فارتمى عليه "وليد" يقول بسخريةٍ:

_طب يلا اسمع كلامي بقى وحط إيدك في راسي علشان مش عارف أنام، يلا أنتَ هتمشي كلامي عليا أنا ولا إيه؟.

ضحك "ياسين" ثم رفع كفيه يربت على خصلات "وليد" وهو يضحك رغمًا عنه على هذا الرجل الذي يشبه الصغار في طريقتهم وفي حبه لمن حوله حتى طريقة التعامل.
_____________________________

في منطقة أخرى بمحافظة الاسكندرية..

لم يكن الوضع مشابهًا للوضع في بيت آل "رشيد" بل كان يختلف تمامًا حيث أن المنطقة بأكملها خاصة بالشقق المصيفية، وهذه الشقق تتسم بالطابع المرح حيث صوت الاغاني والسهر في الشُرفات الممتلئة بالسكان، خاصةً في الطابق الأول الخاص بشاليه "رياض" جلس في الشرفة مع "فهمي" بجوار "ميمي" والنساء يستمتعون بالهواء الممتزج برائحة البحر بنسماته.

على العكس في صالة الشاليه ارتفع صوت الموسيقى الصاخبة والصغار يرقصون مع بعضهم وبجوارهم الشباب حتى قام "عامر" بسحبهم ليتشاركون الرقص مع الصغار فقامت "إيمان" بالتقاط الصور لهم وحينما ازداد الحماس لديها أطلقت زغرودة عالية جعلت الضحكات ترتفع على فعلها الغريب.

يوم الجمعة (تعافيت بك)Where stories live. Discover now