١٧. لا وقتَ للموت.

ابدأ من البداية
                                    

" اوه لقد منحك سترته، شقيقي رجل نبيل على غير عادته "

هتفت ضاحكة و هي تلتقط السترة من يديها.

" انا ايما، شقيقته الكبرى "
عرّفت على نفسها، صافحتها نانا بحرارة.

" تشرفت بمعرفتك "

" و هذه والدتنا، جيينا "
قدّمتها لوالدتها و التي رحّبت بنانا بابتسامةٍ فاترة.

" تشرفت بمعرفتك "

يا امي بالقانون... كادت تقولها لكنّها تمكنت من التحكم بنفسها، في تلك اللحظة نزلَ كيليان من السلالم و هو يرتدي تعبيراً مصدوما من تواجدها ببيته.

" نانا؟ ما الذي تفعلينه هنا؟ "
هتفَ بعدم تصديقٍ امام ابتسامتها الواسعة.
" أ هكذا ترحب بصديقتك كيلي؟ "
تمتمت شقيقته بغمزةٍ مستفزّة، ثمّ نظرت نحو نانا.

" عليكِ البقاء للعشاء "

وافقتها نانا بسهولة، و وسط ذلك البيت الدافئ عاشت تجربةً جديدة مختلفةً عن التجارب التي طمحت لعيشها طوال حياتها.

تعلّمت نانا انّ لذ ّة الطعام تختلف حين يتمّ اعداده بحبّ، انّ البيتَ بامكانه ان يكون دافئاً دون الحاجةِ لِمدفأة، و انّه لا ينبغي عليها ان تكون بمستوى معينٍ كي تجلس بطاولة معينة مع اناسٍ معيّنين...

هذه هي الحياة التي كانت ستعيشها لو انّه لم يتخَلّ عنها احد كطفلة لا تجيد سوى البكاء...

و نانا وجدت شيئا اجمل من حبيبٍ قوي يقتُل لأجلها... نانا وجدتْ حياةً طبيعية مليئة بالهناء.

ارادت هذه الحياة.

" بالمناسبة "

اوقفَها كيليان عن الرحيل بعد انتهاء العشاء و توديعها لعائلته، التفتت نانا نحوه و هي تنظر الى الكتابِ الذي يحمله بيده.

كان الكتاب دون غلافٍ مميز.

" ما هذا؟ "

سألت و هي تقترب، تبحث عن عنوانٍ للكتاب.

" هدية رأس سنة مقدّمة "

قال و هو يدفع الكتاب الى صدرها بارتباك، بدا كيليان جدّ محرجٍ، كما لو انها اول مرةٍ له يقدّم فيها هديةً لفتاة.

فتحت نانا الكتاب فظهر العنوان... فتحت شفاهها صدمة.

" لا، انت لم تفعل ... "

Empty Crown | تاجٌ فَارِغحيث تعيش القصص. اكتشف الآن